الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إلى روح أمي في عيدها

بواسطة azzaman

إلى روح أمي في عيدها

هند أحمد

 

كم هو صعب علي أن أكتب شيئا عنك ياأمي الحبيبة ،من أين أبدأ،،وعن أي شيء أكتب؟ أحاول أن أتمالك

نفسي حين أكتب عنك،،لأنك منذ رحيلك لم تنشف دموعي، ولم تغيبي عن ذاكرتي ولو للحظة رغم السنين التي مرت على رحيلك،ورغم إنشغالي الدائم بالواجبات الوظيفية والبيتية والحياتية،المقرفة،التي صارت بدونك مملة فعلا ولا طعم لها، ورغم الأحداث الكثيرة التي شغلتنا.أمي، كيف لي أن أنسى ذكراك؟! كيف لي أن أنساك في كل لحظة أحتاجك فيها لأشكي همي لك،،فأنت الصدر الحنون الذي أشكي لها وقلبي مطمئن .وهل أحن صدرا من الأم ؟!

أمي منذ رحيلك لم ولن أنسى أي كلمة،،ضحكة،،نصيحة،،دمعة،،مرض،،مر بك .كنت الضحكة التي تسعدنا وتجمعنا وتلمنا،،ما عادت تلك الأيام جميلة بدونك،،كيف مضت السنين،كأني في حلم كيف مضت بهذه السرعة؟ وأنا أتذكر كل دقيقة عشتها بقلق وحزن و دعاء قبل رحيلك.كيف كانت صدمتي حين جئتك للمستشفى حاملة الفاكهة لَكِ.حين إستقبلوني بباب المستشفى ليخبروني برحيلك ،بكيت بحرقة وصوت مبحوح وأنا أركض إليك  حيث وضعوك في مكان الموتى ركضتُ مسرعة،والكل  في المشفى يواسيني بنظراته ويتألم لحزني من أطباء ومراجعين في المستشفى،،لا أنسى هذا الموقف،كنت أبكي بصوت عالي ، أول مرة في حياتي أُظهرُ صوتاً ،دون إرادتي،،حتى أن أحدالمصورين مع كامرته كان يركض خلفي بعدها علمت بأنه من إحدى الفضائيات الفرنسية جاء ليصور بعض الشهداء الذين نقلوهم الى نفس المستشفى فقد تألم وحزن لحزني وسأل عني وعن فقيدتي فعلمت بعدها  ان احدهم اخبره بأنها أمي بعدها أخبروني أقاربي بأنهم شاهدوني على القناة الفرنسية وهي تنقل أخبار الشهداء في حينها ، كيف أنسى أنني بقيت معك وأخوتي الى ساعة متأخرة من الليل قبل رحيلك وكنتِ فاقدة الوعي ،،وكنا نقرأ السور القرانية وندعوا لك ، لعن الله حظر التجوال الذي حرمني من البقاء أكثر وقت ممكن معك فقد رجعت بسببه قبل ان تُغلق الطرق وكنت طوال الليل وانا في البيت الذي صار طويلا جدا كنت أدعو الله أن أراك صباحا  وجاء الصباح ومن حرصي وإحترامي لعملي ذهبت الى الأذاعة أولا وإستأذنت للخروج  وحين وصلت المستشفى ،كنتِ قد فارقتِ الحياة تباً للأذاعة التي حرمتني من ساعة أراك فيها قبل رحيلك تبا لهم جميعا،،

أمي الحبيبة، ذات الوجه الصبوح،،فقد رحلتي في مثل هذا الوقت  واليوم في عيد المرأة وعيدالأم لكنك مازلت باقية في ذاكرة الجميع حتى الأصدقاء الذين لا يعرفونك يترحمون عليك عندما اقابلهم بالعمل الطيب والمساعدة (من عاداتي السيئة في هذا الزمان)يقولون الف رحمة على ذيج الام الي علمتج الطيبة والحنان.وكيف لا وأنت أمي الحنينة الطيبة الصادقة الباسمة المُحِبة دوما لكل الناس  كنت أتمنى لو لم أكن بهذه الطيبة لأستطعت أن أعيش مع المحيط المرائي  المتلون المملوء بالحسد والحقد.

رحمك الله ياأمي وأسكنك فسيح جناته لا أنساك أبدا،مهما حييت وهذه الذكرى  أيضاً تمر ولم أقدم لك هدية عيد الأم التي إعتدتُّ أن أقدمها لك في كل عيد أم.

رحمك الله يانبع الطيبة والحنان  أمي، كتبت لكِ قصيدة في مجموعتي الشعرية الثانية وما من احد يسمعها الا بكى سجلتها صوتاً وصورة وكانت محط إعجاب الكثيرين ، تلكَ هديتي المتواضعة رغم أنك لم تسمعيها.هي لروحك الطاهرة قد تصلُ اليك.

 


مشاهدات 34
الكاتب هند أحمد
أضيف 2025/03/09 - 3:07 PM
آخر تحديث 2025/03/10 - 6:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 145 الشهر 4912 الكلي 10465861
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير