الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بلد البرامج الرياضية

بواسطة azzaman

زمان كل يوم

بلد البرامج الرياضية

نعيم عبد مهلهل

 

استغرب وأنا اتخيل تلك القناعة الغريبة من أن القنوات العراقية التلفازية تتحدث عن السيد عدنان درجال رئيس اتحاد كرة القدم أكثر من الحديث عن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان .بالرغم من أن نشاط رئيس الوزراء يكاد يكون يوميا تقريبا إلا أن درجال هو حديث اليوم كله ليس بسبب فوزنا بكأس الخليج بل بسبب الخروج التعيس والبائس من كأس الخليج المقامة في دولة الكويت أخيراً وكذلك التحضيرات والاستعدادات لمنتخبنا الوطنية في الجولة الثانية من تصفيات كأس القدم ومحنتنا مع المدرب الاسباني كاساس الذي لم يثبت الى اليوم بصمة لعب تميز الفريق لتؤسس له ثباتا وتطورا في الاداء . والأسباب تنوعت بمزاج ورأي وتصور عشرات المحللين الرياضيين في برامجنا الرياضية حتى أصبح العراق اكثر بلد في العالم من ينتج برامج رياضية يومية ، وصرنا نشعر أن الغرض من إظهار هذا العدد الكبير واليومي من البرنامج الرياضية وراءه غرض سياسي أو انتخابي أو تسليط الاضواءء ذلك لان الكثير من الاشخاص مالكي تلك القنوات هم رجال اعمال او جهة سياسية او تتبع كتلة من الكتل ولأن الرياضة حس وطني مشاع وبالتساوي بين قلوب العراقيين اصبح البرنامج الرياضي معبرا للوصول الى تلك القلوب والحصول منها على دعم انتخابي.

هذا أفكر بالأمر مع الشعور القانع إنني لم أجد بين تلك البرنامج برنامجا بطعم وسحر ومتعة المشاهدة التي كنا نعيشها مع البرنامج الجميل الرياضة والاسبوع والذي كان يبث من القناة العامة كل يوم ثلاثاء ويعده ويقدمه الرياضي والمعلق الابرز في العراق المرحوم مؤيد البدري والمقدمة الموسيقية للبرنامج مأخوذة من حلاق إشبيلية هي أوبرا كوميدية كتبها جواكينو روسيني عام 1816. وقتها والى اليوم كان الجميع يجهل أصل تلك المقدمة ولكن بفضل برنامج الرياضة في اسبوع التصق هذا الاثر الموسيقي العالمي بأسماع عشاق هذا البرنامج الوحيد الذي طوال متابعتي له منذ الطفولة ومرورا بالصبا والشباب لم أسمع أو أرى فيه شجاراً أو صخبا أو تسقيطاً ، أو فوضى او يكون الضيوف اكثر من عشرة محللين فيضيع الحابل والنابل .

اعترف أن بعض هذه البرامج قد نجحت لتقترب من قلوب الجماهير الرياضية فقط ، لكن الغريب أن العراقيين بعمومهم المحبة للرياضة ( كرة القدم ) تعلقوا ببرنامج ليس بعراقي إنما هو برنامج قطري واسمه المجلس يقدمه المذيع القطري الناجح خالد جاسم ،وربما كأس الخليج المقامة في بصرتنا الفيحاء هي من قربت ذلك البرنامج الى قلوب العراقيين لأنه نقل استوديو التقديم والبث من الدوحة الى البصرة ،واغرب ما في الامر أن العراقيين بكرمهم وروحهم الطيبة اصبحوا يحملون هداياهم اليه كل ليلة وخصوصاً الطبخات البصرية الشهيرة . وعليَّ أن انوه الى برنامج رياضي اخر اتسم بهدوء معلقيه وحداثة التقديم وجودة مادته واهميتها واقصد برنامج استوديو الليكا والمقدم من قناة الشرقية ،وهو اول برنامج عراقي اهتم بدوري انقسم فيه العشق العراقي بين الريال وبرشلونه . حيث وقع تطبيق 1001ورابطة الدوري الاسباني «لاليغا « اتفاقا تاريخيا لنقل مباريات الدوري الاسباني ووقع الاتفاق الشريك المؤسس لتطبيق 1001 محسن خير الدين ورئيس لاليغا خافيير تيباس وهو اول شراكة اعلامية رياضية من نوعها في تاريخ العراق ويندرج الاتفاق ضمن اتفاقات رياضية شاملة تعلن تباعا لاحداث اكبر انتقالة في تاريخ الاعلام الرياضي في العراق لمتابعة واحد من اهم واعرق الدوريات في العالم.

نعود الى البرامج الرياضية ، وندرك فيها القصد .ومادامت هي وفيرة وكثيرة وعامرة ومشحونة بهكذا مشهد يومي فأن مهمتها اولا الابتعاد عن التسيس وذلك بخلق الثقافة الرياضية النبيلة بأهدافها البدنية والروحية وعدم تخصيص وقت طويل من البث لنقل تفاصيل الشحن الجماهيري في مدرجات الملعب ويصل ببعض البرنامج انها تــــــــــبث حتى شتائم وسباب المشجعين او نقل احتفالية رمي اللاعبين بالحجارة وقناني المياه المعدنية او الاعتداء على الحكام. ظاهرة البرامج الرياضية وشيوعها في القنوات التلفازية هي سلاح ذو حدين واتمنى أن تـــــــــــجنح الى الحد الايجابي والوطني والجماهيري في الهدف من تقديمها.

 

 

 

 


مشاهدات 164
الكاتب نعيم عبد مهلهل
أضيف 2025/02/23 - 3:54 PM
آخر تحديث 2025/03/05 - 2:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 117 الشهر 2247 الكلي 10463196
الوقت الآن
الأربعاء 2025/3/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير