الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
البعد الخامس رحلة إلى آفاق اللامرئي

بواسطة azzaman

البعد الخامس رحلة إلى آفاق اللامرئي

نوري جاسم

 

لطالما كانت الأبعاد رمزًا لفهمنا للوجود، حيث بدأ الإنسان رحلته في إدراك العالم عبر الطول والعرض والارتفاع، ثم أضاف الزمن كبعد رابع ليكمل معادلة الحركة والوجود. لكن ما وراء هذه الأبعاد الأربعة المألوفة، يقف البعد الخامس كغموض ساحر يفتح أبوابًا جديدة على مصراعيها، ويدعونا للتأمل في احتمالات تتجاوز الواقع المحسوس، والبعد الخامس ليس مجرد مفهوم رياضي أو فيزيائي فحسب، بل هو فضاء تتداخل فيه الروح مع المادة، ويعبر فيه الوعي حدود الزمان والمكان. هو حالة من التداخل العميق بين العوالم، حيث تصبح كل لحظة نقطة التقاء بين الممكن والمستحيل، وفي فكر التصوف والعرفان الكسنزاني يُرى البعد الخامس على أنه مقام شهود يتخطى الإدراك الحسي، حيث تنكشف الحقيقة بأبعادها الكلية، ويرى السالك العالم ليس كما هو في ظاهره، بل كما هو في جوهره، ومن ناحية فيزيائية، يطرح العلماء فكرة البعد الخامس كوسيلة لفهم القوى الكونية الخفية، مثل الجاذبية التي تتسرب عبر أبعاد أخرى، أو الأكوان المتوازية التي تتشابك مع واقعنا. ومن زاوية فلسفية، قد يُمثل البعد الخامس نقطة التقاء الإرادة الكونية مع الوعي الفردي، حيث تصبح الأفكار قوى خلاقة تشكل الواقع وتعيد صياغته، وعندما نحاول استيعاب البعد الخامس، نجد أنفسنا أمام لغز يتطلب أدوات غير تقليدية للفهم، فالعقل وحده لا يكفي، بل نحتاج إلى البصيرة، والحدس، والانفتاح على احتمالات تتجاوز المنطق. وربما في هذا البعد نجد أجوبة للأسئلة الأزلية حول المصير، والغاية، والوجود، ونكتشف أن كل ما نراه ليس إلا انعكاسًا لحقائق أعمق تسكن في طيات اللامرئي، وإن استشراف البعد الخامس هو رحلة نحو المعرفة التي تتجاوز الحواس، حيث تتحد الروح مع العقل، ويتحول الوجود إلى سيمفونية متناغمة من النور والظل، الحلم والواقع، الممكن والمطلق، وفي هذا التمازج يولد وعي جديد يرشدنا نحو حكمة كونية تُضيء دروبنا في عالم يزداد تعقيدًا، ويفتح لنا أبوابًا لم نكن نعلم بوجودها، لكنها كانت دائمًا هناك، تنتظر أن نمتلك الشجاعة لنخطو نحو السفينة الكسنزانية، وهي تبحر بكل من صعد فيها نحو الأمان والطمأنينة. في بعد ما له من حدود، ولا وصف من شدة جماله، ولا مذاق من حلاوته وعذوبته، تختصر لنا المسافات والزمن، ومن ثم بلوغ المرام، وهو رضا الله سبحانه وتعالى،  مرافقة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وصحبة العارفين والصالحين من ال بيته، فهم باب الأرتقاء والوصول إلى طريق ألحق، وصلى الله على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  ..

 

 

 

 


مشاهدات 846
الكاتب نوري جاسم
أضيف 2025/03/01 - 4:56 AM
آخر تحديث 2025/03/04 - 9:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 514 الشهر 2120 الكلي 10463069
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير