كل شيء هالك إلا وجهه قرآن كريم
حسين الصدر
-1-
في سنة 11 هـ وفي الثامن والعشرين من صفر كانت وفاة رسول الله (ص) عن ثلاث وستين سنة.
قال الشاعر:
فلو كانت الدنيا يدوم بقاؤها
لكان رسول الله فيها مخلدا
-2-
خاطبه رب العزّة قائلاً:
(وإنك لعلى خلقٍ عظيم)
وجاء في سيرته:
كان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه،
وكان يعود المرضى في أقصى المدينة،
يجالس الفقراء، ويواكل المساكين ويناولهم بيده، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم.
يتألف أهل الشر بالبر،
يصِلُ ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم، يقبل معذرة المعتذر إليه، لا يأتيه أحد إلا قام معه في حاجته، لا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يغفر ويصفح.
يبدأ من لقيه بالسلام، ويجلس حيث ينتهي به المجلس، لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته ثم قال:
أَلكَ حاجة؟
يكرم من دخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه.
لا يقول إلا حقاً، ويمزح ولا يقول إلا حقاً.
وكان يقول:
أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، وكان دائم البشر سهل الخلق ليّن الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عيّاب.
وكان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ولا يقطع على أحد حديثه.
وكان يسأل عن أصحابه فإنْ كان أحدهم غائباً دعا له، أو شاهداً زاره أو مريضا عاده
يدعو أصحابه بأحبّ أسمائهم
هذه نبذة مختصرة من جميل صفاته وأخلاقه.
-3-
قال كاتب السطور:
بُعثت أسوةَ حَقٍ
وأين منا التأسي
إنْ كانَ قَصَّرَ قومٌ
فما أُبرِّءُ نفسي
إن علينا أن نتأسى بسيد الكائنات محمد (ص) ولكننا -وللأسف- فرّطنا وقصّرنا وغرتنا الدنيا.
وما علينا الآن إلا التوبة والأوبة إلى رحاب الرسول (ص) مستضيئين بأنواره، ومقتدين بأفعاله وفي ذلك الفوز والعز وخير الدارين.