الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة موجزة في رواية (عَوْعَوْ) للقاص والاديب حميد الكناني


قراءة موجزة في رواية (عَوْعَوْ) للقاص والاديب حميد الكناني

حيدر عبد الرحمن الربيعي

 

    عكد (عَوْعَوْ) ذلك الزقاق الذي يقع في مدينة الحي الجميلة المطلة على نهر الغراف المتفرع من دجلة . هذه المدينة الهادئة والصاخبة في ذات الوقت , والتي تتمتع بخصوصية ثقافية واجتماعية تعكس التمازج النقي بين اطياف المجتمع العراقي , ذلك النقاء وتلك الطيبة انعكستا على تسمية العكد من خلال حالة الصخب المستمرة فيه بسبب الخلافات المستمرة بين رجاله ونساءه والتي تنتهي من لحظتها كأنّها لم تكن وتعود المياه الى مجاريها ويعاد وضع ابريق الشاي الحياوي الذي تنتهي مع ارتشاف كاساته كل المشاكل .

     حدثني الجميل صاحب الرواية انّ التسمية ربّما وردت من منبع اخر, أنّ في احد الايام دخل كلب صغير هائج الى الزقاق او العكد كما يطلق عليه ولحقه اطفال الزقاق بالحجارة , ولكون الزقاق مغلق في نهايته استسلم الكلب وهو يعوي بشدة من وقع الحجارة , ومنها اطلق عليه عكد عَوْعَوْ بسبب عواء الكلب .

     ربما هناك الكثير من الروايات او المجاميع القصصية التي تحدّث مؤلفوها وأرّخو فيها مراحل تاريخية وسياسية مهمة مر بها العراق , منها ما ركز على الحرب العراقية الايرانية وما رافقها من تأثيرات على المجتمع , او حرب الكويت وتبعاتها , ومنهم من تحدث في سرديته عن سجون الانظمة المتعاقبة وهو ما سمي بأدب السجون . وكذلك من تطرق الى مرحلة ما بعد 2003 في مجموعة قصصية او رواية . لكن هذه الرواية اختلفت من زاوية تناول الكاتب للتاريخ السياسي والاجتماعي للعراق , مشخصاً للعلل ومازجاً مراحل تعاقُب عدة انظمة سياسية حاكمة على العراق وتأثيرها على اعادة التكوين المجتمعي  , متناولا طرق الحكم والتي تكاد تكون متشابهة في قمعها لشعبها واسكات الاصوات الحرة .

    استخدم الكاتب استعارات مكانية وزمانية كثيفة ومتداخلة بأسلوب سلس يبعد القارئ عن الملل في القراءة وتوقع الاحداث التي تمتعت بالتناقل والتداخل الزماني والمكاني بصورة مميزة .

    وسيجد القارئ لهذه الرواية المشوقة شخوصاً من واقعنا المعاش سمعنا عن امثالهم كثيراً او عايشناهم او مرت علينا تجاربهم بطريقة او بأخرى تندرج ضمن ايحاء المعايشة الواضحة داخل طيات الاسطر فيها .

   نقلت الرواية في احد جوانبها الصراع الداخلي والطبقي لجيل مكبوت يعلم انه لم يُخلق ليوضع في قالب الاعراف المغلقة , وهو ما دأبت عليه المجتمعات الصغيرة والتي غالباً ما كانت في المدن الجنوبية , وهو ما سيقود من يمتلك الشجاعة الكافية لأن يتمّرد على واقعه ويطلق العنان لطموحاته وهو ما تجسد مثلاً في شخصية فادي .

                                   انها مشوقة

                                 انصح بقراءتها


مشاهدات 172
الكاتب حيدر عبد الرحمن الربيعي
أضيف 2025/05/31 - 1:29 AM
آخر تحديث 2025/06/02 - 12:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 692 الشهر 1997 الكلي 11136651
الوقت الآن
الإثنين 2025/6/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير