شتان بين مَنْ يقومُ بنفسه ومَنْ يقوم بغيره
حسين الصدر
-1-
قال الطغرائي :
وانما رجل الدنيا وواحدُها
من لا يُعوِّلُ في الدنيا على رَجُلِ
-2-
كما انَّ من الرجال مَنْ يبحث عن الضوء والشهرة والبروز، فانّ منهم مَنْ يبحث الضوءُ عنه .
وهذا هو الأصيل الغنيّ بمواهبه ومناقبه وعلومه وآدابه .
انه الشخصية الفذّة التي يشار اليها بالبنان ،
وتتحدث عن أخبارها المحافل والمجالس .
-3 –
مَنْ يقوم بذاته قد يرث المجد من أسلافه ويضيف على موروثه الكثير الكثير من البراعات ويكون الإضافة النوعية .
-4-
واما الساعي للالتصاق بمن قام بذاته فانه يبحث عن سند يرتكز اليه
وحين يكون مقربا اليه ومحسوبا عليه يُحسب له الحساب .
ومِنْ دُونهِ لا يُعد اذا حضر ولا يفتقد اذا غاب .
-5-
لن يرضى أرباب الطموح بالارتقاء الى القمم العالية أنْ يكونوا أذناباً ويحرص كل منهم ان يكون الرأس لا الذَنَب .
الرأس في ثقافته ،
والرأس في أخلاقه ،
والرأس في آدابه ،
والرأس في عطائه
وهكذا تجد انَّ رجالاً مغمورين استطاعوا بفضل ذكائهم وكفاحهم وصبرهم على تحمل المشاق والصعاب أنْ يكونوا في أعلى سلم الرجال المشاهير .
وبالمقابل :
فان هناك مَنْ تحدّر من أسرة عريقة ومجدٍ أثيل ولكنه بالكسل والخمول وتضييع الأوقات أصبح معدوداً من الأصفار .