الذي لم يحدث لكنه حدث
هدير الجبوري
لم يكن في الحسبان. لم تكن هناك نية، ولا حتى خيط احتمال. فجأة، وبدون أن تشعر، تجد نفسك أسيراً لملامح عابرة، أو صوت مرّ بك مرور الحلم… ثم استقر.
غريب… لم تعرفه من قبل، لا بين وجوهك المألوفة ولا في ذاكرة الطرقات التي مشيتها مئات المرات. لكنه الآن، أصبح كل ما يشغل بالك. يقتحم خيالك كأنه كان فيه منذ الأزل، يحتل وقتك دون أن يطلبه، ويسكنك وكأنك كنت تنتظره دون أن تدري.
تبحث عنه في كل شيء. تراه في كل الوجوه
في الكتب التي ربما قرأها، في الأماكن التي تعني له شيئاً… أو لا تعني. تتحول إلى عيون مترقبة، إلى قلب شغوف، إلى عقل يسرد ألف سيناريو للقاء ولو كان هذا اللقاء في خيالك فقط..
ما الذي يحدث لنا حين نقع دون أن نخطط؟
ما هذه النار التي تشتعل ببطء، وتوقظ فينا عطش المعرفة والحنين... وكيف لهذا الغريب أن يصبح فجأة كل ما نريد أن نعرفه، كل ما نود أن نقترب منه، كل ما نتمنى أن يشبهنا… أو نُشبهه..
هو الانجذاب، ذلك السر الغامض الذي لا يعترف بمنطق، ولا يخضع لتفسير
لكنه هناك… ثابت، متجذّر..
تعرف أنك غريب عنه، لكنه ليس غريباً عنك.
كأنك عرفته في حلم قديم، أو التقيته في حياة أخرى، وها هو يعود إليك في صورة جديدة
ويقتحم حياتك دون إستئذان...