الجفاف يخنق الزراعة جراء غياب المعالجات الرشيدة
خبير لـ (الزمان): يجب مواجهة شح المياه بحلول تناسب حجم الأزمة
بغداد - ابتهال العربي
جدّد خبير المياه، جمعة الدراجي، دعوته الى تصحيح مسار إدارة المياه٬ لمعالجة الشح المائي الذي يضرب المدن العراقية٬ لاسيما المناطق الجنوبية٬ مرجحاً تزايد الجفاف الى عدم إيجاد حلول واقعية تلبي احتياجات الأراضي الزراعية من التدفقات المائية٬ في وقت يواجه العراق تهديداً كبيراً وواضحاً للحياة الزراعية والبيئية. وحذر الدراجي عبر (الزمان) امس من (تمدد خطر الجفاف الى البساتين والمزراع)٬
مشدداً على (ضرورة استثمار الحكومة لمشاريع التشارك المائي مع دول الجوار٬ مثل الاتفاقية التي وقعت مع الجانب التركي خلال العام الماضي)٬ واضاف ان (الدول المتشاطئة تمارس سياسة مجحفة بحق العراق٬ مما يوثر على وضعه المائي والزراعي)٬
مورد مهم
وأوضح الدراجي ان (بحيرات الأسماك والاستزراع السمكي مورد اقتصادي مهم في تعزيز الامن الغذائي٬ لكنه يواجه ازمة كبيرة بسبب شح المياه)٬ بحسب تعبيره٬ مبيناً ان (وزارة الموارد المائية٬ قلصت اعداداً كبيرة من هذه البحيرات بازالتها وردمها٬ لاسيما غير المجازة)٬ على حد وصفه٬
واكد الخبير ان (تقليل المسطحات المائية والحد من اعداد الأسماك ليس قراراً صائباً٬ لان الأسماك لا تستهلك كميات كبيرة من المياه٬ وبالتالي فان الوزارة يجب ان تتجه الى اتفاقات مجدية مع دول المنبع خصوصاً تركيا بدلاً من رفع حوضيات الأسماك).
واشارت تقارير دولية الى ان الجفاف الأشد قسوة بدأ منذ 2020 ويستمر حتى اليوم. وذكرت التقارير ان (العراق خسر حوالي 30 بالمئة من قطعان الجاموس، وأكثر من 95 بالمئة من الخزين السمكي)، لافتة الى ان (مكون الأهوار يحتاج الى 5.4 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، كحد أدنى لإدارة نصف المساحة). وحذر خبراء بمجال لمياه والزراعة٬ من خطر تدهور الوضع المائي في محافظات الجنوب، مؤكداً أن الأزمة تهدد الأمن الغذائي الوطني بشكل مباشر. ونوه الخبراء في تصاريح لهم امس الى ان (شح المياه بدأ يتمادى على الزراعة٬ في ظل عدم التزام دول المنبع بحقوق العراق المائية، ما ينذر بكارثة بيئية وزراعية).
من جهته اتفق وزير الموارد المائية٬ عون ذياب، مع تركيا على إطلاق 500 متر مكعب بالثانية يومياً٬ لتعزيز مياه نهر الفرات. وقال ذياب في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (العراق وتركيا اتفقا على إطلاق 500 متر مكعب بالثانية يومياً من مياه نهر الفرات٬ و تأمين الحصص المائية من دول المنبع٬ ضمن اطار تنفيذ بنود الاتفاقية مع تركيا٬ وتوجهات الحكومة لتحسين واقع المياه). ويسعى العراق الى مواجهة التحديات المائية التي وصفها وزير الموارد بالمعقدة٬ مشيراً الى ان العراق وضع خطة طموح لحماية موارده المائية. وبين ذياب خلال اعمال مؤتمر بغداد ان (هناك خططاً حكومية طموحة لحماية موارده المياه٬ بالاستناد الى دراسة استراتيجية)٬ داعياً الدول المتشاطئة مع العراق، الى (العمل المشترك بروح الأخوة والمسؤولية٬ بهدف تحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة)٬
و تابع ان (الحكومة تسعى لبناء شراكات دولية لتحقيق الأمن المائي في المنطقة، والوصول الى حالة من التكامل في عملية إدارة المياه).
على صعيد متصل٬ كشف النائب عن كربلاء٬ جواد اليساري، عن جفاف تام لخمسة أنهار فرعية في المحافظة، تشمل مناطق الرشيدة ونهر أبو زرع والجبالية والصافية والكاظية، محذراً من كارثة تهدد البساتين والمزارع. ويعاني الفلاحون في هذه المناطق من (شح مائي مزمن، حيث لا تصل المياه إلا مرة أو مرتين في الشتاء، وتنقطع كلياً في الصيف، مما يفاقم التحديات الزراعية ويهدد الأمن الغذائي)٬ بحسب ما ذكر الاهالي٬ والذين طالبوا الحكومة بتوزيع عادل للمياه، مؤكدين ان (تجاوزات بعض المزارعين في صدر الأنهار على الحصص المائية، يحرم مناطق أخرى)٬
تخفيف الازمة
في وقت تعمل مديرية الموارد المائية على (التخفيف من الأزمة عبر نصب مضخات على المبازل)، وأضاف المزارعون ان (نظام المراشنة لم يعد كافياً لمعالجة تفاوت التوزيع)٬
وأوضح اليساري ان (جزءاً من الأزمة يعود إلى التغيرات المناخية، بموجب انخفاض الأمطار إلى أقل من ثلث المتوسط، وتزايد الجفاف بسبب سياسات دول المنبع، إذ تتحكم تركيا وإيران بنحو 70 بالمئة من الموارد المائية العراقية، مما قلص تدفقات دجلة والفرات إلى أقل من 30 بالمئة من معدلاتها الطبيعية)٬ على حد قوله٬ وتشير التوقعات إلى ان (مخزون العراق المائي تراجع إلى 7.5 مليارات متر مكعب في 2023، بمعدل انخفاض 70 بالمئة خلال أربع سنوات٬ وشهد العراق أزمات مماثلة، خلال 2018، عندما جفت أنهار فرعية في الجنوب بسبب قلة الأمطار، مما أدى إلى خسارة 40 بالمئة من الأراضي الزراعية).