الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ربما كان إسمه رزاق إبراهيم حسن


ربما كان إسمه رزاق إبراهيم حسن

علي السوداني

 

تضاربت وتضاددت الروايات حول زمان مغادرته المقهى ذات ظهيرة قائضة سخماء ، والوجهة التي يمم ما تبقى من جسده صوبها ، حتى حضر كبير الندل سلمان أبو داوود بشاربه الذي شال صقر الشك ومنح المنصتين الكثير من الرضا والطمأنينة .

قيل إنه كان يحمل حقيبة جلد سوداء متهرئة أو “ نص عمر “ بلغة سوق العتيق المشمور على مبعدة رمية عصا من فم المقهى .

زاد واحدٌ من نقلة الحديث الثقاة أنه رآه مزروعاً يرفرف مثل رأس نخلة بباب الفتى نعيم الشطري ووجهه الأسمر بمواجهة غير عادلة مع دخان الشواء الطيب الهاب من دكان الإخلاص الشهير وعامله زاير السمين الرحيم .

ثمة عدنان صاحب عربة السمك الذي فاض بالحكاية وأقسم بالرب العظيم أنه شاهده وهو يعبر الشط مشياً غير مكترث بزفة الضحك التي كان صنعها خلفه جوق الأمان حتى صار بباب الشواكة ، فتحلزن وتفعى بأول زقاق يلفظ الناس إلى الماء ، فيأتي الرزق الحلال سهلاً مدهشاً حميماً مثل عباءات سود وشموع تسور ما بقي من حجارة خضر الياس .

تناسل كلام الكهنة وأصحاب الحدوس المباركة ثم جاء الخبر اليقين الذي ختم قصة هذا الغياب البهي .

حدث ذلك بعصرية فائرة من خواصر تشرين ، حيث الجموع الذاهلة كانت تصوب العيون والقلوب صوب حائط جواد سليم . ثمة عامل فذ يحمل مطرقة . المطرقة تلوّح للثائرينخطبة وداع ، ومن تحت قبعة الرجل طارت أسراب ضخمة من العصافير .


مشاهدات 56
الكاتب علي السوداني
أضيف 2025/05/30 - 11:59 PM
آخر تحديث 2025/06/01 - 3:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 308 الشهر 308 الكلي 11134962
الوقت الآن
الأحد 2025/6/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير