زيارة حقيقية
مظفر عبد العال
أربعينية الحسين عليه السلام، ليست مجرد زيارة أو مسيرة؛ بل هي تجديد عهد، وبوصلة ضمير، ومنبر دائم لقيمٍ استشهد من أجلها: العدل، والحرية، والكرامة، والوفاء. حين نقول “بحق لنا أن نعتذر من الزيارة”، فإنما نعترف بتقصيرنا أمام هذه القيم التي مات الحسين وإخوته وأصحابه لأجلها، لا فقط ليُزار قبرهم، بل ليُحيى نهجهم.حين تموت فينا القيم التي دافعوا عنها، نكون فعلاً قد خذلناهم، مهما مشينا أو بكينا. فالزيارة الحقيقية تبدأ حين نُحيي مبادئهم في سلوكنا، حين نرفض الظلم، ونجابه الفساد، ونحفظ عهد الحق.
فالحسين لا يُزار بالأقدام فقط، بل بالوعي، بالصدق، وبالوقوف في وجه كل يزيد جديد.