الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من تاريخ الإرهاب الصهيوني في العراق

بواسطة azzaman

من تاريخ الإرهاب الصهيوني في العراق

عماد علو الربيعي

 

     في سياق إعدادها لاغتصاب فلسطين قامت الحركة الصهيونية بالعديد من الاعمال الارهابية في العديد من دول العالم والوطن العربي وفي العراق ايضا» ، لإرهاب يهود تلك البلدان وخلق حالة هلع في اوساطهم تدفعهم الى ترك ممتلكاتهم وأوطانهم التي عاشوا بها والهجرة الى فلسطين لتشكيل أغلبية يهودية تؤسس لقيام الكيان الصهيوني الذي عرف واعلن عنه في العام 1948 باسم (اسرائيل ) ، وهي الخطة التي اطلق عليها الدكتور(ألفريد ليلينتال Alfred Lilienthal) أسم خطة “خوّف واستنفر Scare and alert plan “ أو “ادفع للأمام ثم اسحب   Push forward then pull back plan “ وذلك عن طريق إرهاب أفراد الطائفة بالتفجيرات في الأحياء والمعابد ، اليهودية في مختلف انحاء العالم وحيثما تواجد اليهود.

النشاط الصهيوني في العراق

      وتشير العديد من محاضر التحقيق التي قامت بها الشرطة العراقية وتحقيقات قامت بها شرطة دول عربية أخرى حول اعمال تفجير وارهاب تعرض لها يهود عرب في تلك الاقطار الى أن منظمات صهيونية ارهابية كانت تقف ورائها مثل (اللجنة الصهيونية في وادي الرافدين) و(جماعة فتية يهودا)، وجمعية (الإخوان العبريون)، و(مكابي) و(القوة) و(ناشرو اللغة العبرية)، ومن أبرز النشطاء الصهاينة في العراق: بنيامين إلياهو بنيامين، وعبد الله شينة، ونسيم سليمان، ورحمايم فتحي، ويهوشع بطاط. ثم وصل إلى العراق في مارس/ آذار 1942 شاؤول أبيجور بهدف تشكيل تنظيم سري صهيوني مسلح عرف باسم (الحركة) وذلك لتهجير يهود العراق إلى فلسطين تمهيداً لإعلان الدولة اليهودية، وكان له عدة فروع في أنحاء العراق والذي قام بتكديس الأسلحة في بعض المعابد اليهودية، وقد اكتشفتها الشرطة العراقية، ومع ذلك لم يلحق أي أذى بأفراد الطائفة.

الإرهاب الصهيوني

     ومن الجدير بالإشارة اليه أن العمليات الإرهابية الصهيونية في العراق قد وثقها بدقة (الاستاذ الدكتور خلدون ناجي معروف) في كتابه القيّم الموسوم (الارهاب الصهيوني في العراق)، وكان من العمليات الارهابية التي افتعلتها تلك المنظمات الصهيونية، ما حدث في العراق في العام 1941 من اعمال شغب اجتاحت مدينة بغداد وخلفت اضراراً مادية بالغة في حادثة اطلق عليها اسم « الفرهود»، والتي تركت أثرا» بالغ السوء في اوضاع اليهود العراقيين.

 لكن قيام (اسرائيل) عام 1948 كان له الاثر الأسواء على اليهود العراقيين كمكون من مكونات المجتمع العراقي، وهو الامر الذي لم يقتصر على العراق بل على العديد من المجتمعات العربية الاخرى والتي كانت تشتمل في مكوناتها على اليهود!

   وفي 9 آذار/مارس1950، صّادق البرلمان العراقي على قانون يقضي بالسماح لكل يهود العراق بالهجرة -إن أرادوا- بشرط التنازل عن الجنسية العراقية وعن كافة ممتلكاتهم. هاجر يهود العراق على دفعتين، كانت الاولي بين عامي 1950 و1952 وهي الاكبر، والتي حملت اسم عملية « عزرا ونحميا Operation Ezra and Nehemiah “، ولم يبق من اليهود سوى خمسة آلاف فقط من بين 120 ألفاً تقريباً، هاجروا لاحقا” على مدى السنوات التالية، بصورة فردية الى دول شتى في اوربا وامريكا. وفي 22 آذار/مارس 1951، أصدر مجلسي الاعيان والنواب العراقيان قانون مراقبة وادارة اموال اليهود المسقطة عنهم الجنسية العراقية رقم 12 لسنة 1951، والذي عدل بالقانون 161 لعام 1963.

 البعد الاجتماعي

      تصاعدت العمليات الإرهابية الصهيونية ضد المجتمعات اليهودية العربية، في اربعينيات وخمسينيات، القرن الماضي في وقت تصاعد فيه الشعور والمد القومي العربي عززه اغتصاب فلسطين من قبل الحركة الصهيونية الامر الذي ولد رد فعل سلبي ازاء المجتمعات اليهودية العربية دون تمييز ووضوح في التعاطي مع الحدث الكبير بصورة موضوعية تفصل بين الحركة الصهيونية واهدافها العنصرية الاغتصابية وبين اليهود العرب الذين كانوا يشكلون جزء ومكونا» من مكونات المجتمعات العربية! فضلاً عن عدم الوعي بالأبعاد الحقيقية للصراع العربي الصهيوني في تلك الحقبة مما أسفر عن العديد من القوانين المضادة لليهود، ناهيك عن دور المنظمات الصهيونية في إشاعة التوتر بين اليهود ضمن المجتمعات العربية التي كانوا يعيشون ضمنها! بالإضافة الى أن أي حديث أو طرح لقضية اليهود العراقيين لابد أن تعيد للأذهان حقيقة أن (اسرائيل)شردت وهجرت منذ العام 1948 ولحد الان ملايين من العرب الفلسطينيين، رحلوا قصرا» الي دول عربية وخلفوا ورائهم مزارعهم ومنازلهم وممتلكاتهم لتستولي عليها عصابات صهيونية، مقابل نحو 800 ألف يهودي غادروا البلدان العربية ليستقروا اما في اسرائيل او في اوروبا، وكانت الجالية اليهودية العراقية هي الاكبر عدداً بينهم.

الإرهاب بالتهجير

   واليوم تعاود عصابات الإرهاب الصهيونية استخدام استراتيجية التهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بدعم واضح وصريح من قبل إدارة دونالد ترامب، التي تبنت خطة التهجير القسري لسكان قطاع غزة والتي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي تستهدف تهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني من القطاع إلى مصر والأردن، بدعوى «تطهير» القطاع وإعادة إعماره بعد حرب دامت 15 شهرًا»، ضاربا» قانون الدولي عرض الحائط، والذي يعتبر ويعد التهجير القسري جريمة حرب، إذ تحظر اتفاقية جنيف الرابعة نقل السكان بالقوة، وتعتبر المحكمة الجنائية الدولية التهجير القسري جريمة حرب. كما تؤكد قرارات الأمم المتحدة على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم. الا أن العم الأمريكي والاوربي للكيان الصهيوني يجعل من الصعوبة تنفيذه او اجبار الصهاينة على احترام القانون الدولي وتطبيق اتفاقيات جنيف.

    لم يعد غريبا» على المجتمع الدولي الإرهاب الذي تمارسه (إسرائيل)، ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني وانما أيضا» ضد شعبها، من خلال امعانها في استخدام القوة المفرطة لتهجير الفلسطينيين وقتلهم بالجملة، ورفضها في الوقت نفسه إعادة الاسرى الإسرائيليين وتحريرهم من خلال المفاوضات والحوار الجاد مع الجانب الفلسطيني، مما يجعل عملية التعايش السلمي بين الشعبين في اطار المطالب الدولية باعتماد حل الدولتين، أمرا» صعبا» في اطار الخطط الصهيونية لتغيير خارطة الشرق الأوسط، والإبقاء على حالــــة التوتر المجتمعي والأمني في المنطقة.

 ان استهداف المجتمع العراقي سيبقى واحدا» من مرتكزات استراتيجية الامن الإسرائيلية والتي أشار اليها الاكاديمي اليهودي المعارض للمشروع الصهيوني الدكتور (ألفريد ليلينتال Alfred Lilienthal)، وكذلك  أشار لها المؤرخ البريطاني الإسرائيلي البروفيسور(آفي شلايم Avi Shlaim )، الواردة في كتابه “ثلاثة عوالم: مذكرات لعربي يهودي Three Worlds: Memoirs of an Arab-Jew ”.


مشاهدات 203
الكاتب عماد علو الربيعي
أضيف 2025/03/22 - 12:39 AM
آخر تحديث 2025/03/23 - 8:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 293 الشهر 13187 الكلي 10574136
الوقت الآن
الأحد 2025/3/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير