الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السفير الفلسطيني نظمي حزوري لـ (الزمان): معركة جنين شاهد حي لبسالة الجيش العراقي

بواسطة azzaman

السفير الفلسطيني نظمي حزوري لـ (الزمان): معركة جنين شاهد حي لبسالة الجيش العراقي

مقبرة الشهداء في ذاكرة الفلسطينيين

 

أربيل - أمجاد ناصر

ما زال شعار الدولة العراقية الموضوع على النصب التذكاري داخل مقبرة الشهداء العراقيين في مدينة جنين الفلسطينية شامخا و خالدا للأجيال الذين يستذكرون بطولات الجيش العراقي و سقوط عشرات الشهداء بالدفاع عن دولة فلسطين في حرب 1948, وكان للجيش العراقي الدور الأكبر بين الجيوش العربية المشاركة  في عملية تحرير مدينة جنين  من الاحتلال الصهيوني ، خاصة في محافظة جنين التي شهدت عدة معارك ما بين الجيش العراقي وابناء المحافظة ضد القوات الصهيونية التي تكبدت خسائر كبيرة بالارواح والمعدات ، و عرفانا لتكريم الدماء العراقية الزكية التي سقطت على ارض فلسطين العروبة , تم الاتفاق ما بين بلدية جنين وقسم الانشاءات بالجيش العراقي على إقامة نصب تذكاري تخليدا و ذكرى لشهداء الجيش العراقي الباسل .

عوامل طبيعية

ويؤكد المؤرخ الفلسطيني جمال حبش : بأن وجهاء مدينة جنين , يتبرعون بالاصباغ والفراشاة الى الصباغين لأعادة طلأ الاعلام العراقية على قبور الشهداء التي تمحى بالعوامل الطبيعية مثل الامطار  و اشعة الشمس والتراب، ويقومون بالاعتناء  بها  ابا عن جد , جيل يسلمها الى الجيل بعده عرفانا وامتنانا لهذه الدماء الزكية التي سقطت بالدفاع عن ارض فلسطين الذين استشهدوا في اليوم الثالث من حزيران عام 1948 , ولا تزال المعركة التي استبسل فيها الجيش العراقي محفورة في اذهان سكان المنطقة , و تضم المقبرة 44 شهيدا من ضمنهم 14 مجهول الهوية , و كتبت اسماء الشهداء و من اي محافظة و مدينة عراقية ينتمون اليها على النصب التذكاري و القبور , تخليدا ً لذكرى وتضحيات الجيش العراقي في الدفاع عن فلسطين .   مضيفا ان (قائد الوحدة مقدم نوح الذي اقسم بشرفه الاستشهاد او التحرير . واتصل بقائد الجيش العراقي العقيد الركن عمر علي قائلا بانهم خاضوا معارك ضارية و قصفوا القوات الاسرائلية و عندما انتشر الخبر لبقية القوات الاسرائلية والمستوطنين رفعوا الرايا البيضاء للاستسلام و تسليم مناطقهم لجيش العراقي لكن أمر الانسحاب حال دون حسب ما ذكرها القائد العراقي العقيد الركن عمر علي , جاءتنا تعليمات و هي كلمة مشهورة لا يوجد أوامر او بالعراقي ( ماكو أوامر )، وبعد انتهاء الحرب التي عرفت بأسم الايام الستة , و إحتلال الجيش الإسرائيلي   الضفة الغربية عام 1967، قام بإنشاء نصب تذكاري لجنود اسرائيليين قتلوا في المعارك ، أمام مقبرة الشهداء العراقيين ، وكان النصب عبارة عن دبابة مقصوفة تابعة للجيش الأردني شاركت مع القوات العراقية بالتحرير , كتبوا تحتها عبارة نكسنا علم العدو , مع ذكر أسماء الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في المعارك , و من عام 1967 الى 1993 منعت القوات الاسرائلية دخول المقبرة حتى عام 1994 تم سحب الدبابة وازالة النصب التذكاري من قبل الجيش الإسرائيلي و تسليم مدينة جنين للسلطة الوطنية الفلسطينية , وما زال أهلها يحفظون  الجميل  لأشقائهم العراقيين بالاعتناء بالمقبرة والمحافظة عليها ).

أكاليل الغار

كما يشير حزوري الى ان (هذه رسالة حية الآن تنبض بمعاني وخاصة نحن في رحاب وأكاليل الغار نحتفل بالجيش العراقي فتحية لجميع القادة والضباط والضباط الصف و الجنود لدورهم ولمسؤولياتهم وتضحياتهم من أجل فلسطين و قضايا الأمة العربية ومن أجل الأمن والسلامة في العراق و إن شاء الله عيدهم فرحا للجميع , الجيش العراقي منذ تأسيسه كان له دور كبير بتعزيز الأمن والسلام على مستوى العراق و الوطن العربي والأمن القوم العربي , و القضية الفلسطينية التي دافع عنها في عام 1948 وسطر قادته من العميد محمد الزبيدي والدور البارز للعقيد الركن عمر علي البيرقدار , الذي قاد معركة طاحنة بالدفاع عن مدينة جنين التي ارتكب بها العدو الصهيوني العديد من المجازر بحق اهلها الابرياء، و حتى في ايام الهدنة لم يتوقف هذا البطل العراقي و فرقته العسكرية من القتال ، وصولا الى مشارف القدس في باب الواد.و هذه المعركة نتج عنها سقوط 44 شهيدا من الجيش العراقي البطل يمثلون اغلب مكونات الشعب العراقي ومن مختلف المحافظات , الذين تشرفت مدينة جنين باحتاضنهم و انشاء مقبرة بأسم مقبرة شهداء الجيش العراقي .

واوعزت الحكومة الفلسطينية من الرئيس محمود عباس و قبله الرئيس الخالد ياسر عرفات , الى الادارة المحلية في نابلس و جنين لأعادة تأهيل الاضرحة و اقامة نصب تذكاري لجندي المجهول , واصبحت المقبرة مزار وطني قومي لأهالي المدينة و من جميع انحاء فلسطين و خارجها , و توافد زيارة المسؤولين و وضع اكاليل الورد على اضرحة الجيش العراقي الذي كان أمين بالدفاع عن ارض فلسطين و بكل صنوفه و حتى المناطق التي حررها الجيش العراقي كان يسلمها الى الجيش الاردني كمناطق امنة .

 و عندما نستذكر هذه البطولات نؤكد بان الجيش العراقي لم يتوقف يوما بالدفاع عن فلسطين والعروبة.

 

 ولم يعترف العراق بقرار التسوية وله صولات في عام 1973 في حرب لبنان , فضلا الى دوره بتدريب القوات الفلسطينية و الدعم اللوجستي للجيوش العربية , وانا من موقعي السياسي أوكد بان فلسطين تشرفت بالدماء الزكية الطاهرة التي سقطت بالدفاع عن فلسطين , و اصبحوا ورودا تنموا على ارضها في مقبرة الشهداء و تعطي الأمل للاجيال و عدم اليأس بان ستأتي جيوش الامة العربية مثلما جاء الجيش العراقي لتحرير فلسطين , لان الظلم لا يطول زمنه , و الظلام يبدل النور بل النور يجب ان يبدل الظلام , و يرفع علم فلسطين وعاصمتها القدس .

عراقي بحماية الرئيس عرفات  يجهش بالبكاء لزيارة المقبرة

 

مضيفا : زيارتي الاولى لجنين 2009 وقبلها كنت في مدينة بيت لحم هذه المدينة المقدسة مهد سيدنا المسيح ( ع ) لحضور مؤتمر لحركة فتح و لدي صديق عراقي ( لطيف العقيلي ) من الموصل منتمي لثورة الفلسطينية و المقربين للامن الخاص لرئيس ياسر عرفات ابو عمار , الذي قال بانه ذاهب الى جنين ونابلس فقلت من لديك هناك من الاصدقاء المقاتلين لزياراتهم ؟ فاجابني بانه ذاهب لزيارة اضرحة شهداء الجيبش العراقي , فذهبنا معا و وقفنا لقراءة الفاتحة و صدمني بالبكاء الغير عادي وكان من في القبور من عائلته المقربين وهو لا يعرف اي شهيد منهم وهذا ما يؤكد انتمائه للعراق وطنه العزيز و لجيشه , دعاه الى البكاء و هذا الشعور لمسته كيف يكون الانسان وفيا للوطنه رغم انه منتمي لثورة الفلسطينة الا ان مشالعره الصادقة تفجرت امام شهداء ابناء بلده , وهذا المشهد الذي لا يمحوا عن ذاكرتي , و زرت المقبرة مرة ثانية و كتبت عنها في المواقع والصحف ونشر صورها , و جائتني العديد من الرسائل لابناء و احفاد الشهداء خاصة من اهالي اربيل و السليمانية و دهوك و الموصل و بغداد فضلا الى محافظات جنوب العراق يشكروني على ذكر اسماء اجدادهم الشهداء , واذا استذكرنا قائد الوحدة العسكرية العراقية العقيد الركن عمر علي البيرقدار , فهو من الاخوة التركمان و الشهداء من العرب السنة و الشيعة فضلا الى الاكراد و المسيح و و من خلال زيارتي في عيد الاخوة الايزدية التقيت بضباط و مقاتلين شاركوا في هذه المعركة , وجميع هذه المسميات لا تذكر في الجيش العراقي لان انتمائهم وطني وليس مذهبي و ديني وقومي , لذا كان يسمى جيش الامة العربية وليس جيش فئوي او عقائدي , و هذا ايضا ما شاهدناه بتحرير الموصل و الغربية من تنظيم داعش الارهابي , وهذه الحقيقة يجب ان يعرفها الجميع و تنشر للوعي لتبقى راسخة للأجيال بأن جميع مكونات الشعب العراقي شاركوا ضمن الجيش العراقي بتحرير فلسطين او منتمي لفصائل المقاومة .

 

يوم الشهيد الفلسطيني 7 كانون الثاني بفارق يوم عن عيد الجيش العراقي

 

مشيرا : ونحن نحتفل بعيد الجيش العراقي الباسل و باليوم الوطني المقدس للشعب الفلسطيني يوم الشهيد الفلسطيني في 7 -1 -1965 , عندما سقط الشهيد أحمد موسى سلامة الدلكة , الشهيد الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة الذي انطلق مع الزعيم ياسر عرفات وكل المناضلين ليشقوا طريق الثورة على طريق الحرية والاستقلال فأصبح يوم أحمد موسى هو تقويم وطني فلسطيني , فبهذه المعاني نقول أن أرض فلسطين امتزجت بالدماء العربية و تتشرفت بانها تحتضن شهداء الجيش العراقي الذين دافعوا عنها و سقطوا على ارض مسرى النبي محمد (ص) و مهد سيدنا المسيح ( ع ) , ونحن كفلسطينيين الآن رغم كل ما ندفعه من آلام وتضحيات في غزة و القدس و الضفة الغربية من آلام وجراح اللاجئين نقول معنيين أن نحقق السلام لأن من حق شعب فلسطين أن يعيش بأمن والسلام ومن حق أطفال فلسطين وشابات ونساء ورجال وشيوخ فلسطين أن يعيشوا بأمن والسلام في بلدهم في دولتهم الفلسطينية المستقلة الحرة الأبية تحت ظلال العلم الفلسطيني , وتكون قبلة لأحرار العالم من أجل السلم والسلام والاستقرار والازدهار  و لا يمكن حل النزاعات والخلافات إلا بالحوار بالسلام لتحقيق السلام .

حفل كبير بأفتتاح المقبرة

و النصب التذكاري مبني على ثماني درجات ، ومكتوب على واجهته الأمامية ( شهداء جحفل الملكة عالية ) من الجيش العراقي في معركة جنين بتاريخ 26 رجب 1367 المصادف 3 حزيران/ يونيو 1948م، وعلى الجهة الجنوبية رُسِم شعار الدولة العراقية , و بتاريخ 26/04/1949 قام العقيد صالح زكي توفيق العراقي بإزاحة الستار الحرير الموشح بآيات الله عن النصب التذكاري الرخامي وسط حشد جماهيري , و ألقى العقيد الركن عمر علي خطابًا حماسيا في الحفل الكبير الذي تولى عرافته الشاعر برهان الدين العبوشي ، مستهلا ً بكلمة مؤثره من شعره الوطني منها :

دعني أخي لا تحرجوا الانـسانا        انـــــــا بذلنا للعلا اثمــــــانا

ذادوا عن الأوطان حتى زلزلوا        ذهبـوا ولو تاريكن حـــــزانا

تركوا يتامي بائسين بعـــــيدهم        يبكون في فرح تلا أحــــزانا

بالنفس جادوا ووشحوا بدمائهم      نالوا الشهادة اذ حموا الأوطانا

عبق الشهادة ريحة أزكانـــــــا      طوبى لكم فردوسكم وجنـــانا

و استمر القاء الكلمات وصولا الى اللواء الركن محمود شيت خطاب , أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ العراق الحديث ، و تقلد العديد من المهام والمناصب، وله عشرات المؤلفات العسكرية والتاريخية واللغوية والفكرية، وترك بصمة خالدة في حروب نصرة فلسطين  الذي ألقى قصيدة عصماء بعنوان معركة جنين الخالدة:

هذي قبورُ الخالدينَ فقد قَضَوْا                  شهداءَ حتى يُنْقِذوا الأوطانا

قد جالدوا الأعداءَ حتى استُشْهِدوا             ماتوا بساحاتِ الوغى شجعانا

ماتوا دفاعاً عن حياضٍ دُنِّست                 بأحطِّ خلقِ اللهِ في دنيانا

أجنينُ إنك قد شهدتِ جهادنا                   وعلمتِ كيفَ تساقطتْ قتلانا

ورأيتِ معركةً يفوزُ بنصرها                   جيشُ العراقِ وتُهزمُ الهاجانا

أجنينُ يا بلدَ الكرامِ تجلدي                     ما ماتَ ثأرٌ ضرّجتْهُ دمانا

لا تأمني غدرَ اليهودِ بُعَيْدَنا                   جُبِلوا على لؤمِ الطِّباعِ زمانا

أجنينُ لا ننسى البطولةَ حيةًً                لبنيكِ حتى نرتدي الأكفانا

إني لأشهدُ أن أهلك كافحوا                  غزوَ اليهودِ وصارعوا العُدوانا

فإذا بكيتِ فلستِ أول صارمٍٍ                بهظته أعباءُ الجهادِ فلانا

المجدُ للبلدِ المناضلِ صابراً                  حتى ولو ذاقَ الردى ألوانا

المسجدُ الأقصى ينادي أمةً                  تركتهُ أضعفُ ما يكونُ مكانا

إني لأَعلمُ أن دينَ محمدٍ                    لا يرتضي للمسلمينَ هَوانا

مرجُ ابنِ عامرَ ضرّجته دماؤنا            أيكونُ ملكاً لليهودِ مُهانا

لا تعذلوا جيشَ العراقِِ وأهله           بلواكمُ ليستْ سوى بلوانا

إن السّنان يكون عند مكبَّلً                بالقيدِ في رجليهِ ليس سِنانا

المخلصون تسربلوا بقبورهم             والخائنون تسنموا البُنيانا

إن الخلودَ لمن يموتُ مجاهداً             ليس الخلودُ لمن يعيشُ جبانا

الاسرائليون تفاوضوا مع الجيش العراقي على جتة ابن مؤسسة الصهيونية

كما تشير المصادر بان الجيش الصهيوني سيطر على مدينة جنين من جهات الشمال والشرق والغرب تاركا الناحية الجنوبية مفتوحة ليهجر الفلسطينيين المدينة طوعاً ، فاستعان المقاتلون الفلسطينيون بالجيش العراقي الذي أرسل فرقة من الجيش كانت موجودة في مدينة نابلس , و طولكرم وجنين و دارت معركة حامية بين الجنود العراقيين والأردنيين والمقاتلين الفلسطينيين من جهة والاحتلال من جهة أخرى في الثاني من يونيو لعام 1948  ، على مشارف بلدة قباطية ، و قصفت القوات الإسرائيلية المنطقة الشمالية من جنين ، و استمر المقاتلين العرب في المعركة حتى وصلوا إلى قلب مدينة جنين، وتمكنوا من تحريرها ، و كانت  ابنة ( بن غوريون ) مؤسس دولة الاحتلال , ضمن القوات الإسرائيلية ، وقتلت عددًا كبيرًا من الفدائيين , و استطاع الفدائيين  الالتفاف عليها وقتلها مع  ما يقارب 300 قتيل من الصهاينة والهاجاناه  ، ما دفع «بن غوريون» للتفاوض مع العراقيين على جثتها ، فكان شرطهم أن يتراجع عن جنين قرابة ثلاثة كيلومترات ، فبقيت جنين خارج الأراضي المحتلة , وبعد انتهاء المعركة قام الفلسطينيون بتفقد الجثث ومن ضمنهم 44 شهيداً عراقيًّا ليبادر أحد وجهاء المدينة ويدعى أديب نزال للتبرع بقطعة أرض مساحتها دونم لتكون مقبرة لشهداء الجيش العراقي الذين سيدفنون بعيداً عن ذويهم ، وهم من اغلب المحافظات العراقية ومن جميع مكونات الشعب العراقي.


مشاهدات 688
أضيف 2025/01/13 - 8:49 PM
آخر تحديث 2025/02/05 - 9:40 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 475 الشهر 2664 الكلي 10398035
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير