الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الهنداوي غادرنا بصمت ولم يودّعنا

بواسطة azzaman

الهنداوي غادرنا بصمت ولم يودّعنا

كاظـم بهَــيّــة 

 

رحل عنا تاركا وراءه مئات القصائد والموالات والابوذيات والذكريات والشعراء , تاركا الدموع تتدلى من عيونها ,بعد ان سكت قلبه العاشق للوطن والناس بعد ان نطفأت شمعته في (شباط 2000 )، انه الشاعر المبدع علي جاسم الهنداوي( 1949 – محلة سيد حسين – قضاء الهندية )بعد ان ادى واجبه كشاعر وانسان عاش وترعرع في هذا الوطن حتى ان مات فيه .

اليوم نستذكره لجهده وعطاءه المتواصل الذي تميز به شاعرنا الراحل منذ منتصف الستينات حتى يوم رحيله ، فهو اسم لامع في سماء الادب الشعبي في مدينة كربلاء والهندية خاصة وعلى صعيد الساحة الثقافية عامة ، شغفت روحه بحب الادب الشعبي وبرواده الاعلام كالحاج زاير الدويج والشيخ عبد الامير الفتلاوي في بادىء الامر ، ومن خلال ملازمته لزملائه شعراء طوريج (الهندية) امثال :كامل الحسناوي وحسين الزبيدي وسعيد الموسوي وعبد الحسين الشيخ خضير وفيصل المحنا وغيرهم من شعراء المدينة ، نشرت اغلب اعماله الشعرية في الصحف العراقية (كالمتفرج والراصد والفكاهة وصوت الفلاح والاتحاد ) ،غادرنا بصمت ولم يودعنا فما زالت قصائده الرائعة وموالاته ترن في مسامعنا وما زالت صورته في عيون تتكلم :

كالولي سل الكلب حيه كلت لافته

او ياي ظالم عمر كل فتوته لافته

اركاب الخلك عالترف بس مايمر لافته

من حيث خد الترف نار ونور جمع

واهل الهوه الشافته كامت تدور جمع

الله ياشارعه خمسين شاعر جمع

اينظمون بمحاسنه مو ورقه لا لافته

كان الهنداوي شاعرا متمكنا في كتاباته ومسيطرا تماما على كل فنون الادب الشعبي وتجربته الشخصية الطويلة ساهمت كثيرا في بلورة شخصيتة الشعرية ,ان ابرز مايلفت الانتباه في كتاباته هو الاهتمام بالمراة الحبيبة لم يتجاوزها في كل اعماله انها الامل والحب واحلامه الوردية ,فقد توسع في كتاباته بشغف لها

طك ورد خدك ترف فاح العبير       

 وصابت العشاك منك لوعه

    يفوح طيبك بالشوارع من تسير        

 بيا حديقه وجنتك مزروعه

□ □ □

عبيد كلنا انصير الك لمرك نطيع      

   ياجميل الخد يحلو القامه

فتحت طكيت بيام الربيع          

  وكام ينفث طيب عطر الشامه

منهو مثلك ياترف حسنه بديع        

    وكل سلاطين العشك خدامه

 وهموم شاعرنا كانت تتثاقل عندما يجن الليل ويتمنى مايتمنى  من الحبيب،  فيستنجد بزميله الشاعر المبدع عوده ضاحي التميمي من باب الاخونيات والتي هي من اغراض الشعر الجميل الذي كان يتداولها الشعراء من قبل والى يومنا هذا ،  وهي تدل على مرح الشاعر وحبه لاصدقائه ومحبيه :

جميل ويعجب النا ظر يعوده        

   وحيايه هدلن متنه يعوده

طحت بهواه ليه افزع يعوده    

    واوسطك ليه بلجي يحن عليه

لقد عرفت الصديق الهنداوي شاعرا طيب القلب يحب الناس معهم دائما وهم كذلك في قصائده دائما تلاحقه يكتب للحبيب الذ ي لم يفارقه لحظة وفي هذا الزهيري نلاحظه يترجم نكسة قلبه بكلمات متسامحه وبعتاب رقيق :

لما يحب لانبي يشفع ولا لاه اله

لاربعهعنه عنه رضو لاخلته ولاهله

والروح خضره وتفرفح عاليكلها هله

وهلال عيد الفطر احباب كلبي هله

وانت اذا شفتني اتكول الف ياهله  

وتارة يكتب بعاطفته الملتهبه وحرارته الكاوية التي سببها الحب , هنا يقدم صورة شجية ومؤلمه وناقده لمن لا وفاء له :

بدت تمشي وظهر يبرج حيلها           

 وبعد عالناس ما تعبر حيلها

فلا ظن شرف لاغيره وحيه الها        

  التعوف احبابها وتمشي ابثنيه

انه يكتب باحاسيسه الداخلية  عن فرحه وحزنه ولوعته واخلاصه، فنم قرير العين فانت معنا بقصائدك المبدعة وموالاتك الفراتية الجميلة وابوذياتك الرائعة ،فلك مني السلام.    


مشاهدات 125
الكاتب كاظـم بهَــيّــة 
أضيف 2025/07/25 - 11:45 PM
آخر تحديث 2025/07/27 - 10:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 17948 الكلي 11171560
الوقت الآن
الأحد 2025/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير