الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دربونتنا أبتلعتها دار أُوبرا بغداد

بواسطة azzaman

دربونتنا أبتلعتها دار أُوبرا بغداد

جواد الرميثي

 

في ثمانينات القرن العشرين ، سكنت في دار عديلي (حسن الحلاق ) في  إحدى درابين (ازقة) كرادة مريم في الكرخ - مقابل السفارة الايرانية وقريبة من ضفاف نهر دجلة ،  قبل ان تُهدم وتلتهما دار أُوبرا بغداد .

كانت دربونتنا هذه يسكنها فنانين واعلاميين وشخصيات اجتماعية معروفة ، من بين هؤلاء:

 المطربة اديبة والاذاعية سهام مصطفى (ام رضوان) والشاعر الغنائي الراحل نزار جواد  ويليه دارنا وبيت الممثلة الراحلة امل طه والمخرجة رجاء كاظم والمخرجة خيرية المنصور والموسيقي عدنان ابو نزار والفنان كنعان وصفي ، يقابل بيتنا الصحفي والاعلامي عكاب سالم الطاهر (ابو شاهين) وجواره دار  والدة منذر الشاوي آخر وزير عدل عراقي قبل 2003 ، يليه الشاعر عبد الامير معلة وابو حيدر السائق الخاص لطارق عزيز وزير الخارجية العراقي  قبل  عام  2003  ، وفي نهاية الدربونه وقرب النهر يسكن المطرب رضا الخياط (ابو ايهاب) والدكتور خالد القصاب .

ويسكن مجاور دربونتنا في الدرابين الأخرى: الفنانة أميرة جواد والاذاعية كلادس يوسف والاعلامي والمعلق الرياضي محمود السعدي  والد الفنانة تمارا محمود .

نعود لنتعرف على من شتت شملنا وابتلع دربونتنا منذ حوالي أكثر من ثلاث عقود .... انها دار الاوبرا!

على ضفاف نهر دجلة في منطقة الصالحية بجانب الكرخ من بغداد ، ثمة قطعة أرض بمساحة كبيرة خصصت قبل حوالي 20 عاما لتنفيذ مشروع مبنى دار الأوبرا ، على غرار دول العالم والمنطقة، حيث تعد معلما فنيا ومعماريا ، غير أن هذه الأرض متروكة حتى الآن بلا حراك رغم التخصيصات المالية التي خصصتها الحكومة آنذاك ، وهي مسيجة بالكامل ويصعب الدخول لها.

كانت الفكرة الاولى لإنشاء دار الاوبرا في خمسينات القرن العشرين حيث كُلف المعماري الامريكي الشهير ( فرانك لويد رايت) بوضع التصاميم الخاصة بها ، ثم جاءت الثانية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم ، والثالثة في ثمانينات القرن الماضي ، إذ تم تهديم المنطقة السكنية في كرادة مريم (ومن ضمنها دربونتنا) والمقابلة للسفارة الإيرانية .

أبرم عقد إنشاء دار الأوبرا عام 2011 ، غير أن الشركة المنفذة تلكأت في التنفيذ ، ولم تحقق تقدما في إنجاز الأعمال المتعاقد على تنفيذها.

وفي العام 2012 ، وضعت وزارة الثقافة حجر الأساس للمشروع الذي تضمن دارا للأوبرا والموسيقى ودارا للطباعة والنشر ومقرا للوزارة .

وطبقا لتفاصيل المشروع فإن المخطط يشمل دار أوبرا بمحاذاة مبنى نقابة الصحفيين ، وإلى جوار جسر السنك ابتداء من جامع الشاوي ولغاية جسر الجمهورية وبقرب أحد مداخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد ،  غير أن الفساد المالي والإداري حال دون بناء هذا الصرح الذي أصبح حاجة ملحة وذات أهمية قصوى نظرا للفن العراقي العريق .

بعد تسلم رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني مهام عمله ، وجه بفتح الملف مع وزير الثقافة ، وخصص المبالغ اللازمة بعد محاسبة الشركة المتلكئة قضائيًا

وكان رئيس مجلس الوزراء وجّه بالإسراع في تشييد دار الأوبرا المتعطل ، وإنهاء هذا الملف وإيلائه الأهمية التي تتناسب مع الدور الثقافي والمكانة الرمزية لهذا المشروع ، ولتمكين الفرقة السيمفونية العراقية من تقديم إسهاماتها الفنية ، بوصفها نافذة للتعبير الثقافي والفني .


مشاهدات 41
الكاتب جواد الرميثي
أضيف 2025/12/02 - 4:29 PM
آخر تحديث 2025/12/03 - 1:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 39 الشهر 1578 الكلي 12785483
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير