نجمٌ في سماء نينوى
عبدالجبار الجبوري
لم يشهد تاريخ نينوى الطويل، أنْ حظي محافظٌ بمحبة وإحترام الناس والشارع الموصلي، مثلما يحظى به الآن الفريق المتقاعد نجم الجبوري، محافظ نينوى السابق،ففي جميع جولاته الإنتخابية الآن يستقبله المواطنون، بهتافات جماعية ،ومن فم واحد (هلا بنجم الجوري)، هكذا دون اي لقب أو تكلفة،والسبب لبساطته وتواضعه مع المواطنين وحبهم له،فهو خلق جسراً من المحبة والعفوية الجميع ،مع الطفل والشيخ والعجوز،وكلمة (أهلنا بلهجته الريفية)، بها امتلك قلوب جميع أهل نينوى، فمَن هو نجم الجبوري ،ليحصل على كلّ هذا الحب والإحترام الإستثنائي في نينوى، ويصبح نجمَها الأول،حتى أن الكثير من المسؤولين الكبار، ممن يرافقونه ويتجولون معه في اسواق وشوارع المدينة، يشعرون بالحراج لإلتفاف المواطنين حوله، وتجاهلهم لغيره، فنجم الجبوري، إبن قرية نساها التأريخ ،تقع على جرف نهر دجلة إسمها (صفية)، وهو الضابط السابق في الجيش العراقي، وهو قائمقام مدينة تلعفر بعد الإحتلال،هاجر الى أمريكا مضطراً بعدها، لينجو من تهديدات القاعدة وتصاعد الحرب الطائفية،بعد ان لقنهم درساً في المواجهة،وعاد نجم بطلب من السيد حيد رالعبادي رئيس الوزراء السابق، بتكليفه تشكيل قيادة عمليات لتحريرنينوى ،من براثن عصابات داعش الإرهابية، التي جثمتْ على صدور أهل نينوى ثلاث سنوات،وقتلت الآلاف من شبابها ،ونزح ملايين من أهلها، وسُبيتْ نساؤها، هكذا إتخذ من قضاء مخمور معسكراً لجمع الجنود، للإنطلاق بعملية التحرير،وأثناء عملية تشكيل قيادة العمليات في مخمور، قام تنظيم داعش المجرم، بإعدام ( 13) فرداً ،من إخوته وأبناءهم أعدموهم بأقفاص، وأغرقوهم بنهر دجلة، إنتقاماً من نجم ، بعد أن علموا أنه يشكّل قيادة عمليات لتحريرالموصل.
تشكيل قيادة
ولم يُثنِ هذا العمل الإجرامي نجم، فأنهى على عجلٍ تشكيل القيادة، وبدأت عمليات تحرير الموصل، مع جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الإتحادية،وأخذت طلائع قطعات الجيش في قاطع الساحل الايسر المنطلقة من مخمور تحرر القرى والاقضية والنواحي، الواحدة تلو الاخرى بقيادة نجم الجبوري، تحت غطاء جوي كثيف من التحالف الدولي، حتى وصل الجيش الى تخوم وأحياء الموصل،ملتحماً مع قطعات جهاز مكافحة الارهاب بقيادة البطل الفريق عبدالوهاب الساعدي،والفريق الركن عبد الغني الساعدي واللواء الركن معن السعدي،بعد أن سلمها الفريق الركن عبود قنبر، والفريق الركن علي غيدان،تراب بيد داعش وهربوا بليلة ظلماء،ودخلوا أربيل ودهوك بملابس مدنية، أنتهت صفحة داعش وتحررت نينوى على يد ابطال الجيش العراقي، وبدأ في نينوى الإعمار،على يد نجم الجبوري كمحافظ هذه المرة، وليس كقائد شارك بالتحرير،فبلّط الشوارع بعد خرابها ،وأعاد إعمار المستشفيات المدمرة كلها،وفتح المدارس للطلاب،بعد إعمار المدارس المهدمة،وأعاد جسور نينوى الخمس المدمرة، وبنى مجسرات خمس أخرى،والأهم من هذا كله، فرض الأمن والإستقرار في المدينة ،وأصبحت نينوى تنعم به وتتميزعلى باقي المحافظات، وبدأ باعمار أهم المشاريع الإستراتيجية في نينوى وهي مطار الموصل ،ومحطة قطارالموصل ،وملاعب الموصل الرياضية، وقاعة مسرح الربيع بالموصل،(قسم منها لم يكما لأسباب خارجة عن صلاحياته، تتعلق بالتمويل الوزاري وحكومة بغداد، وجميع دوائر المدينة التي فجرها داعش،وذهب الى الأبعد فحوّل أقضية المدينة الى جنائن ، في الإعمار الموازي للمدينة،موفراً فيه المستشفيات والمدارس والشوارع وتبليطها وتبليط الطرق الخارجية،من المدينة اليها،مثل أقضية ونواحي تلكيف وقره قوش والقيارة وربيعة ووانه والحضر وحمام العليل وبعشيقة،التي حوّلها الى سياحية متفردة ،وتلعفر وبدأ بسنجار وأعاد نازحيها كمرحلة أولى وفتح شوارعها ومدارسها واعاد مستوصفها ومراكز الشرطة فيها، كل هذا وغيره، تم بعهد نجم الجبوري، وكابينته الحكومية ،التي أبدعت في أعادة الاعمار، ومنهم المهندس ستار الحبو مدير البلدية والمهندس رعد الحديدي مدير البلديات،والمهندس رضوان الشهواني مدير الطرق والجسور، ووالمهندس عماد ميرزا مدير المجاري ، كل هؤلاء أبدعوا وتفانوا في إعادة إعمار نينوى، تحت قيادة نجم الجبوري ،وتركوا بصمة لاتُمحى في المدينة، لهذا كلّه يحب أهل نينوى ،من مسيحيين وتركمان وعرباً وكرداً، وأقليات ريف وقرى الموصل،لأنهُ لم يفرق بين أي منهم ، يحترمه الجميع من الأقليات والقوميات، حتى في المحافظات، يتحدثون عنه بإعجاب، ويتمنون أن يكون محافظاً لمدينتهم ، هذا هو نجم نينوى، وقائد تحريرها وإعمارها ، إنه نجم يضيء سماء نينوى الآن هو نجم الجبوري.....