الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل الاسلام مشروع دوله ام دعوة؟

بواسطة azzaman

هل الاسلام مشروع دوله ام دعوة؟

راجي العوادي

 

هناك رأيان  متعارضتان بشان موقف الاسلام من ادارة الدولة ، احدهما يعتقد من الضروري قيام المشروع الاسلامي ببناء هيكلية الدوله وادارته في المجالات الاجتماعيه والاقتصاديه وتصريف الحياة اليوميه وفق الثوابت  والمعاير والاسس الدينيه وبذلك تقحم السياسه في الدين وتعالج كل الظواهر والمشاكل التي تطفح على السطح بالية دينية حتى في حالة تصفية الخصم المعارض .

ان اصحاب هذا الراي يبرروا على ان الدين جاء ليحكم الحياة الدنيوية وليس شعارات تعبديه ولابد من تطبيق ما جاء به القران الكريم والسنه المطهره للرسول العظيم واهل بيته الاطهار صلوات الله عليه وعليهم جميعا  ورغم ان هذا الراي لم تؤكده الا رويات نزيره جدا ولم يشبع بالدراسه والتحليل الا من ثله من الفقهاء ، مقابل الراي انف الذكر راي يعتقد ان الاسلام مشروع دعوه ليس الا وان اقحام الدين في السياسه وإدارة مرافقها هي مفسده للدين ، وان الدين والسياسه مفهومان متناقضان  لا يجتمعان تحت سقف واحد لافتقار الاخير الى الثوابت الاخلاقيه ومبادىء العداله الاجتماعيه في كثير من الاحيان .ان المشاريع الاسلاميه لادارة الدوله اذا استبعدنا مشروع  تجربه الثوره الاسلاميه في ايران كنوذج خاص لها اسبابها ومبرراتها نجد هذه التجارب لم يحالفها الحظ لا سابقا ولا حاضرا لكون هذه المشاريع تحمل بذرة فنائها من الوهله الاولى لانطلاقها واعتمدها على الاتجاه المذهبي الذي يفرق ولا يوحد والذي سيتحول لا محال لاحقا الى طائفيه بغيضه . ان المشروع الذي يجب ان تدار به الدوله يجب ان يقوم على اساس وطني بعيدا عن الهويه المذهبيه ، اما اذا بقيت المشاريع الاسلاميه تعتمد نهج المذهبيه فلا يمكن ان نستطيع ادارة الدوله حيث اذا سيطرمشروع ديني محسوب على مذهب ما نازعه المشروع الثاني الذي يمثل توجهات المذهب المخالف له اما اذا تمت الشراكه بينهما فسرعان ما يدب الخلاف وتنتهي الامور الى طريق مسدود لا محاله وهذا ما حصل في العراق منذ عام 2003 وما من بعده فلقد انسرق كل شيء وفسد اي شيء فيه باسم الدين ولهذا المرجعية الدينية  العليا نفظت يدها من تبني اي حزب او كتلة في العراق وتتمنى تشكيل حكومة على اساس الكفاءة والاستعانة بالخبرة الدولية لفتح ملفات الفساد منذ 2003 والى الان .

لا شك في أن نشوء تيار إسلامي مدني‏،‏ يؤمن بفصل الدين عن الدولة‏،‏ وبدعم الدولة الوطنية التي ترعى كل الأديان وتصون مقدساتها، وتضمن حقوق مواطنيها من دون استثناء، وبغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية،‏ هو أمر بالغ الأهمية في زماننا الصعب الذي لا بدّ فيه من دعم مؤسسات الدولة الوطنية القائمة على مبدأ المساواة في المواطنة‏،‏ بعيدا من المزايدات الدينية‏ والتدخل في حيوات الناس الشخصية‏

اكاديمي وكاتب

 

 


مشاهدات 89
الكاتب راجي العوادي
أضيف 2025/10/24 - 9:20 PM
آخر تحديث 2025/10/25 - 9:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 257 الشهر 16718 الكلي 12156573
الوقت الآن
السبت 2025/10/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير