مثقفون يحتفون بأبرز وأقدم المعالم التراثية.. خان مرجان شاهد يعود ليحكي قصص بغداد
بغداد - ياسين ياس
احتضنت باحة خان مرجان التراثي التاريخي بشارع الرشيد السبت الماضي احتفالية أقيمت تزامناً مع انعقاد قمة بغداد العربية، ونظمت الاحتفالية من قبل منظمة ليوان للثقافة والتنمية والمركز الثقافي البغدادي ورابطة المجالس البغدادية الثقافية وادارها الاعلامي عادل العرداوي وحضرها وشارك فيها حشد من مثقفي بغداد ورواد المجالس والمنتديات الثقافية. وعن ذلك قالت رئيسة جمعية ليوان منى عبد الرزاق (خان مرجان يعود تاريخ بنائه إلى عام 1356 بناه امين الدين مرجان واعمال الصيانة تمت عن طريق منظة ليوان وهدفنا من خلال هذا المشروع هو الحفاظ على خان مرجان) واضافت (نفذت منظمة ليوان عدد من المشاريع التراثية المهمة في بغداد والمحافظات،منها مشروع سد مكحول في صلاح الدين دراسة وتوثيق وصيانة المخطوطات في دار المخطوطات العراقية بتمويل من المكتبة الوطنية الفرنسية ومعبد عشتار في مدينة (كيش) ببابل بالإضافة إلى انشاء هياكل دعم لحماية موقع وخان بني سعد في ديالى وخان مرجان في بغداد وصيانة وترميم معماري لاحد ابرز المعالم التراثية البغدادية في شارع الرشيد). موضحة ان (بناية الخان حالياً انجز منها لحد الان ما نسبته 30 بالمائة فقط وسنواصل العمل فيها لانجازها بشكلٍ كامل)وشكرت (كل الجهات التي ساعدت المنظمة في اداء مهمتها لانقاذ تراث بغداد وحمايته من الضياع والاهمال). واوضح المهندس زيد محمد مسؤول أعمال الصيانة ان (هدفنا من هذا المشروع الحفاظ على خان مرجان من مشاكل عديدة ،من خلال توثيق الخان صوريا.والخان كان يستخدم فندق للتجار الا ان تسرب المياه الجوفية تحت مستوى الارضيه وأثار الرطوبة أثرت على ذلك وبعد إغلاقه 30 سنة بسبب الحروب وحاليا تمت السيطرة على المياه الجوفية واليوم اصبح بهذا الشكل الجميل. وخان مرجان يرتبط بجامع مرجان والمدرسة المرجانية كمجمع متكامل). وعن هذه الاحتفالية تحدث لـ(الزمان) مدير المركز الثقافي البغدادي طالب عيسى قائلا(ان احتفالية افتتاح معرض خان مرجان هي مناسبة للإطلاع على المعالم الأثرية للخان) مؤكداً ان (الحضور في الاحتفالية كان كبيراً من كافة النخب والمثقفين الذين ابدو اعجابهم بالمكان التاريخي والتي تقام بعد اكثر من 25 سنة).
قالوا عن الخان
وفي اروقة الخان استمعنا لبعض ما قاله الحضور عنه يقول الباحث هيثم الكناني (رغم مرور الزمن لازال خان مرجان يحتفظ برونقه وجماله وقد شعرت بالفخر لوجود مثل هذا المعلم التراثي في بلدي.وهذه الزيارة إلى الخان اضافت لي الكثير من المعرفة والانتماء واتمنى ان يتم الاهتمام اكثر بهذا الصرح الحضاري الفريد وليبقى شاهدا على تاريخ بغداد العريق) وقال الخطاط عبد نوار رميث (كان خان مرجان والذي يعود تاريخه إلى مايقرب700 عام ليس مجرد مبنى تاريخي مهم.بل هو موقع اثري له أهميته، بل هو من المواقع الاولى التي تم التنقيب عنها علميا داخل مدينة بغداد). واشار الاعلامي أمجد علاء (في قلب بغداد القديمة وبين ازقة التاريخ زرت خان مرجان ذلك المبنى العريق والذي ياخذك في رحلة عبر الزمن هندسته الاسلامية الساحرة وزخارفه التي تحكي قصص العصور الماضية، جعلتني أشعر بالفخر لهذا الإرث البغدادي الجميل).واكدت الباحثة التراثية دارين جاسم (بمجرد دخولي إلى خان مرجان شعرت بانني عدت مئات السنين إلى الوراء الزخارف والجدران القديمة تتكلم بلغة التاريخ وكل زاوية فيها تحكي قصة ورغم مرور الزمن لايزال خان مرجان يحتفظ بجماله انه من الامكان التي تجعلنا نفتخر بتراثنا العريق). والقيت في الاحتفالية كلمات ومداخلات تاريخية واثارية عديدة من قبل الادباء والباحثين صادق جاسم الربيعي، ماهر جبار الخليلي ونبيل عبد الكريم، واحسان الشعرباف، ومعتصم المفتي تطرقت الى اهمية خان مرجان كموقع خططي واثاري له موقع متميز في تاريخ بغداد وكونه من الشواهد الاثارية القليلة التي مازلت صامدة بوجه عاديات الزمن منذ نهاية الدولة العباسية وبداية العصر الاليخاني حيث شيدت من قبل القائد امين الدين مرجان مع تشييد الجامع والمدرسة المرجانية التي تقع بالقرب من موقعه عبر شارع الرشيد، حيث شهدت هذه الابنية حالات مد وجزر من الاهمال والاعمار طيلة الحقب السنوية الماضية، حيث اصبح هذا الخان في سبعينات القرن الماضي مثابة ومطعماً سياحياً مشهورا، وبعدها وفي سنوات الحصار الاقتصادي وماتلاه اندثر واهمل الى ان شمل في الاونة الاخيرة بحملة اعادة الحياة لمباني وامكنة بغداد التراثية التي تجري الان على قدم وساق لاعادة الحياة اليها وتليت في الاحتفالية ايضاً مقاطع شعرية للشاعر عبد الهادي صادق واحمد العيساوي والطفلة مريم احمد، تغنت بحضارة بغداد عبر العصور فيما قدم الفنان سامي هيال وصلة موسيقية وغنائية امام الجمهور مباشرة ومنها الاغنية التراثية الشهيرة (ياحلو يابو السدارة). وعلى هامش الاحتفالية تم افتتاح جناح الصور الفوتغرافية التي وثقت مراحل اعمار وصيانة بناية الخان.