الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وجه حضاري أم صورة لواقع مفروض؟

بواسطة azzaman

وجه حضاري أم صورة لواقع مفروض؟

عبد الكريم احمد الزيدي

 

في ظل الوجه الحضاري لعراق جديد يتسابق فيه الجهد الوطني لتقديم الخدمات الأنسانية والاستحقاق النوعي لتغيير الواقع الصعب الذي يختلط فيه الوعي التربوي الأخلاقي والتناقض السلوكي في التعبير عنه ، نجد التصرفات الفردية لفئة مجتمعية تحمل عنوانِ الصفة القانونية في الشارع العراقي تمارس جنساً من الأفعال التي تتنكر لهذه الصفة القانونية وتعارض الشخصية العراقية في السلوك والأداء والتعامل مع أبناء جلدتهم بواقع لا يعكس التحضر والأخلاق وحتى التربية المهنية التي تحمل عنوان الخدمة والتوجيه  ..

ونحن هنا نقصد أبناءنا في سلك المرور العامة قادة وضباطا ومراتبا بعد أن تأثر الشارع العراقي بحالة مرفوضة ابطالها أصحاب المركبات وسائقي آليات النقل العام والخاص ويقع ضحيتها كلا الجانبين بقصد أو ربما نتيجة تصرف خاطئ لايقدره كما يفترض قانونا ووعياً سائقي الآيات والمركبات وغالباً ما تنتهي بسوء تصرف أو إصابات غير محمودة نتيجة هذه الأخطاء ..

ولكن المؤكد ان الجانبين يظنون انهم على حق في مثل هذه المواقف ، فرجل المرور يمثل القانون في الشارع دون منازع ومايقوم به لا يتعدى تطبيق الإرشادات والعقوبات بحق المخالف لتعليمات المرور في الشارع وأما الطرف الثاني الذي تقع عليه العقوبة إنما يلمس فيها الظلم والقهر واحيانا الإجحاف والتنمر  ،  وهذا ما يقود إلى الإختلاف وغالباً ما يصل إلى الصدام والإعتراض ..

وبغض النظر عن هذه الوقائع التي صارت ظاهرة مرفوضة في شارعنا المروري لا نضع فيها الحق على أيّ من الطرفين ولا نبغي في عرضها سوى التوازن والإنصاف وتوخي أي صورة أو مظهر للصدام والإعتراض  وربما نضع اللوم والعذل على إدارة المرور وقادتها للتغاضي عن ادراك حجم وخطورة تفاقم هذه الحالة خاصة في الشارع العراقي وأمام أعين المجتمع وشخوص المارة ومستخدمي الطريق وسوء تقدير وادراك المخالفين لمثل هذه المخالفات ..

نحن نريد أن نبني مجتمعاً كما عهدناه بتأريخه وتراثه وعاداته وحسن خلق وأخلاق اهله ولا نعرف من سلوك ومظاهر العراقيين ما نراه الآن من حالات الصدام وانفلات الأعصاب والتوتر وسوء الحكم على التصرف والأختلاف  ، ولعلنا نحتاج ان نتذكر ونذّكر أخواننا بأن التجاوز على حقوق المواطنة أمراً غريباً لم نعهده من قبل وأن رجال المرور هم القانون الذي يسود الشارع ويحترم المقابل حتى في مخالفته وتجاوزه على خطوط الشارع وعلاماته  ، بل وأكثر من هذا فالعقاب ليس هو الجزاء المثالي لمخالفات المواطن ولن يكون الرادع الأمثل دوماً إذا ما توفرت فرص القبول والتسامح والرشاد وحسن التعامل  ، ذلك لأن الأمر بالمعروف هو دالة دستور بلدنا وعنوان ديننا الحنيف وان التسامح والغفران في حالات كثيرة ربما يكون هو مادة العقوبة وقيمتها المعنوية ..

تحية حب وتقدير وعرفان لكل رجالات المرور ونحن نعرف ونقدر جهودهم ووقفتهم في الشارع صيفاً وشتاءاً ليس بهدف الرقابة والعقاب ولكن للرشد والتوجيه والأنضباط والمحافظة على أمن وأمان المواطن وسلامته .

 

 

 

 


مشاهدات 127
الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي
أضيف 2025/10/05 - 3:01 PM
آخر تحديث 2025/10/19 - 5:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 288 الشهر 12571 الكلي 12152426
الوقت الآن
الأحد 2025/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير