مبدعات طي النسيان

سناء وتوت

نفضت غبار أعوام من نسيان متعمد، يهمل شاعرات مبدعات.. يشكلن صفوة الصفوة، في زمن التسويق العشوائي، وذلك من خلال مهرجان نادي الصيد العراقي للشعر النسائي.

مبدعات يربأن بأنفسهن عن التدافع بالمناكب... ظهوراً

لا يختلف إثنان على المستوى الذي تحلت به قصائد الشاعرات اللواتي إنتقيتهن للمهرجان.. لا تتباين الآراء بشأن جودة الأصوات المنتقاة، لا بين مثقف تقليدي ولا دارس أكاديمي ولا ناقد بنيوي ولا باحث تفكيكي، ولا شاعر قصيدة نثر أو تفعيلة أو عمود.

ثمة إجماع مطلق على حسن الإختيار، شهدته الحوارات المباشرة والكتابات المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي ومنصات السوشل ميديا والصحف والمجلات والتقارير المقروءة والمسموعة والمرئية.. أرضياً وفضائية.

فوجئ الحاضرون بشعر حقيقي يمثل تطلعات المرأة وفضاءات الوعي الإنثوي الرصين، ينبع من رسوخ جمال مدرك لعمق حضوره الشعري في تاريخ اللحظة الراهنة، نزوعاً الى مستقبل أكيد.

وكان جمهور المهرجان قد تهيأً نفسياً، لتلقي عاصفة من غنج إنثوي (بطران) يتغزل بالتاهو والجي كلاس وقلائد الذهب وأساور الماس وعطور اللأ (شانيل) فوجدها فعلاً في نظم راق، يفوق الماس والذهب والعطور.

صدمة وعي هزت أركان الثقافة العراقية، بالإطلاع على مستويات متقدمة في الأدب النسوي، تكاثفت خلالها فروسية الشعر بوقوفهن على منصة قاعة المتنبي في نادي الصيد، تقطر من أرواحهن عذوبة وردة خجول وقمر مغامر، كما لو عبلة تتغنى بعنتر وليلى تتغزل بقيس وولاّدة تترنم بحب إبن الفارض وسيدورا تخجل أنكيدو عشقاً في نسق من هوى نظمنه فإنتظم المهرجان.

مبارك العراق بما جاد على الإنسانية من قصائد تسري نسغاً يديم رهافة الصباصة فتنسكب جمال شعر ينطلق من الماضي.. عبر الحاضر.. الى المستقبل.