التريند .. بين الشهرة والتأثير

مصطفى أسامة خليل

‏كيف ينشأ (التريند)؟ ‏الكثير يتساءل عن كيفية ظهوره وانتشاره بسرعة وجيزة، إلا أن «تريند» يبدأ بهاشتاغ، وبعد تسليط الضوء عليه إعلاميًا يصبح «تريند» ويأخذ صدى واسعًا في مدة معينة. ‏ويمكن تعريفه بأنه ظاهرة إعلامية مؤقتة تزول بعد مدة معينة، أو هو ترويج للشيء بطريقة غير مباشرة، على سبيل المثال: ظهور «تريند» في العراق عن قميص غير رسمي يحمل رسمة دب كرتوني، الذي يعرف محليًا لدى مرتديه باسم «تيشيرت أبو الدب»، الذي لاقى انتشارًا واسعًا؛ مما دفع التجار إلى رفع أسعاره. ‏من جانب آخر، فهنالك شخصيات تعتمد فعل شيء لغرض الشهرة، وعادةً ما تكون بدون هدف، سواء في الملبس أو التصرف أو حتى بسبب تعابير الوجه، فشخصية أحد التيكتوكرية العراقية اشتهرت بعد نزاله «القيست» كما يعرف على موقع تيك توك، مع أحد الشخصيات التي لها جمهور في هذه المنصة، الأمر الذي أدى إلى شهرته، كذلك وفرت له عوائد مالية ضخمة، إلا أنها دون هدف أو فائدة للجمهور.

‏أما في سياق التسقيط الإعلامي، تظهر بين الحين والآخر مقاطع فيديو تسيء لأحد الإعلاميين أو الشخصيات التي لها جمهور، وبعدها تصبح «تريند» وعادة ما تكون مقاطع سلبية مختزلة من المقطع الأصلي، وتنتشر بسرعة لأن الجماهير العراقية تستجيب للرسالة الإعلامية السلبية، ويتداولونها بسرعة عالية.

‏في المقابل لا يمكن نسيان «التريندات» الإيجابية، التي تسلط الضوء على جوانب إنسانية، أو جوانب تحتاج إلى إصلاحات مجتمعية تصب في مصلحة الجمهور، إضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هنالك «تريندات» الإصلاحات، منها: تعديل بعض العادات والتقاليد السلبية، ومنح حرية الرأي والاختيار والتفكير، ولكنها نادرة جدًا؛ لأن الجمهور لا يركز عليها بصورة مباشرة.

‏في الختام، يبقى «التريند» ظاهرة مؤقتة ذات دوافع سلبية وإيجابية، ويجب أن تكون هنالك مراقبات من هيئة الإعلام على «التريندات» السلبية، كذلك ندعو صناع المحتوى إلى التركيز على «التريند» الإيجابي دون السلبي، لأنه يحمل أثرًا سيئًا لا يساعد المجتمع على التفكير السليم، وعلى المجتمع أن يتعامل معه بحذر، لأنه إذا استجاب له يصبح شريكًا سلبيًا فيه.

‏