لمن تقرع الاجراس؟
وقالها فخري كريم
هاشم حسن التميمي
في حوار مع قناة كردستان 24 تحدث الاستاذ فخري كريم ، وهو لايحتاج لتوصيف بشفافية عالية وصدق كبير ووجع مناضل سياسي ومثقف ينتمي لمدرسة نضالية هي الاكثر نزاهة في المشهد السياسي العراقي فقد تكلم فخري كريم ووضع النقاط على حروف نظامنا السياسيي بدون مجاملة او رتوش وتمنى ان يكون التغيير ليس انقلابا او بايادي غير عراقية على الطريقة التي فعلها الاميركان. ..
يقول فخري كريم العراق بمساره الحالي يتجه نحو الجحيم لان الطغمة الحاكمة والمتسلطة لايعنيها مصير العراق بل تهمها مصالحها الشخصية والفئوية الضيقة وان اغلب المتحكمين بالقرار السياسي زمرة فاسدة لا تهمها مصلحة العراق بل الولاء لجهات خارج البلاد.. وعلينا ان نتامل كل الذين خرجوا من الرئاسات الثلاث وكبار المسؤولين واصحاب الدرجات الخاصة …واصحاب الشعارات كيف كانوا وكيف اصبحوا في ثراء ولهم واجهات وفعاليات ينفقون عليها ملايين الدولارات وليس هنالك من يستطيع ان يسالهم من اين لك هذا..كيف اصبحت بهذا الثراء وبعضهم كان من الحفاة لم يكن يمتلك فيما مضى حذاء بسيط …!؟
نحن لانعيش في دولة بل في خرابة بتحكم فيها اللصوص والقتلة وولاء اغلبهم واوامرهم يتلقونها من خارج الحدود في ظل دستور ضعيف وحمال اوجه يطبق بانتقائية تخدم مصالحهم ويكذبون حين يدعون تمثيل مكوناتهم وكياناتهم فمن يدعي الحكم باسم الشيعة فهو الذي اطلق النار على متظاهرين رفضوا حكمه وقتل الالاف من العراقيين من بغداد وكربلاء والنجف والناصرية وبقية المدن… ان البلاد في مازق والخيارات اصبحت مفتوحة متعددة بعضها خطير جدا… ومشاهد القتل والنهب صارت اغرب من الخيال …والمهم ان العراقيين قادرين على احداث التغيير. بحكمة وتدابير وطنية خالصة…. لان الجهات المتسلطة لم تاخذ عبرة من مصير صدام وسقوطه بحفرة قذرة وان التاريخ لايرحم الطغاة والمستبدين…. وتنتقل البلاد للاسف من سىء الى الاسوء واصبح نهب المال العام وقتل الاخر ثقافة وسياق لاحهزة الدولة ومحموعات منظمة فوق القانون وما يتسرب قليل عن ضخامة وفداحة ما يحدث فعلا خلف الدهاليز بل وفي وضح النهار مما سيدفع البلاد لجحيم مجهول المصير… وليس غريبا ان هذه البيئة السياسية الفاسدة تقودنا لاخطر من ذلك لانها تنتج باستمرار ما يشبهها. في السوء والفساد في المواقع السياسية واركان السلطات وفي مايسمونه قادة المكونات ومن يمثل الشعب… ومن يدير البلاد ويصدر القرارات في المستويات كافة…. ولهذه الاسباب وغيرها رفضت دعوة ترشيحي لمنصب الرئيس لان هذه الكراسي مبائة وملوثة من يجلس عليها حتى لو امتلك قدر ما من الحصانة والمقاومة ستواجهه مغريات كثيرة وسيدخل لعبة نهب المال العام ويتخلى عن انسانيته واحترامه لتاريخه وقيمه وسيقع في المحذور ويسىء لوطنه الان وفي المستقبل. ويصبح جزاء من الرثاثة.
نحتاج لعقلانية وعقول مثقفة ناضجة وايد نظيفة وتحالفات حقيقية ودستور ناضج ومؤسسات تضمن احترامه وتطبيقه
لايتسع المقال لتسليط الضوء على زوايا اخرى تحدث عنها فخري كريم ومنها تجربة كردستان واهمية الثقافة في تغيير الانسان وهذه شهادة للتاريخ بل وقفة للمراجعة وحث الناس لانقاذ انفسهم ووطنهم من مصير بشع في عالم يسحق الضعيف الذي لم يعرف كيف يوظف قدراته ..، وعن اهمية التظاهرة الكبرى لمعرض الكتاب في اربيل الذي فرش فيه البساط الاحمر لاستقبال مثقفين واعلاميين من كل الاطياف من داخل العراق وخارجه وغاب عنه من غاب عن انظار المنظمين… هكذا تكلم فخري كريم وقرع كل الاجراس لمن يريد ان يصغي ويسعى لتغيير العراق وتحقيق حلمه الذي سرقته سلطة الجهل …. من بعض الذين لاعلاقة لهم بالنضال او الثقافة بل اتت بهم موجات الفوضى وتقلدوا مراكز القرار وهم لايعرفون من اين تنبع دجلة والفرات ويعتقد احدهم ان كلكامس قاتل مع الرسول في صدر الاسلام.. وعند اغلبهم ( حب الطش ). فنافسوا البلوكرات والعاهرات واستاجروا الابواق ومنصات الاعلام والذباب الالكتروني والواجهات الاستشارية والمهرجانات والمؤتمرات التي تبتلع المليارت من اجل تحسين الصو رة والبقاء مدى العمر في المقصورة… وللكلام بقية ان بقينا وبقت سلطة الحهل ..؟
ونختم بالتحايا لابي نبيل ولكل الاصوات العراقية الاصيلة التي تقرع الاجراس عسى ان تعود الصحوة لاهلها وينتخون لانقاذ البلاد من هذا الوباء الاخطر من كورونا.