أنصفوا شعبكم
صلاح الربيعي
كلنا مر عليه الحديث النبوي الشريف بقول الرسول الكريم محمد ص ( كُلكُم راعٍ وكُلكُم مسئول عن رعيتهِ ) ولكن للأسف لم نجد تطبيقا والتزاما بهذا الحديث او غيره من الأحاديث الشريفة الاخرى مع العلم ان الأكثرية من الناس ظاهراً يؤمنون بالله والرسول والأنبياء ويوم الحساب ولكن للأسف لايظهر أثر إيجابي في السلوك اليومي على اكثر هؤلاء العباد وخير دليل المظالم التي يتعرض لها المواطن العراقي في كل مفاصل حياته اليومية فعندما يُقَدِر الله عز وجل عليه قدراً محتوما بمراجعة دائرة ما لانجاز بعض معاملاته المجبر عليها وفقا للقوانين السارية فانه سيصاب باليأس والاحباط والهستيريا الانفعالية بسبب مايلاقيه من التعامل التعسفي من قبل الكثير من الموظفين والموظفات لهذا فان المواطن العراقي المغضوب عليه كأنه قد قصد بيوت هؤلاء الموظفين ويستجدي منهم حقوقه ولم يقصد مؤسسة حكوميةعامة اذ لاقيمة ولاوزن ولاكرامة للمراجع في مثل تلك الدوائر التي اغلب موظفيها يجهلون القوانين وحسن الادارة ويتعاملون مع المراجعين بطريقة فجة غير انسانية بحيث تجعل المواطن يكره وطنه ويكره هويته وحكومته ويحقد عليها ويكرهها وهذه الحالات نجدها في معظم الدوائر الحكومية التي تبدو وكأنها ملكا خاصا للمدير وحاشيته ومن هو مقرب منهم اما بقية المراجعين لدى بعض الموظفين فهم عبارة عن مخلوقات غير مرغوب فيها بأي حال من الأحوال ومن المصائب الاخرى التي تجعل المواطن محبطاً هو جهل الادارات الشامل بكل القوانين والتعليمات التي تصدر وفقا للدستور والقانون وان كل موظف له مزاجه ورأيه الخاص به وبذلك يصبح المراجع بينهم مثل كرة الطاولة كل منهم يرميه على الاخر دون وازع من ضمير ونادرا ماتجد موظفة أو موظف أو مسئول ينصف المراجع وينجز له معاملته باخلاص وهنا سيكون المراجع محظوظا وفي قمة السعادة فيما لو حظي بموظف يتمتع بالانسانية والمهنية ولذا يتوجب على الحكومة باعادة هيكلة مثل تلك الدوائر وتطهيرها من العناصر السيئة الفاشلة اداريا وانسانيا ومهنيا وابعادهم عن العناوين المهمة بعد أن اصبحوا خطرا على هيبة الدولة وسمعتها ونحن بدورنا كمتابعين لمثل تلك الحالات المؤلمة نحمل كافة المعنيين من أصحاب الغيرة والشهامة والمروءة المسئولية الكاملة بضرورة الحد من هذه الظواهر اللاانسانية التي اصابت معظم المؤسسات الحكومية مما تسبب هذا باضطهاد المواطنين وجعلهم يكرهون الحكومة ويمقتون هويتهم العراقية التي يحملونها وسيصبح المواطن عند ذلك خصما شرسا للحكومة وربما يكون عدوا لها اذا استمر تعرضه لمثل تلك الضغوط في مفاصل حياته اليومية .