إبداعات (الشرقية) .. بركان عطاء لن يتوقّف

نوفل الراوي

في عصر الانفتاح على العالم الآخر، و ( الانشطار الأميبي) للقنوات الفضائية المحلية وغير المحلية ؛ أصبحت الوجوه تنهال علينا .. في كل يوم تطل علينا قناة جديدة لتكشف لنا عن وجوه جديدة .. غالبيتها لا تحظى بربع موهبة ، أو حتى خمسها ... لكن ثمة من يقف وراءها و يحاول زجها في أتون العمل الإعلامي او الدرامي وهي بعيدة كل البعد عن حلبة الابداع ..

قنوات كثيرة حاولت و (زايدت) على البقاء لكن فشلها كان أسرع.. فنحن قلنا في مناسبات عدة.. ونكررها بلا أدنى خجل فنقول :  أن العملة الجيدة تضرب العملة الرديئة على (قفاها) و تلقي بها إلى زاوية النسيان، فالبقاء دائما يليق بالأجدر.. وهذا الكلام ينطبق بالتمام والكمال بما تقدمه قناة (الشرقية) في كل وقت ..عشرات البرامج المحلية تبث خلال هذا الشهر الكريم من قنوات عديدة؛ لكن حقيقة لن تستطيع مجتمعة أن تصل إلى قلوب المشاهدين كما فعلت (الشرقية) .. ولن أذكر برامج (الشرقية) فهي معروفة و متابعة من قبل الملايين في كل مكان فقط سأتوقف عند ( كمامات وطن) فقد استطاع هذا العمل أن يعبر المسافات و يحط في وسط قلوبنا ليقدم وجبة دسمة من الدراما والتلفازية ما وجدنا رديفا لها ، أو منافسا لها في بقية القنوات مهما بحثنا عن ذلك .. وكيف لا و أن إعلامي كبير مثل سعد البزاز يقوم بنفسه برسم خارطة (الشرقية)و ينتقي المبدعين بحرص كي يبرز إبداعهم أكثر فأكثر.. ويعاونه في ذلك طبعا فريق من المبدعين .. مؤلفين و مخرجين و ممثلين وفنيين حيث يعمل الكل معا من أجل تثبيت الهوية الفنية العراقية ، وإظهارها للناس بالشكل المبهر المعروف عن  العمل الفني العراقي ومدى تمسكه بالثوابت ..

فشكرا  لكادر (الشرقية) مرة أخرى.. فلقد ابدعتم.. و( سحبتم ) المشاهد من قنوات الإسفاف.. و التهريج والابتذال.. واحيانا السذاجة ليجد نفسه أمام قناة تحترمه وتقدم له ما يرجوه فكان لزاما عليه بالمقابل أن يحترم هكذا قناة.