من التراب إلى التراب
حسين الصدر
-1-
العنتريات التي يظهرها المغترون بقوتهم واموالهم ومناصبهم ليست الاّ ضرباً من ضروب الانتفاخ الزائف .
وكثيرا ما يطغى الانسان ويسد على نفسه أبواب الحقائق .
-2-
ومن جميل ما قرأت في هذا الباب – باب تذكير الانسان بحقيقته ومصيره – قصيدة لابي نؤاس جاء فيها :
يا بني النقص والعبر
وبني الضعف والخور
وبني الجد في الطباع
على القرب في الصور
أين مَنْ كان قبلكم
مِنْ ذوي البأس والخطر
سبقونا الى الرحيل
وإنا على الأثر
من مضى عبرةٌ لنا
وغدا نحنُ معتبر
فكأني بكم غدا
في ثياب من المدر
قد نقلتم من القبور
الى ظلمة الحفر
رحم الله مسلما
ذكر الموت فازدجر
-3 –
وقال الشاعر :
مَنْ كان لا يطأ التراب برجله
وطأ التراب بصفحة الخِدِّ
مَنْ كان بينك في التراب وبينه
شبران وهو بغايةِ البُعدِ
لو بُعثرتْ للناس أطباقُ الثرى
لم يعرف المولى مِنْ العبد
-4-
لا شيء أهم من التوازن والاعتدال بعيداً عن كل ألوان الاستكبار والاستعلاء والخيلاء .
فاذا كانت للجسد حاجات فللروح حاجات أيضا .
واذا كانت للدنيا حاجات فللآخرة حاجات أيضا
والتوازن بين هذه الحاجات هو صمام الأمان.