الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هدم المنازل يلوح في الأفق بمخيم طولكرم وسط شروط إسرائيلية مشدّدة

بواسطة azzaman

إجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي

هدم المنازل يلوح في الأفق بمخيم طولكرم وسط شروط إسرائيلية مشدّدة

 

رام الله - لارا احمد

جدة - الزمان

 

تجري التحضيرات اللازمة لعقد إجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وذلك يوم غد الإثنين. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس أن (الاجتماع الاستثنائي يأتي بهدف تنسيق المواقف والجهود المشتركة لمواجهة القرارات والخطط الرامية الى ترسيخ الاحتلال والسيطرة الاسرائيلية الكاملة على قطاع غزة، وجرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير والحصار الاسرائيلي والازمة الانسانية غير المسبوقة في قطاع غزة ، وحيث تظل القضية الفلسطينية القضية المركزية لمنظمة التعاون الإسلامي).

ورغم الجهود المتكررة التي بُذلت في الأسابيع الأخيرة لتأجيل عمليات هدم المنازل في مخيم طولكرم للاجئين، إلا أن المؤشرات تؤكد أن هذه العمليات باتت وشيكة التنفيذ. فقد أفادت مصادر مطلعة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأن إسرائيل أبلغت عبر قنوات غير رسمية شروطًا صارمة لوقف تنفيذ هذه الإجراءات، ما يضع سكان المخيم أمام واقع بالغ الصعوبة. وبحسب هذه المصادر، فإن إسرائيل تشترط السماح بعودة السكان إلى منازلهم فقط في حال تحقق شرطين أساسيين: أولهما وقف كامل للأعمال المسلحة أو أي مظاهر للعنف داخل المخيم، وثانيهما تفكيك الفصائل المسلحة ونزع سلاحها بالكامل. وهي شروط يعتبرها كثير من الفلسطينيين شبه مستحيلة، نظرًا لتعقيد الوضع الميداني وتشابك الظروف الأمنية والسياسية. المخيم، الذي يقطنه آلاف اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، يشهد حالة من الترقب والقلق المتزايد مع تواصل الحديث عن قرارات الهدم. الأهالي يعبرون عن خشيتهم من فقدان منازلهم التي تمثل بالنسبة لهم الملاذ الوحيد، في ظل محدودية الخيارات البديلة وغياب أي ضمانات دولية تحمي حقوقهم. من جهته، يرى مراقبون أن هذه الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى فرض معادلة جديدة في الضفة الغربية، تقوم على استخدام سلاح الهدم والتهجير كوسيلة للضغط على المجتمع الفلسطيني للحد من العمل المسلح. كما أن هذا التوجه يعكس سياسة أوسع تسعى إسرائيل من خلالها إلى تفكيك البنية الاجتماعية والتنظيمية في المخيمات الفلسطينية، التي لطالما اعتُبرت بيئة مقاومة ورافعة سياسية.وفي ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار التصعيد في أكثر من جبهة، يزداد شعور الفلسطينيين في طولكرم بأنهم أمام مرحلة جديدة من المعاناة، قد تعيد إلى الأذهان مشاهد التهجير والنزوح القسري التي عاشها أجدادهم. ومع غياب أي حلول عادلة أو تدخلات دولية فعالة، يبقى مصير مئات العائلات معلقًا بين خيارين أحلاهما مر: هدم منازلهم أو القبول بشروط تمس جوهر وجودهم وحقهم في المقاومة.


مشاهدات 94
أضيف 2025/08/23 - 5:06 PM
آخر تحديث 2025/08/24 - 4:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 111 الشهر 16854 الكلي 11411940
الوقت الآن
الأحد 2025/8/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير