الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنتخابات عراقية ناقصة الشرعية

بواسطة azzaman

إنتخابات عراقية ناقصة الشرعية

عبد الجبار الجبوري

 

إبتداء،وأزاء جميع المؤشرات على  والمعطيات السياسية والعسكرية،مابعد التموّضع العسكري الامريكي في المنطقة ،بفرضية عودة الحرب بين العدو الصهيوني وإيران، وإصرار أمريكي وأوروبي على إيقاف ايران، عن تخصيب اليورانيوم الى درجة الصفر،وإنهاء ملف برنامجها النووي ،وحل الحشد الشعبي، ونزع سلاح الفصائل الولائية ،يشهد العراق صراعاً سياسياً وإنتخابياً ،قبل شهرين من حصول الإنتخابات المُزمع إجراؤها في 11/11/2025،وخاصة داخل الإطار التنسيقي، فحزب الدعوة الذي يترأسه نوري المالكي، ومعه بعض زعامات الإطار مثل زعيم بدر والعصائب وبعض الفصائل،تسعى وبقوة لإعادة المالكي الى رئاسة الوزراء،وتصرّح بذلك علناً،في حين يسعى رئيس الوزراء محمد شياع، وبكل جهده السياسي بالبقاء على سدة رئاسة الوزراء، عن طريق إنشاء قائمة إنتخابية في عموم العراق، ويضع كل قوته في المحافظات الغربية،بالمال الحرام والترغيب والترهيب،والتي تكنُّ العداء للمالكي،ولهذا أقصتْ المفوضية ،الآف المرشحين الذين يؤيدون إبقاء السوداني ،عن طريق الإستبعاد والإجتثاث ،وتهمة السيرة والسلوك الملطلطة ،التي لامعنى لها وهلامية،سوى هدف الإقصاء ،في حين جميع القوائم (السنيّة) مهمشة ومتهمة ببعثيتها،ومرصودة ومستهدفة لأي سبب كان ،حتى وإن كانت التهمة السخيفة(السيرة والسلوك)، وهذا ماحصل مع رموز سنية ،وزعماء سياسيين ،وتجري ملاحقتهم قضائياً وتسقيطهم سياسياً، وإستهدافهم جسديا، ونفيهم خارج العراق، ليخلو الجو السياسي ،للإطار وأحزابه وفصائله ،إذن الصراع السياسي على أوجه ، في الإقصاء والتهميش والتسقيط، للإستحواذ على السلطة، حتى وإن كان الإستحواذ بطرق غير شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية،وصولاً وهذا هدف الاحزاب الطائفية المتنفذة ،الى السلطة ،مهما كلّف الأمر وغلت التضحيات، (حتى) لا تذهب رئاسة الوزراء والحكم (لطرف سني ) كما يدعون،يفقدهم السلطة والسلاح والمال ، هذا هو المشهد الانتخابي الآن، صراع إرادات سياسية ،لا إنقاذ العراق ،من مستنقع الفشل السياسي والاقتصادي والطائفي،الذي يعيشه الفرد العراقي بمرارة وقلق على مستقبل العراق، وما أزمة رواتب المتقاعدين، إلأّ مثالً شاخصٌ ومؤلمٌ لأكبر شريحة عراقية، بلا راتب معيشي ، ناهيك عن الأزمات المزمنة والفساد والفشل في كل وزارة ودائرة ،وملايين العاطلين ، والاف المصانع والمعامل المعطلة عمداً،والتجارة الفاشلة في البطاقة التموينية، وغيرها الاف الازمات ، وأخطرها الفساد التاريخي،الذي ينخر بكل جسد الدولة العراقية،وتسلط الأحزاب على مفاصل الدولة الحساسة ،وفشلها في قيادة المرحلة ، وآخرها فضيحة ،نعم فضيحة قائمة (أسماء السفراء العائلية )المخجلة،ولكن وازاء كل هذا مازال العراقي ،يعوّل على التغيير الداخلي الناعم ، الذي ينتشل الواقع العراقي السياسي والاقتصادي ،والاجتماعي المزري والخطير،كي لاينزلق العراق الى أتون حرب مهلكة أخرى، ويصطف مع إيران التي تقترب من عودة حربها ،مع أمريكا وإسرائيل ثانية، ولكن إذا ما بدأت الحرب، سوف لن تنتهي، إلاّ بنهايات مفجعة ،لمن يشارك فيها، وسيكون العراق ساحتها بكل تأكيد رغما عنه ،وزيارة السوداني الى دولة عمان ، كانت في هذا السياق، لإبعاد العراق عن ساحة الحرب، وإرسال رسائل إطمئنان الى إسرائيل أن العراق ،ليس طرفاً في الحرب اذا ما بدأت، ولكن لم يستطع السوداني تقديم ضمانات، لأمريكا وإسرائيل،بضبط إيقاع الفصائل الولائية، التي فشل في ترويضها ،أونزع سلاحها، والذي ستنزعه أمريكا وإسرائيل (بالقوة)، كما صرّح وزير الخارجية الأمريكي،السوداني أضعف من أن يروّض الفصائل، التي لاتأتمر بأوامره ولاتخضع لقراراته ، وهي تعلن أن ولاءها للمرشد الأعلى الإيراني،وتمويلها وتسليحها وأوامره منه فقط،في حين ينتمي قسم منها ،الى الحشد الشعبي ،لهذا فشلت وساطة السوداني في عمان، وتجيء هذه المناورة من السوداني، والجيش الامريكي يعيد انتشاره ،وتموضعه في العراق والمنطقة، ويسحب رعاياه من العراق،كما سحبت الدول الاوروبية، رعاياها من إيران ،وسط إستحضارات عسكرية ،غير مسبوقة داخل الجيش الامريكي والاسرائيلي،حيث يقول سعيد قطب زادة مساعد وزير خارجية إيران(إن إحتمال الحرب مع اسرائيل مرتفع جداً، ونسعى لعدم جر المنطقة الى حرب أخرى)،في حين غيّر الرئيس ترمب ،إسم وزارة الدفاع، الى وزارة الحرب ،وهذا مؤشر على أن العالم، يستعد لحرب طويلة الأمد، تقودها امريكا واوروبا وحلفاؤههما ، وكذلك مؤتمر الصين الرئاسي، الذي ضمن الرئيس الروسي، والكوري الشمالي والصيني، والذي إعتبره الرئيس ترمب(مؤامرة ضد أمريكا)، أيضا مؤشر أكيد ،أن العالم مقبلٌ على حروب خطيرة، وستكون حرباً نووية ، كما يهدد دائما الرئيس الكوري الشمالي والروسي،ونعتقد أن الحرب ،اذا ما بدأت لاسامح الله، فستكون منطقة الشرق الاوسط ساحة لها،لإستراتيجية موقعها وغنى مواردها ،إذن كي لانبتعد عن الشأن السياسي العراقي، الذي يغلي بفشله وفساده، وهو يسعى لإجراء إنتخابات مصيرية،ستكون الأخيرة بكل تأكيد، لهذه الأحزاب الفاسدة والفاشلة والطائفية ،والتي أوصلت العراق،لما نراه ونخجل من وضعه،أمام العالم ، نقول بأن الإنتخابات ستكون مفصلية ومصيرية، لأن شعب العراق سيفشل مسعى الأحزاب، في الوصول الى سدة الحكم ،والسيطرة على مصير العراق ،وموارده ونفوذه السياسي، فالتغيير الناعم ينتظره الشعب ، وبإشراف دولي ،ولكن اذا ما أصرت الاحزاب ومن وراءها،داعهما الرئيسي، من أن تتسلط ثانية وتزوّر الإنتخابات كما في السابق ، فإن مصير العراق سيكون على كف عفريت، وستتدخل الدول الكبرى، في إعادة العراق الى وضعه الطبيعي، بلا أحزاب ولاؤها لإيران ،فالعراقيون يعيشون لحظة الانفجار، لسوء الخدمات والأوضاع الاقتصادية المأساوية، وزيادة الشحن الطائفي الذي تقف خلفه ،وتؤججه الأحزاب لمصلحتها، لأن الفتنة الطائفية الدينية والمذهبية ،هي الورقة الرابحة لها ، والتي تعوّل عليها في بقائها ،الإنتخابات ستقرر مصيرالعراق،(إن حصلت)، وستكون ناقصة الشرعية ،بعد إقصاء الرموز الوطنية ،والقوائم الوطنية ،وتهميشها وإتهامها بشتى التهم، لأنها خصمها الإنتخابي على الأرض ، نعم إنتخابات ناقصة لاقيمة لها ، حينما تسعى الاحزاب،لإبعاد الخصوم السياسيين ،من الكرد والسنة والشيعة الوطنيين لاتهمامات باطلة وغير واقعية وقانونية،العراق في مفترق طرق ومصير مجهول ، وهو يرى التحشيد الطائفي للاحزاب، والتجييش الصهيوني والامريكي ،إستعداداً للحرب الثانية ضد إيران، لطي صفحة النووي الإيراني،الذي تصر على التخصيب ، في وقت أطلقت الدول الاوربية قرار (آلية الزناد) لفترة شهر واحد ،لإعادة الحصار على إيران ، وهوالاقسى في التاريخ،إذن الأوضاع كلها تشير الى احداث كارثية، تهدد البشرية كلها، وفي المقدمة العراق، كمنطلق أساسي لها،بعد إنهاء حزب الله والنظام السوري، وتكرار قصف حكومة الحوثي، وقتل قادتها ووزرائها،كما حصل تماما مع حزب الله ورئيسه وقادته،وجميع المؤشرات والتصريحات والتهديدات تتجه الى العراق، خاصة بعد سحب أمريكا جيشها، وغلق قواعدها، وسحب سفيرها، وتنصيب قنصل من السي اي اي ،المتشدد ضد الفصائل وإيران، بإختصار المنطقة كلها تنتظر حدثاً ما، لايمكن التكهّن به ، ولكن واضحة معالمه واهدافه ،حدثٌ سيغيّر شكل ووجه المنطقة الجيوسياسي بكل تأكيد، والعراق في عين تلك العاصفة وعين ذلك التغيير....!!!    

 

 


مشاهدات 241
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2025/09/06 - 1:43 PM
آخر تحديث 2025/09/08 - 12:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 361 الشهر 5490 الكلي 11423363
الوقت الآن
الإثنين 2025/9/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير