الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إكتشاف حمّام من عهد البابانيين ولقى أثرية بالسليمانية

بواسطة azzaman

عقيلة الرئيس تنقذ موقعاً أثرياً من الإندثار

إكتشاف حمّام من عهد البابانيين ولقى أثرية بالسليمانية

السليمانية - باسل الخطيب

أنقذ تدخل عقيلة رئيس الجمهورية، شاناز إبراهيم أحمد، موقعاً أثرياً في مركز مدينة السليمانية من الاندثار، وأفضى إلى اكتشاف حمام من عهد الإمارة البابانية، وآلاف اللقى الأثرية التي تعود إلى حقب زمنية قديمة.

فقد كانت النية تتجه لاستثمار الموقع، الكائن خلف مبنى السراي القديم، في محلة (ملكند) وسط مركز مدينة السليمانية، وتحويله إلى مجمع تجاري، قبل أن تتدخل السيدة الأولى، وتقترح تحويله إلى متنزه عام لإنعاش المنطقة بيئياً وسياحياً.. وما أن بوشر بالعمل في المتنزه، حتى اكتشف العمال جدراناً أثرية وقطع فخارية، ما أدى إلى توقفه. وبتدخل مباشر من قبل السيدة الأولى ودعمها المادي والمعنوي، تم تكليف قسم الآثار في كلية العلوم الإنسانية بجامعة السليمانية، بتولي عمليات التنقيب بالموقع بالتعاون مع دائرة آثار المحافظة برئاسة الآثاري هاشم عبد الله، ليتم تحويله مستقبلاً إلى معلم آثاري وسياحي يعزز المكانة التاريخية والثقافية للسليمانية.

وبالفعل شكلت جامعة السليمانية، لجنة برئاسة د. علي هجران محمد غريب وعضوية ستة من تدريسي قسم الآثار، هم كلاً من زريان سالار، عثمان توفيق فتاح،  مهدي جلال مصطفى، م. جزا شورش حمه شريف، سارة عبد الفتاح وبريار أكبر، لتولي العمل في الموقع. وكانت السيدة الأولى، شاناز إبراهيم أحمد، قد زارت الموقع، مساء الأحد الماضي 14/ أيلول/ سبتمبر 2025 الحالي، وأكدت على الأهمية الكبيرة لهذا الاكتشاف الأثري لمحافظة السليمانية، مبينة أن الروايات تشير إلى استمرار الحمام في الخدمة إلى عام 1954 حيث تم هدمه زمن المتصرف عمر علي.

موسم عمل

وقال هجران محمد غريب، إن موسم العمل الأول في الموقع «بدأ في 18 كانون الثاني/ يناير 2025 وما يزال مستمراً»، مشيراً إلى أن الفريق «قسم العمل في الموقع إلى خمسة مواسم يبدأ الثاني منها صيف عام 2206 المقبل بهدف الكشف عن مزيد من الآثار لاسيما مع وجود معطيات مبشرة تدلل على تواجد تاريخي يستدعي المزيد من التنقيب والدراسة».

وأضاف غريب، أن موسم التنقيب الأول «تضمن حفر عدة خنادق في الموقع الذي تبلغ مساحته الكلية حوالي ألفين متر مربع ما أسفر عن العثور على آثار حمام فاطمة خان الذي يعتبر من أقدم حمامات المدينة ويعود تاريخه إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر وتبلغ مساحته حوالي 400 متر مربع ويتكون من مدخل وثلاث مناطق أولها الباردة المخصصة للمنزع أو حوش الحمّام وهو أول ما يدخل إليه الزبون وبها نافورة والساخنة المخصصة للاستحمام وبها مجموعة أحواض صغيرة لتجميع الماء ومصاطب للجلوس وغرف خاصة للمستحمين والمنطقة الحارة (الجهنمية) التي تضم الموقد الخاص بتسخين الماء الذي كان يصل الحمام من كهريزي أحمد زنكنة وجامع بن طبق هرمني المجاور «، مبيناً أن الفريق «عثر على نفق أسفل الحمام يستخدم لتسخين الأرضية فضلاً عن وجود أنابيب فخارية داخل جدران الحمام لتوزيع الحرارة».

يذكر أن حمام فاطمة خان شيد عام 1835 من قبل سليمان باشا ابن عبد الرحمن باشا، وسمي باسم فاطمة خان ابنته لأنها أول من دخله واستحمت فيه، ثم خصص بعدها لرجال الدين.

وأوضح غريب، أن الفريق الآثاري «عثر أيضاً على كمية كبيرة من اللقى الأثرية تضم جراراً فخارية بأنواع وأشكال متنوعة و180 غليوناً (سبيل) فخارياً ومسكوكات قطع نقدية تعود لعصور مختلفة منها ملكية عراقية (عانة) وروبيات هندية ونقود قاجارية مع قطع حلي ذهبية وقطع سيراميك يعود تاريخها إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر»، لافتاً إلى أن تصميم الحمام «يوحي بمستوى عال من المعرفة والدقة والمهارة».

يذكر أن (الكهريز) هو نظام ري قديم يتكون من مجموعة من الآبار تتصل بها قناة تحت سطح الأرض بعمق يتراوح من 20 إلى 30 م، انتشرت في كردستان العراق، وأجزاء من قارة آسيا، كما وجد العديد منها في دول مجاورة مثل الأردن، السعودية واليمن.

وكان المقيم البريطاني في العراق خلال المدة 1808- 1821، كلوديوس جيمس ريج، قد قال في مذكراته عن زيارته للسليمانية عام 1820، إن فيها خمسة حمامات، أحدها وهو حمام فاطمة خان، كان جميلاً للغاية ومُشرقاً ونظيفاً ومُتقن الصنع.

دراسات خاصة

وتابع رئيس الفريق الآثاري، أن موسم التنقيب الثاني يؤمل أن «يبدأ صيف عام 2026 المقبل بغية استكمال الدراسات الخاصة باللقى الأثرية التي تم العثور عليها في الموسم الأول ونشر البحوث الخاصة بالموقع في الدوريات العلمية المتخصصة على أن تتواصل المواسم الأخرى تباعاً»، منوهاً إلى أن الفريق «اعتمد في عمله على صور جوية التقطت لمنطقة السراي من قبل القوات البريطانية التي غزت السليمانية سنة 1919 زوده بها مشكوراً عالم الآثار المعروف البروفيسور د. كوزاد محمد أحمد فضلاً عن خرائط عثمانية تعود لعام 1900 ومعلومات أخرى من المعمرين الذين يقطنون المنطقة».  وأورد د. علي هجران محمد غريب، أن منطقة الحمام «أضيفت سنة 1954 إلى السراي ما أدى إلى تجاوزات عديدة عليها»، معرباً عن أسفه وحزنه «نتيجة تدمير العديد من معالم المنطقة وموجوداتها الأثرية والتاريخية».

وتأسست مدينة السليمانية الحديثة يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1784 م على يد الأمير الكردي إبراهيم باشا بابان، الذي سماها نسبة إلى اسم والده سليمان باشا، أحد أمراء سلالة بابان، ثم تحولت هذه الإمارة إلى مركز مدينة السليمانية في عام 1791 ميلادية.

 


مشاهدات 425
أضيف 2025/09/20 - 11:43 AM
آخر تحديث 2025/09/26 - 10:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 120 الشهر 19357 الكلي 12037230
الوقت الآن
السبت 2025/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير