 
		
	 
		 
		 
		الفن السابع يلعب دوراً محورياً بالترويج السياحي
دعوة لإقامة مدينة سينمائية (سوليود) في السليمانية
السليمانية - باسل الخطيب
دعا فنان كردي إلى إقامة مدينة للإنتاج السينمائي في السليمانية باسم (سوليود) باعتبارها عاصمة الثقافة الكردستانية ولتوافر البنية اللازمة لها، مؤكداً على ضرورة استثمار الفن السابع كقوة ناعمة تخدم القضايا الكردية المصيرية والترويج السياحي لإقليم كردستان.
ويشير مصطلح «الفن السابع» إلى السينما، وهو مصطلح أطلقه المفكر الإيطالي ريتشيوتو كانودو عام 1911 لأن السينما دمجت ووحدت الفنون الستة التي سبقتها، وهي: العمارة، النحت، الرسم، الموسيقى، الشعر والمسرح.
وقال المؤلف والمخرج هاوار مصطفى خان، إن (السينما طالما كانت وسيلة فنية تتجاوز الترفيه لتصبح أداة من أدوات القوة الناعمة للشعوب والأمم)، مشيراً إلى أنها (تشكل وثائق موازية تسهم في تشكيل الرأي العام ورسم تصور عن المزاج الشعبي والوعي الجمعي تجاه الأحداث بالرغم من كونها ليست مصدراً تاريخياً تقليدياً).
وأضاف أن (صناعة السينما والتلفزيون تدعم اقتصاداً إبداعياً ديناميكياً وتسهم في خلق فرص عمل جديدة)، لافتاً إلى أن(تصوير فيلم أو برنامج تلفزيوني يجلب الوظائف والإيرادات وتطوير البنية التحتية ذات الصلة مما يوفر دفعة فورية قوية للاقتصاد المحلي).
وأوضح المؤلف والمخرج الكردي، أن (السينما يمكن أن تلعب دوراً محورياً في الترويج السياحي لإقليم كردستان لاسيما مع ما يتمتع به من مواقع طبيعية وأثرية متنوعة)، منوهاً إلى (ضرورة توظيف السينما والفن عموماً لإنتاج أفلام ومسلسلات وبرامج منوعة تخدم القضايا الكردية المصيرية وتستثمر المناطق السياحية والأثرية من خلال سيناريوهات مناسبة وتشجيع المستثمرين وشركات الإنتاج والتوزيع السينمائي من خلال تقديم التسهيلات والإعفاءات الضريبية والقروض الميسرة لهم).
وشدد هاوار مصطفى خان، على (ضرورة إقامة مدينة للإنتاج السينمائي في السليمانية لتوافر الإمكانيات اللازمة فيها وكونها عاصمة للثقافة الكردستانية والأكثر إنتاجاً سينمائياً)، مقترحاً (إطلاق تسمية سوليود على تلك المدينة على غرار ما هو موجود في العالم واستقطاب شركات إنتاج عالمية ومخرجين وممثلين مشهورين إليها).
أهمية اقتصادية
ودلل على الأهمية الاقتصادية لصناعة السينما، بما «يحدث في دول أخرى منها نيجيريا التي تشكل صناعة السينما فيها ثاني مجالاً استثمارياً بعد الزراعة»، وتابع أنه بالرغم من أن نفوس نيجيريا هو 170 مليون نسمة وفيها 14 صالة عرض سينمائي فقط إلا انها «تنتج 50 فلماً اسبوعياً وإيرادات صناعة السينما فيها (نوليود) عام 2018 كانت أكثر من 7 مليارات دولار ويعمل في مجالها مليون شخص».
أما في الهند، والحديث للفنان هاوار مصطفى خان، فإنها «تعتبر أكبر منتج عالمي للأفلام بواقع 1200 فيلم في العام مع مبيعات للتذاكر تصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار وإيرادات تبلغ 8.1 مليار دولار»، مستطرداً أن (السينما والتلفزيون تشكلان محركاً مهماً للاقتصاد الأمريكي).
وأورد أن صناعة التلفزيون والسينما في الولايات المتحدة الأمريكية «تستقطب قرابة 2.4 مليون شخص بنحو يزيد عن نظرائهم في قطاعات مهمة مثل التعدين واستخراج النفط والغاز والقطاع الزراعي وأنها تدعم من قبل 122 ألف شركة منها شركات توريد الطعام والمغاسل وتجهيز الملابس وصناعة الديكور والإضاءة وغيرها»، مبيناً أن تلك الصناعة «حققت مبيعات قدرت بنحو 261 مليار دولار عام 2021 ودفعت إجمالي ضرائب بلغت 29 مليار دولار توزعت بين ضرائب دخل للأشخاص والشركات أو مبيعات وتأمينات صحية».
بدوره قال رئيس قسم السينما في جامعة السليمانية دلشاد مصطفى، إن (معظم شعوب العالم عرضت قضاياها المصيرية من خلال السينما الوثائقية والأفلام التسجيلية والروائية لتوثيق تاريخها والترويج لأفكارها وأسلوب حياتها ومناطقها السياحية والآثارية)، داعياً إلى (ضرورة بناء علاقة مع مؤسسات الإنتاج العالمية ودعوتها للإقليم لمشاهدة المواقع الأثرية والسياحية التي يمكن للكثير منها أن يكون محوراً لأفلام وثائقية أو روائية عالمي وأن تساعد الحكومة بدورها الجهات المعنية بالترويج لصناعة سينمائية كردية).
سيرة ذاتية
يذكر أن هاوار مصطفى خان، مواليد 1970، و حاصل على دبلوم إعلام من معهد السليمانية التقني عام 2000، وبكالوريوس إعلام من جامعة السليمانية 2005، وعلى شهادة الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة 2017.. و أسهم في كتابة سيناريو وإخراج أربعة أفلام اثنان منها وثائقية، ولديه 11 كتاباً منشوراً منها السينما التسجيلية الكردية بالعربية، وآخرها (سينم ماجي) أو السيناريو باللغة الكردية.