الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من له جنسيتان كمن له أمين

بواسطة azzaman

من له جنسيتان كمن له أمين

خليل ابراهيم العبيدي

 

ليس عيبا أن يمتلك أي منا جنسية دولة أخرى ، وهي حالة شائعة جدا لدى مواطني كافة دول العالم ، خاصة من هم من رعايا الدول النامية ، بسبب الاضطهاد والبطالة والفقر ،  ولكن المسألة باتت اليوم مسألة من يمسك بسلطة مؤثرة وهو يملك جنسية الغير ، او إنها مسألة الولاء ودرجته للدولة مانحة الجنسية . يكتب الدكتور عبد القادر أفندي السنوي ،أستاذ قانون  الجنسية الخاص ، في مدرسة الحقوق ( سابقا) في بغداد في ( كتابه حقوق الدول الخاصة ص 45 ) لا تجتمع تابعيتان في شخص واحد ويستطرد ، يقول ، قال احد المؤلفين بهذا الصدد  ،، كما لا يمكن أن يكون للانسان أمين ، كذلك لا يمكن أن يكون له وطنين  ،، وبسبب ذلك يقول الدكتور السنوي ، هو أن اهم واجب يترتب على الرعايا هو واجب الدفاع عن الوطن عند الحاجة ، فلو فرضنا ان شخصا حاز  لتابعية دولتين في وقت واحد ونشبت حربا بين الدولتين اللتين يتبعهما ففي أي جيش يجب أن يخدم .؟ أن رجح واحدة منهما ودخل في جيشها فيكون قد اهان الدولة الاخرى فتعين على الدولة المهانة أن تعاقبه عندما تظفر به ، ففي فرنسا يقول في الصفحة 47 من المصدر نفسه ، لا يسمح للأشخاص الذين هم في سن العسكرية أن يغيروا تابعيتهم قبل أن يكملوا خدمتهم في الجندية ، في هذا السياق تحاول الدول دراسة حالة التابعيين بأمعان ، لانها تمس امن الدول ومصالحها الحيوية ، لذا فإن دستور عام 2005 النافذ قيد اصحاب التابعية الأجنبية بالتخلي عنها في حالات ، حددتها الفقرة الرابعة من المادة (18) حيث يجوز تعدد الجنسية للعراقي ، وعلى من يتولى منصبا سياديا أو امنيا رفيعا التخلي عن أية جنسية أخرى مكتسبة ، وينظم ذلك بقانون . كما وان الدستور في الفقرة _ب_ من ثالثا من المادة اعلاه ،  إجاز سحب الجنسية العراقية من المتجنس بها في الحالات التي ينص عليها القانون . ، غير أن الملاحظ هو عدم اتباع نصوص الدستور للكثير ممن تولى مناصب سيادية أو تقدم مرفقا امنيا رفيعا ، وهذا يعد تجاوزا مبييتا ، إذ أن الكثير من المسؤولين من احتمى بتبعية الغير أمام القضاء العراقي ، برغم من ارتكابهم أخطاء مالية او قانونية او حتى سياسية .

إن مشكلة الدول اليوم باتت معقدة أزاء مسألة التابعية او تعدد الجنسية ، خاصة بعد انتشار ظاهرة الارهاب ، وتحوله هو الاخر نحو مفهوم العولمة ، فلم يعد الارهاب يحمل جنسية واحدة ، والكثير من الارهابيين كانوا متجنسين بجنسيات اوربية لكنهم كانوا من اشد مجرمي داعش ، وكانوا يحتمون بجنسياتهم أزاء الدول المتضررة .

حقا ، فقد كان على صواب من قال ان للانسان وطن واحد كما أن له ام واحدة. فالوطن هو الأم وهو الأب وهنا الاحب إلى نفس الإنسان إينما حل وكيفما كان .


مشاهدات 120
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2025/06/10 - 1:19 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 10:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 128 الشهر 128 الكلي 11153740
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير