المبالغة أو الصمت في الكروبات
عدنان سمير دهيرب
تضج الكروبات في وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات المجاملة والمبالغة ، لمجرد نشر او عرض او الإعلان عن فعالية لم تبدأ بعد ، من قبل احد أعضاء الكروب بأطلاق كلمات او صفات عامة او فضفاضة لا تشي الى ان معظم هؤلاء قرأ مضمون المنشور او تفاعل بصدق، وانما للمشاركة والمجاملة فقط ، اذ تتحول الى مجموعات فرعية يقوم تعليقها على العلاقات الشخصية وليس على محتوى المنشور . وفي الوقت عينه يطلقون سهام النقد اللاذع الى ذلك الرأي او الفعل على التواصل الخاص او فيما بينهم في اللقاءات الوجاهية وبين أنفسهم أيضاً .
وكلمات المديح والاطراء التي تكتب ليس للقناعة بذلك النشر وإنما بانتظار الكلمات المنمقة التي يطلقها هؤلاء حين ينشر أو يعرض محتوى ما ، يُقابل به من هؤلاء ، لا سيما أذا كان ذلك الشخص هو منشئ الكروب أو مدير دائرة أو قسم أو رئيس منظمة مجتمع مدني وسوى ذلك . فيما تتسم كروبات أخرى بالصمت والتجاهل أو التغافل إزاء ما ينشر سواء كان ضاراً أو نافعاً ، اما لعدم القدرة على المشاركة او اعتماد قاعدة ( الصمت من ذهب ) او الحياد رغم انه احياناً غير أخلاقي . ويتم تسقيط الناشر تارة والمديح تارة أخرى أثناء الاحاديث الجانبية . رغم أن الناشر للمعلومات يتوقع رد الفعل من المجموعة لكي يعزز ما ينشر إن كان مفيداً أو لتصويب رأيه ، من خلال الملاحظة أو الرأي الموضوعي للآخر لأنتاج فكرة أخرى . فالثناء كما يقول عبقري العرب الامام علي (ع) بأكثر من استحقاق مَلق ، والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد .
وأعتقد أن الكثير من المجاملات المزيفة التي أصبحت بين قسم من أعضاء مجموعات التواصل الاجتماعي ، يعمق النفاق والرياء ويرسخ العلاقات الكاذبة . تلك على سبيل الإشارة ، لئلا تنتقل الى السلوك الاجتماعي والاسري وتربية الأبناء على الكذب تحت ذريعة المجاملة التي تنطوي على النفاق أكثر من صدق الثناء .