زينب تنطلق نحو الشهرة مع سعيد أفندي
ممثلة تميزت بنشاطها الفني والسياسي
جواد الرميثي
ولدت الممثلة زينب (فخرية اسعد عبد الكريم) في 1 كانون الثاني من العام 1931 في الكوت، (ومنهم من يذكر في الشطرة - ذي قار) حيث كان والدها مديراً لدائرة الزراعة. في مدينة الناصرية نشأت وترعرعت في كنف عائلة متنوّرة، حيث تأثّرت كثيراً بميول شقيقها اليساري الفنان السينمائي المخرج طارق عبد الكريم، وكذلك بأفكار شقيقها الآخر المنتمي إلى (حزب الاستقلال)، في حين كان والدها بعيداً عن السياسة ولا يختلط مع أحد إلّا ما ندر، لكنه كان إنساناً متسامحاً مشهوداً بطبعه التديّني وممارسة الطقوس الدينية.
في سن مبكر، انخرطت تشارك في المظاهرات التي كان يقوم بها الشيوعيون، في نهاية الأربعينات. أنهت الدراسة الثانوية ودخلت دار المعلمين العالية في بغدادعام 1948، وتخرجت عام 1952 تحمل بكالوريوس في الأدب العربي. عينت مدرسه للغة العربية في الكوت في عام 1953 ولم تستمر في عملها سوى أشهر، ومن البدايات اظهر المتنفذون في المدينة أنهم غير راغبون بان تستمر المدرسة الشيوعية (فخرية) في عملها بالمدرسة، فطلبت الانتقال للعمل في مدرسه أخرى في مدينة العمارة، وبعد أشهر فوجئت بنقلها من العمارة إلى الرمادي.
في مدينة الرمادي حيث عملت مدرّسة، دشّنت حراكها الفني بتقديم مسرحية (زواج بالإكراه) من تأليفها وإخراجها وقد مثّلتها مع نخبة من مدرّسات و طالبات (مدرسة الرمادي للبنات) وخصّص ريعها للطالبات الفقيرات، وقد تصدّت المسرحية لظاهرة سيّئة العواقب في المجتمع العراقي، الذي خيّم عليه الجهل، التخلـــــف، المرض والفقـــــر، فأثارت ضجّة كبيرة وحفيظة رجــــال السلطة الحاكمة، فاعتبروها محرّضة لتمرّد النساء على العادات والتقاليــد والأعراف الســائدة وتثير البلبلـــة، ولذا تعرّضت إلــى القذف والتشــهير، ونُقلت من مدينة الرمادي إلى مدينة (الشـطرة). بعـد أيام من انتقالها طُردت من العمل مع أخويها لأسباب (مقتضيات المصلحة العامة)، ولم تعد للعمل إلا بعد تموز 1958. تفرغت في فترة البطالة الطويلة للعمل الحزبي بعد ان تزوجت من زميل كان لها في الدراسة بدار المعلمين العالية (نوري اكبر)، سرعان ما إنفصلا عن بعضهما، وبعد قرابة عقدين اقترنت بالفنان المخرج والمصوّر لطيف صالح سنة 1970فأصبح رفيق مشـوارها الفنـــــــــــــــــــي والسياســـــــي، ولم تنجب من كلتا الزيجتــين، ولأنها كانت تحب الأطفال، فقد ربّت بنت أختها.
في 1956أُختيرت من بين عشر ممثلات لتأدية دور البطلـــــــــــة الرئيسية فـــــي فيلم (سعيــــــــد أفندي1957) مـع الفنان يوسف العاني واخراج كاميـــران حسني، وعندهـــا برزت كممثلــــــــــة موهوبة، ويعد هذا الفيلم أول عمل جاد و ذا مستوى فنّي قدمته الســــــينما العراقية. بعدهــــا تغيّر اسمها الفنّي إلى (زينب) لكنّمــا اقتصر رصيدهــا السينمائــــــــــــي على التمثيل فــي فيلمين آخريــــــــن وهما: (أبو هيلة 1962) للمخرجـــــين جرجيس يوسف حمد ومـحمد شكري جميل و(الحـــارس 1967) للمخـــــــرج خليل شوقي.
بقية الموضوع في موقع (الزمان) الالكتروني
في العام 1959 إلتحقت بـ (فرقة المسرح الحديث) حيث أدّت أول أدوارها في مسرحية (آنه أمك يا شاكر) مع الفنان يوسف العاني، وبعدها واصلت أدوارها التمثيلية الجادّة البارزة عبر هذه الفرقة في مسرحيّات : تموز يقرع الناقوس، الخرابة، الخان، بيت برناردا ألبا، التي حازت فيها على جائزة أحسن ممثلة في العراق، أمّا دورها في مسرحية (النخلة والجيران) التي أخرجها الفنان قاسم مـحمد، وشارك فيها نخبة من الفنانين العراقيين الكبار منهم : فاضل خليل، خليل شوقي، ناهدة الرمّاح، آزادوهي صموئيل، يوسف العاني، سليمة خضير وزكية خليفة، فقد كان نقلة مهمة في حياتها الفنية، فمن من جيلنا المخضرم لا يتذكر (سليمة الخبّازة)؟
المسرحيّات التي مثّلت فيها زينب أدواراً بارزة :
(أهلاً بالحياة)،(رسالة مفقودة)، (الخال فانيا)، (فوانيس)، (الخان)، (البستوگة)، (الخرابة)،(نفوس)، (الشريعة)، (آنه أمك يا شاكر)، (تموز يقرع الناقوس)، (قسمة والحلم)، (الحصار)، (النخلة والجيران)، (شعيط ومعيط وجرّار الخيط)، (الينبوع)، (وحشة وقصص أخرى)، (الأم)، (مغامرة رأس المملوك جابر)، (بغداد الأزل بين الجدّ والهزل)، (سولف يا ليل)، (صور شعبية وصورة)، (فوانيس)، (شفاه حزينة)، (ثورة الموتى)، (المملكة السوداء)، (ست دراهم)، (بيت برناردا ألبا)، (دون جوان)، (هاملت عربياً)، (أنا ضمير المتكلم)، (حلبجه الجريحة) و (سالفة أم مطشّر).
وفي مجال الإخراج أخرجت مسرحيتين : (زواج بالإكراه) من تأليفها، أمّا المسرحيّة الثانية فهي (دون جوان) لموليير.
أمّا في مجال التأليف فقد كتبت زينب العديد من المسرحيات منها: (ليطة)، (الريح والحب)، (تحقيق مع أم حميد) و(بائعة الأحذية).
وكذلك قدّمت زينب مئات التمثيليات الإذاعية تأليفاً وتمثيلاً، بالإضافة إلى كتابة الشعر والقصة القصيرة والعديد من المقالات، التي كانت تنشرها أحياناً بأسماء مستعارة، أحدها (زينب).
الجوائز..
- أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية (بيت برنارد ألبا).
- الجائزة الأولى في مهرجان الخليج التلفزيوني لأفضل ممثلة عن دورها في (بائع الأحذية)و(الربح والحب).
- جائزة مهرجان قرطاج السينمائي لفيلم (الحارس).
اضطرت بعد 8 شباط 1963 الاختفاء في كردستان إلى نهاية عام 1964 حيث عادت إلى بغداد، وعاشت في بيت شقيقها، في وضع اقتصادي صعب، فمارست مهنة الخياطة بالقطعة في البيت لتعيش، ولم تعد إلى الوظيفة الا بعد عام 1968.
تركت العراق في عام 1979 لتعيش حياة شاقه وصعبه في المنافي، بداء من الكويت وبلغاريا واليمن وسوريا وأخيرا في السويد.
توفيت بمرض السرطان في 13آب 1998، ودفنت في مدينة (يوتوبوري) بالسويد حيث كانت تعيش، لروحها الرحمة والمغفرة .