المعركة بدأت خارج الملعب

هشام الدلفي

ما حدث مؤخرًا من فوضى دخول الجماهير السعودية إلى أرض الملعب وخارجه، يثير علامات استفهام خطيرة حول ما يجري خلف الكواليس في مشهد الملحق الآسيوي، ويكشف أن اللعبة لم تعد تُحسم بالأقدام فقط، بل تُدار من فوق الطاولة وتحتها في آنٍ واحد.

الازدحام غير المبرر، وغياب التنظيم، والسماح للجماهير السعودية باقتحام المدرجات دون رقابة واضحة، كل ذلك يوحي بأن هناك تواطؤًا مريبًا من الاتحاد الآسيوي يصب في مصلحة البلد المضيف، وكأن الهدف الخفي هو سرقة بطاقة الصعود من العراق وإندونيسيا وإهدائها للسعوديين على طبق من نفوذ.

إن لم يتحرك اتحادنا العراقي سريعًا لتقديم اعتراض رسمي ومطالبة بمعاقبة الاتحاد السعودي على هذه الفوضى المقصودة، فاقرأ على حلم الصعود السلام. السكوت الآن هو مشاركة غير مباشرة في المؤامرة، والتسويف بعد التصفيات لن يعيد الحق المسلوب.

كل المؤشرات الميدانية والإدارية تقول إن الفريق المضيف سيفعل المستحيل لإقصاء خصومه عبر الضغط الإعلامي والجماهيري والتحكيمي، ليضمن عبوره إلى كأس العالم. هذه ليست منافسة رياضية نزيهة، بل معركة نفوذ تُدار من خارج المستطيل الأخضر، والاتحاد العراقي أمام اختبار تاريخي في الدفاع عن هيبة الكرة العراقية وحقوق منتخبنا الوطني.

الوقت لا يحتمل المجاملات ولا الخطابات الدبلوماسية. الكرة الآن في ملعب الاتحاد العراقي:

هل سنقف موقف المتفرج ونترك «الملحق» يتحول إلى «ملهاة»؟

أم سنضرب بيد من قانون وجرأة لنحمي المنتخب من لعبة «الخداع السعودي»؟

الجواب سيحدده الفعل، لا البيانات.

فمنتخبنا في خطر... والمعركة بدأت قبل أن تبدأ المباراة.