الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عبد الواحد معلة.. من الذين اشتهروا بقصائد ( الواحدة )    


عبد الواحد معلة.. من الذين اشتهروا بقصائد ( الواحدة )    

 الحلة - كاظـم بهَــيّــة

 

تعد مدينة النجف، منبعا للشعر والأدب وذلك لنبوغ شعراء اعلام فيها في هذا المضمار وضعوا بصماتهم الخاصة والأسس الصحيحة للقصيدة الشعبية في العراق، وكتبوا وابدعوا ا وألفوا مئات الدواوين من اجل دفع مسيرة ادبنا الشعبي الى امام .

اليوم نستذكر واحدا من ابناء هذه المدينة هو الشاعر الكبير الراحل عبد الواحد معله النجفي ، الذي ولد من رحمها عام 1928 ، ونشأ وترعرع في أزقتها في محلة (العمارة ) وشغف بحب هذا الأدب الشعبي ، فكان للشاعر عبد الرزاق معله الدور البارز في تشجيعه، واتقن كل فنون الأدب الشعبي وكتب في اغراضه حتى أصبح رمزا شاخصا من رموز هذا الادب وجعل له حضورا متميزا في الوسط الشعري وبين زملائه من معاصريه ومع جيل من الشعراء الشباب فكان يكتب من واقع حياته اليومي ، ذو أسلوب بديع عالج فيه الكثير من القضايا الاجتماعية :

اشرايده المتدوهنه بالهم تدور

اشكاصده والهم خويها ابدورها

لاتخليها تمر ببنات الكصور

خاف تزعجها اوتكدر اكصورها 

* * *

هنا يبنت الضيم لاوين اتغدين

امدولبه اوتتعثرين اليا سبب

اتناخت الكاع اعله هدمج والسنين

اوشرشبت فجة عباتج بالحطب

 اومولحه ثوب وجه متلاونين

اوبادي الجوع اعله وجهج والتعب

هاي هم قسمتج وايامج تجور

اتحيرينه بالايام اوجورها

البزايز ترتوي من الصدور

اشلون بصرك من تسد اصدورها

فالشاعر الكبير معله كتب الروع القصائد الوجدانية حتى اصبحت شهرته واسعة بين الاوساط  الثقافية في عموم البلد ، فكانت تتسم الحرارة والصدق تحكي عن روحه الرقيقة ،في هذه السطور من القصيدة الرائعة التي كتبها عام 1951 وقد أعرب فيها عن شاعرية فياضة بالروح والأسلوب والالتزام :

اراعي النجم طول الليل اناجيه بكلب ولسان

ينجم الليل متكلي ليش الهل وكت سهران

جن انه الهوى فتني اودعاني مسهر اوولهان

هم انت الهوى صابك

واللي نابني نابك

اوهم ملتك احبابك

اوهم مثلي ابملامتهم ..الكلبك زادو اهمومه

الشاعر الراحل اكثر شفافية ورقة في التعبير لأنه شاعر عاشق ونديم ، فاخذ يجاري الفصيح في مختلف تياراته الفكرية والوجدانية :

نفسي تميل الى الحميا دائما

 والاذن تهوى معزفا وربابا

أن يصنعوا كؤوس الشراب فليتهم

 ان يملؤوه مدى الزمان شرابا

فجاء مجاريا اليه بهذا البيت من الابوذية قائلا :

لخوتي انجان تحفظها وترعه

لا لاتفت ..... اذاني وترعه

كاس اصنع ثرى لحدي وترعه

خمر وانعش رفاتي من الحميه

اكثر قصائده تناولت موضوعات رائعة ومؤثرة حفظها الجميع، كما في رائعته (الخرانيب ) الذي يعدها الباحثون في الادب الشعبي العراقي من القصائد (الشاخصة ) في مسيرة الشعر الشعبي العراقي ، اسوة بزملائه الذين اشتهروا بقصائد ( الواحدة ) رغم كتاباتهم التي لاتعد ولا تحصى أمثال : عبد الأمير الفتلاوي في رثائية زوجته ومحمد آل جبار في قصيدته الشهيرة (هنا يمن جنه وجنت ) وكاظم ال كاطع  في قصيدة (يكاظم مهجتي الهجران عادمها )وكاظم الركابي في قصيدته (المناجل ) وطاهر المصري في (ليش الزين )، واليكم نص رائعته (الخرانيب ) والذي يقول فيها:

مْـنِـيْـديْ وْيـــا ذَنِـــبْ تِجْـنـيـهِ الأيّـــامْ

شْيِجْنـي السجـه العُوسَـج والخرانـيـب

آنـــي وْمـــا سِـــوَايْ بْــهــايْ يِــنْــلام

جَـــا مـــا أثِّـــرَتْ بــــيَّ الـتِـجـاريـب

                  ***

كــلْ مــا صـــار بـــيَّ حِـيْــلْ ويّـــاي

مِـسـتـاهِــل بَــعَـــدْ أكــثـــر وأكــثـــر

جَـا لــنْ مــا حَسـبْـتِ حْـسـاب دِنـيـاي

وْ كُــلْ مــا صـابِـنـي لا تْـظِــنْ أثَّـــر

آني حْرَكِـتْ روحـي، وشمْعْـةِ صْبـاي

أضَــوّي لَـعِـدْ غِـيـري خـــافْ يِـعْـثـر

لـبّـالـي الـفـضِــلْ؛ بـالـفـضِـل يِـنـســامْ

وبالطِيْـبْ يِتْجـازى الْ يِعْـمَـلِ الطِّـيْـبْ

أثـاريـنــي كَـصِـيْــرِ الــــراي وَهّــــام

أريــد مْــن العِـواهـرْ تـعْـرفِ الْعـيـبْ

                 ***

بُكَيت بْوَهَم مـا هَمِّنـي الجز وفـاتْ

أريـد أصبَـحْ مِثالـي بـيـنْ هَــا الـنـاس

حَضِـرْتـي تْعلَّـمِـتْ جِلـمَـةْ نَـكِــرْ ذاتْ

مَكَـصـودي أَوَصْــلِ الـذَنــبْ لـلــراس

كِلِـتْ خَـلْ اسْهَـر وَخَـلّـه بْهَـنـا يْـبـاتْ

وْخَــلْ أظـمـا واديــرِ لْيِمْنِـتَـه الـكـاس

فَـــرِقْ مـابـيْـنْ بـانــي وْبِـيــنْ هــــدّام

أعَـمُّــرلَــهْ ؛ يِـجـازيـنــي بِـتَـخْـريْــب

صِـدكَـيـا نــاس يُــو أضـغـاث احــلام

وَدَاعَــة حَـمِـلْ لاجِــنّ الـطـبُـعْ ذيـــب

                 ***

غِيْـرْ يْـكـونْ وِحْــدَه اثنـيـن، وِتْصـيْـر

عِـبـرهْ، واعتـبـر، واصـحـى لْزِمَـانـي

غـيْـرْ يْـكـونْ أكَــوم أَحْـسِـنِ التـدبـيـر

واخَــلّــي هــــاي تِـرْجِــيّــه بْــإذانـــي

غِـيْـر يْـكـونْ عِـنـدي يْصِـيْـرْ تَفـكـيـر

واعــي، وأحــذَر مْــنِ الـلّـيْ جُـوّانـي

كـلْ هــذا، ونــا سـاهـي الفِـكِـرْ، خــامْ

بْوَهَـمْ حـدّار نُــوْبْ، وْنُــوْبْ تَغـريـب

للخـطّـة نْـكَــدِتْ مْـرَصْـعـي وَنـــامْ

ألـجــه وْصِـــرِتْ مَـطْـمَـع للّـواعـيـب

                     ***

جــــان الــواجِــب بــــأوّلِ الـمِــهــداد

أشـوفَـه كْحـيـل لــو بَــسّ المحـاجـيـل

عُـودْ عْلـيـه أراهــن لــو شِـفِـت جــادِ

بْعَـزمَـه وْكَــام يِـركُــضْ أوّلِ الـخِـيْـل

كِلِـتْ مِـنْ عِثـر:هـاذي عَـثْـرَة اجْـيـاد

وْخِدْعَـتـنـي مَـعــارِف تِـغُــرّ وشْـلـيـل

أتـمـايَـز شِــكِــلْ، واَنْــظُــرِ الـهِـنــدام

لَـجَـنْ يـــا خِـيـبَـةِ الـبْـراهِـنَـه يْـخِـيـب

ألـكِــدْ بـيــه، مـــا يُــوصَــل لِـلـجْـتـام

بْمِـجـانـه وفـاتِـتَـه حــتّــى المَـغـالـيـب

                   ***

عـلـى نفـسـي جِنِـيْـتْ ومـــا تِـوَانِـيـت

ولا كِـعّـيْــت روحــــي وحـاسـبِـتـهـا

هــلّ تْـشـوفْ بـــت للـظَّـعَـن ظـلّـيـت

وعافـتـنـي الـرفـاكـه الـمـــا عِـفِـتْـهـا

عُـــوْدْ الــسّــاعْ حَـسِّـيْــتْ وْتِـوَعِّـيْــت

عُـكُــبْ مـــا ذرَّتْ بْـعـيـنـي خَـفِـتْـهـا

يْـكَـول المَـثَـلْ: بَـعَــدْ الـخِـيْـر جِـــدَّام

وراعـي الغيْـب هُـوَّ الـيِعْـلَـمْ الغِـيـبْ

وْحَــكَـالله لَـحُـطْ جَـوْيَـه عَـــلْ اِبْـهــام

جَـوْيَـه تِـظـلْ تِـــدِّيْ لآخِـــرْ الـشِـيْـبْ

                      ***

وَلَـوْ جَـوْيـات كَـثـره الـغِــدَتْ عَـالإيْـدْ

شْـمَــا يِـبْــرَنْ إلِـــيْ مِـنْـهِـنْ عَـلامَــه

يِـهُـونَـن، لاجِـــنْ الـيكَلِـفـنـي ويْـجـيـد

الأشـدّ منـهُـم عـلـى روحــي المَـلامـه

أنـــا مَـدّيــتْ إيْـــدي، وْخَـلّــو الـكـيْـدْ

بِـيْـهـا ، وْجِــنِــتْ أظـنّـنـهُـم نِـشـامَــه

إلْ بـيْـهْ جِـنْـتْ اعْتِـقِـدْ للكِـيْـدْ فَـصّــامْ

وْعَلـيْـهْ جِـنْـتْ أحِـنَّــنْ حَـنَّــة الـنـيـب

جَـتّـفْـنِـي وْرِمــانــي بيْر إعْـــــدام

وْمـا يِلْـحَـكَ عَـلـيّ شِـيْـخِ الجِلابـيـب

                  ***

هــاذا آنَــه يـمَـنْ تِنـشِـدْ عَـلـى الـحـالْ

علـى نفسـي جِـرِتْ، مَحَّـدْ عَلَـيْ جـار

عِفِتْ مَجْرى العَذِبْ وُرْضِيْتِ الاوْشالْ

وْتِحَـفِّـيْـت وِسْـحَـكَـتِ بْـجـلّــةِ الــنــار

ورّْوحِــــي هْمَـلِـتْـهـا اَيَّــــامُ ولْــيـــالِ

وْكِلمـا صابِنـي، والـلـي عَـلَـيْ صــار

مْـنِـيْـديْ وْيـــا ذَنِـــبْ تِجْـنـيـهِ الأيّـــامْ

شْيِجْنـي السجـه العُوسَـج والخرانيـب

آنـــي وْمـــا سِـــوَايْ بْــهــايْ يِــنْــلام

جِـيْــه مـــا أثِّـــرَتْ بـــيَّ التِـجـاريـب

 وأخيرا ظل صوت (أبا منهل ) ذلك الوت القوي يصدح شعرا حتى رحيله الأبدي عام 1998 في بغداد ،فقد ترك بصماته في ذاكرة الناس وباتوا يرددون قصائده ليومنا هذا .

 

 


مشاهدات 36
الكاتب كاظـم بهَــيّــة
أضيف 2025/10/15 - 2:23 PM
آخر تحديث 2025/10/16 - 3:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 100 الشهر 10364 الكلي 12150219
الوقت الآن
الخميس 2025/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير