بس دقيقة
براعم علي العكيدي
كنّا نتحاور انا وصديقة القراءة عن معلومات في التاريخ والادب وعلم الاجتماع، وتباحثنا عن ضرورة تسوق الكتروني ادبي ( Online shopping ) من نوعٍ جديد، يتضمن عناوين لكتب الفلسفة والتاريخ وعلم النفس لم يسبق لنا قراءتها ، وذلك لضرورة زيادة معلوماتنا التاريخية باعتبارنا قارئات مبحرات منذ زمن على سطح مركبٍ تحركه رياح الكلمة!
وفي تلك الاثناء روت لي (صديقة القراءة) قصة برنامج (بس دقيقة) ، ذلك البرنامج الذي يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي للشاب مصطفى نادر ، يحاور فيه طلبة الجامعات العراقية ويطرح عليهم بعض الاسئلة التي من المفترض ان تكون معلومات عامة، ليتفاجأ الجميع بإجابات ما كُتبت من قبل في سطور العلم!
اثارني الفضول فتوجهت بلمسة سريعة نحو ايقونة (التيك توك) على شاشة هاتفي الجوال، تصفحت الموقع الرسمي لذلك البرنامج، شعرت بالخجل من ذاتي وانا انتمي لمجتمع يغوص يغوص في وحل الجهل حتى ماعاد يفهم معنى ( گلگامش )ولا من يكون (حمورابي ) وهل (علي الوردي )هو لون من الوان الزهور ام اسمٌ يطلق على بشر من لحمٍ ودم!
عندما يجيب شباب المستقبل بأن كلكامش هو اكلة، وعلي الوردي هو اسم قاعة في جامعة دراسية.
وان بابلون هو مول في بغداد…هنا نقف وقفة حدادٍ ابدية على ارواح شهداء العراق الذين قتلناهم نحن بجهلنا اياهم!
في الختام اوجه كلمة للشاب مصطفى نادر الذي حاور (شباب العراق) ، مع بالغ حزني واسفي اقول لك(اذا بُليتم….فأستتروا ) !.