الأشقر الأصهب
جبارعبدالزهرة
منذ اليوم الأول لتسنمه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تحرك الأشقر الأصهب وهذا الوصف جاء في بعض كتب النبوءات العربية لمستقبل العرب والمسلمين عبر وقائع حركة التاريخ الإنساني لرجل بهذه المواصفات سيلعب دورا مهما في حياة العرب والعالم يتغيرواقع العرب والعالم فيه طوبوغرافيا وسياسيا وحتى اقتصاديا على يديه 0
تحرك ترامب لجعل تهديداته التي اطلقها عبر التهديد والوعيد السياسي واقعا ملموسا او كمنافذ ضمن اطار سياسته الخارجية للوصول الى ما يحمي مصالح امريكا في المنطقة والعالم ويعززنفوذها إبان حملته الإنتخابية الرئاسية الى واقع ملموس 0
تحرك الأشقر الأصهب هذا باتجاه ترتيب امور الصراع العربي—الفلسطيني ظاهره معادلة متوازنة لخدمة اطراف الصراع وباطنه انحياز بالكامل لخدمة اسرائيل وأمريكا اولا ومن اولويات طروحاته في هذا الصدد تهجير اهل غزة الى اماكن توفر لهم كل حاجات ومقتضيات الحياة لأن قطاع غزة المدمر والمخرب اصبح غير صالح للسكن فيه على حد زعم ترامب ، ولكن ممكن ان تسيطر عليه امريكا وتحوله الى مدينة سياحيىة تظاهئ المدينة السياحية الفرنسية الشهيرة (ريفييرا )0
تصدت اول ما تصدت لمشروعه هذا كلٌّ من الأردن ومصر لأنهما كانتا وما زالتا الوجهتين المرشحتين وفق مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين إليهما غير ان رفض الأردن ومصر لمخطط ترامب هذا ووقوف العرب الى جانبهما بعقد مؤتمري قمة وحاد في السعودية وآخر في مصر للفرض تمخضتا عبر قرارهما الختامي باقتراح مصري لإعمار غزة بتكلفة (53) مليار دولا لم يلق ترحيبا لا لدى امريكا ولا لدى اسرائيل0
ويبدو ان ترامب بين ممرات البيت الأبيض وبالتعاون مع طاقمه الحكومي قد شرع في طبخ طبخة جديدة ولصرف الأنظارعنها والخطة لا تتعدى مصر والاردن في هدف التهجيرموقتا اقترح تهجير الفلسطينيين الى دول افريقية ومنها الصومال وسوف يفاجئ ترامب الجميع بطبخته هذه بشكل لا يترك لهم اي خيار للإعتراض عليها او رفضها وسيكون امرضوخ مصر والاردن لأمره اجباريا ما لهم من دونه من محيص 0
اما اليوم فقد اختار المواجه الثانية مع الحوثيين الذين هددوا وما زالوا يهددون طرق الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن من اجل شل تحرك السفن الإسرئيلية عبر هذه الممرات المائية وسفن الدول الداعمة لها في ايصال الأسلحة والذخيرة والمواد والسلع الأخرى الضرورية لحياة الإنسان وللتصنيع وخاصة التصنيع العسكري0
حاول ترامب من خلال الضربات الجوية والبحرية التي وجهها لأسلحة الحوثيين ان يدمر اوكار ومصانع ومخازن اسلحتهم التي تشكل تهديدا لسلامة الممرات البحرية بالنسبة لإسرئيل وتهدد الداخل الإسرائيلي عبر الطيران المسلح والصواريخ الفرط صوتية واخرى سواها التي تهدد بشكل دائم الداخل الإسرائيلي والتي انتزعت عنصر الردع من يد اسرائيل التي طالما لوّحت به للعرب مهددتا وحولته الى لعبة اطفال 0
ولكن يبدو ان لترامب هناك هدف جوهري كبير يشكل الركيزة الأساس للهجموم على الحوثيين مفاده (انظري يا إيران لست انت بمعزل عنا قدارتنا وقوتنا من الوصول إليك وتدمير منشآتك الصاروخية والنووية فهيهات ان نسمح لك بالحصول على السلاح النووي ومن الأفضل لك الجلوس الى طاولة المفاوضات والإنصياع للإملاءات الأمريكية ) 0
غير ان إيران ردت بالرفض على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي الذي قال :- سماحته في خطاب له أمام حشد من طلاب الجامعات: "رئيس الولايات المتحدة يقول إنه مستعد للتفاوض مع إيران، لكن دعوته ليست سوى محاولة لتضليل الرأي العام، حيث يسعون لإظهار أنفسهم كدعاة للحوار والسلام بينما إيران ترفض ذلك".
وجاءت تصريحات المرشد الأعلى هذه مع تسلم إيران رسالة من ترامب والتي نقلها أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، 12/3/ 2025 وسلمها إلى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني.
وعليه نحن بانتظار الأشقر الأصهب ماذا يخبئ لنا القدر تحت شعررأسه الأشقر وبين شفتي فم وجهه الأصهب خيرا أم شرا 0
وفق ما كشفت عنه وزارة الدفاع الأميركية:- أن العمليات العسكرية التي تم تنفيذها ضد الحوثيين في اليمن هي "موجة أولى" وستستمر حتى تحقيق "الأهداف المحددة"، مؤكدة أن هذه العمليات ستنتهي بمجرد توقف هجمات الحوثيين.
وفي إفادة صحفية، أكد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، أن الضربات العسكرية الأميركية في اليمن "لا تمثل هجوما بلا نهاية"، مضيفا أن الهدف منها "لا يتضمن تغيير النظام"