الطائر الأخضر ينفّذ أكبر عملية إجلاء في ظل تصاعد التوتر الإقليمي
إغلاق أجواء العراق يؤشّر محدودية القدرات الدفاعية مقارنة بجيرانه
بغداد - قصي منذر
رأى خبراء في مجال الطيران، إن قرار العراق بإغلاق مجاله الجوي يعكس واقعًا صعبًا يتمثل في محدودية القدرات الدفاعية الجوية مقارنة بجيرانه في المنطقة. وقال الخبراء أمس إن (استمرار عمل مطارات مثل علياء الدولي في الأردن ، في الوقت الذي أبقى فيه العراق مجاله الجوي مغلقًا، يعود إلى تباين حاد في طبيعة التهديدات ومستوى السيطرة الجوية وإدارة المخاطر).
تهديد مباشر
وأضافوا إن (العراق يواجه مستوى مرتفعًا من التهديد المباشر، لكونه يقع في قلب منطقة نزاع نشطة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، حيث تحولت بعض مناطقه، ولاسيما في الوسط والجنوب، إلى ممرات محتملة للصواريخ والمسيرات، أو ساحات مفتوحة لتبادل الضربات، ما دفع سلطة الطيران المدني العراقي إلى اتخاذ قرار الإغلاق الكامل كخيار احترازي لتفادي أي كارثة جوية محتملة)، وأشار الخبراء إلى إن (إدارة المخاطر تختلف جذريًا من دولة إلى أخرى، فبينما اختارت الأردن إبقاء مطارها مفتوحا مع اتخاذ إجراءات دفاعية مشددة، لجأت بغداد إلى خيار السلامة القصوى، بعد ورود تحذيرات مباشرة من وكالات دولية متخصصة في شؤون الطيران، تنبه إلى خطر استخدام الأجواء العراقية في ضربات متبادلة)، مؤكدين إن (الأردن بحكم موقعه ودوره السياسي، يسعى لتفادي التورط المباشر في النزاع ويعتمد على ترتيبات أمنية خاصة)، وشدد الخبراء على القول إن (جزءًا من قرار الإغلاق العراقي يرتبط أيضًا بغياب السيطرة الجوية الكاملة في المناطق الجنوبية والغربية، التي قد تشهد اختراقات أو سقوط مسيّرات أو صواريخ عن طريق الخطأ، ما يهدد أمن الرحلات المدنية)، مشيرين إلى إن (شركات طيران كبرى مثل القطرية واللوفتهانزا والإماراتية، علّقت رحلاتها فوق العراق استنادًا إلى تقارير أمنية وتحذيرات من جهات أوربية وأمريكية، وهي تحذيرات غالبًا ما تكون أكثر تشددًا تجاه العراق نتيجة موقعه الجغرافي المكشوف وتعقيدات المشهد الإقليمي)، ومضى الخبراء إلى القول إن (قرار إغلاق مطار بغداد والمجال الجوي العراقي لا يعكس ضعفًا، بل يعبر عن خيار واعٍ بالاحتياط الكامل، في ظل بيئة إقليمية متقلبة تهدد سلامة الطيران المدني بشكل مباشر). وأعلنت وزارة النقل، نجاح الخطوط الجوية العراقية في تنفيذ 74 رحلة جوية إلى وجهات متعددة، لاعادة المواطنين العالقين في بعض المطارات الدولية. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الخطوط الجوية العراقية نجحت في تنفيذ 74 رحلة جوية إلى وجهات متعددة خلال أسبوع واحد فقط، وذلك في إطار الخطة الطارئة التي وضعتها الوزارة، بتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لاعادة المواطنين العالقين في بعض المطارات الدولية، بمتابعة وإشراف مباشر من الوزير رزاق محيبس السعداوي)، ولفت إلى إن (رحلات الطائر الاخضر نُفذت بتنسيق عالٍ بين وزارتي النقل والخارجية وسلطة الطيران المدني العراقي، وشملت الرحلات وجهات متعددة من أبرزها بيروت وإسطنبول وأنطاليا وكوالالمبور ودبي والقاهرة وجورجيا ومومباي ودلهي وأنقرة وصبيحة وبكين وكراتشي وإسلام أباد ومسقط). من جانبه، قال مدير عام الشركة مناف عبد المنعم خلال اجتماع موسّع عقده مع ملاكات الشركة إن (الناقل الوطني تمكن من إجلاء عدد كبير من المواطنين عبر مطار البصرة الدولي، ليكون الطائر الأخضر الجهة الوطنية الوحيدة التي تنفذ هذا النوع من الرحلات في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة).
تحديث خطة
وتابع إن (إدارة الشركة تعمل على مراجعة وتحديث الخطة التشغيلية، بما يتلاءم مع تطورات الوضع الإقليمي)، لافتاً إلى إن (الخطوط الجوية العراقية نقلت حتى الآن 23157 مسافرا من العراقيين العالقين، وجاليات عربية وأجنبية)، واكد إن (الشركة لا تزال تستنفر كافة مواردها البشرية والفنية، وتواصل التنسيق على مدار الساعة مع الجهات المعنية، لا سيما الملاحة الجوية العراقية وإدارة المطارات، لتسيير الرحلات بكفاءة عالية عبر مطار البصرة الدولي، الذي أصبح مركزاً محورياً لعمليات الناقل الوطني)، داعيا جميع المسافرين العراقيين من حاملي التذاكر في بيروت وتركيا الراغبين بالعودة إلى (مراجعة مكاتب الحجز المعتمدة قبل نهاية الشهر الحالي، لتثبيت حجوزاتهم وضمان إدراجهم ضمن الرحلات المجدولة).