رئيس الأولمبية الدولية يواجه معضلة بشأن الرياضيين الروس
ماكرون يهنئ قطر بتضييفها كأس العالم
{ السويمة (الأردن)-(أ ف ب) - هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء قطر باستضافتها كأس العالم لكرة القدم. وقال ماكرون في كلمته في مؤتمر إقليمي لدعم العراق منعقد في الأردن على شواطىء البحر الميت "نحن إنتهينا من بطولة كأس العالم وهي الأولى من نوعها في العالم العربي وأقيمت في قطر وأهنئهم" بتنظيمها. وتعرض الرئيس الفرنسي لانتقادات شديدة من قبل المعارضة لسفره مرتين إلى قطر لدعم المنتخب الفرنسي وللإشادة بتنظيم الحدث، على الرغم من الجدل حول قضية حقوق الإنسان في هذا البلد والتأثير البيئي للبطولة التي اقيمت في ملاعب مكيفة.كما أن قطر في قلب تحقيق حول شبهات مدوية بالفساد في البرلمان الأوروبي.وقال ماكرون انه يتحمل "المسؤولية الكاملة" عن كلامه.
على صعيد آخر قال مسؤول تنفيذي سابق في اللجنة الأولمبية الدولية لوكالة فرانس برس إن الألماني توماس باخ يواجه "أصعب قرار خلال ولايته" على رأس الهيئة الأولمبية الدولية بخصوص السماح للرياضيين الروس والبيلاروس من عدمه للمنافسة في أولمبياد 2024 في باريس.توضح الإشارات القادمة من هيئات مثل المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية والبارالمبية الأمريكية في الأسبوعين الماضيين إلى أنه ينبغي السماح للرياضيين من روسيا وحليفتها بيلاروسيا بالمحاولة والتأهل للألعاب الاولمبية في باريس.ووافقت اللجنة الأولمبية الدولية على "استكشاف" اقتراح يسمح للرياضيين من الدولتين بالمنافسة في الأحداث الدولية في آسيا.وكانت السلطات الأولمبية استبعدت الرياضيين الروس والبيلاروس بعد غزو موسكو لأوكرانيا، وأصرت تلك الاتحادات التي سمحت للرياضيين من تلك الدول بالمشاركة على أن لا تعزف النشيد الوطني.كانت الحجة المقدمة هي أن نزاهة الأحداث الرياضية ستتضرر من قبل الرياضيين المتنافسين.ومع ذلك، قالت اللجنة الأولمبية الدولية هذا الشهر إن كلاً من المجلس الاولمبي الأسيوي وبعض الاتحادات الدولية "في القارة الآسيوية" تعتقد أن "أسباب تدابير الحماية لم تعد موجودة".
غضب الرئيس
وأثار تخفيف مواقفهم غضب الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الذي اتصل بباخ. وزعم زيلينسكي أن 184 رياضيًا أوكرانيًا لقوا حتفهم منذ الغزو الروسي ودعا إلى "الاستبعاد الكامل" لروسيا وحليفتها بيلاروسيا.قال مايكل باين، رئيس التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية الذي يُنسب إليه الفضل في إصلاح العلامة التجارية والمالية للهيئة الاولمبية الدولية، إن باخ يواجه معضلة.وصرح باين لوكالة فرانس برس "انه على الارجح أصعب قرار يواجهه باخ في فترة رئاسته".وتابع "لقد وقع هو واللجنة الأولمبية الدولية بين المطرقة والسندان".وقال مدير تسويق سابق آخر باللجنة الأولمبية الدولية، الأميركي تيرنس بيرنز إن إحدى المشكلات كانت أن حرب أوكرانيا استمرت لفترة أطول بكثير مما كان متوقعًا، مضيفا أن التغيير في موقف اللجنة الأولمبية الدولية لم يكن "تراجعًا أو تليينا".وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس ان "السبب الحقيقي لوجود اللجنة الاولمبية الدولية هو استخدام الرياضة كمنصة موحدة - وربما وحيدة - للحفاظ على العالم وتماسكه".وأردف قائلا "أراه تطورًا عمليًا. المبادئ والقيم مهمة، بغض النظر عن مدى عدم شعبيتها عند تطبيقها".وقال باين، وهو إيرلندي، إنه يجب على اللجنة الأولمبية الدولية أن تنظر إلى المواقف تجاه الصراع في أوكرانيا من خلال منظور متعدد الثقافات.وأضاف "لا يمكن للمرء أن ينظر إلى هذا فقط من خلال ثقافة وجهة نظر الأنغلو-سكسونية. ليس هناك شك في أن الثقافة الآسيوية تنظر إلى ما يحدث بشكل مختلف قليلاً عن الغرب. إذا كنت هيئة عالمية، فلا يمكنك السماح لنفسك بالنظر إلى شيء ما من خلال منظور ثقافي واحد فقط".وبرر باين كلامه بأن نموذج "مقاس واحد يناسب الجميع" لمعاقبة الدول لم يكن عمليًا.
وقال "مهما كانت الحرب بين أوكرانيا وروسيا مروعة، فهي ليست الوحيدة التي تجري على هذا الكوكب في الوقت الحالي".كما تحدث باخ عن تسييس مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس من قبل بعض الحكومات ودعا إلى عودة "المزايا الرياضية".قال بيرنز إنه يجب النظر إلى قضيتهم بشكل أكثر إيجابية عندما تأخذ في الاعتبار من قبل حكوماتهم.وتابع "هل يتحمل مواطنو أمة ما مسؤولية تصرفات حكومتهم؟".قال بينما قد يكون هذا هو الحال "في ديمقراطية مفتوحة تعمل بكامل طاقتها"، مضيفا "ولكن: في دولة استبدادية/بوليسية مع قدرة ضئيلة أو معدومة على التظاهر، وبفعل ذلك للمخاطرة بالسجن أو الموت، هل سأجادل، لا. هذا هو المكان الذي نحن فيه مع اللغز الروسي". وتابع بيرنز إن منح الألعاب الأولمبية لأماكن مثل الصين وروسيا "يضمن نظريا الاختلاط بين الرياضة والسياسة"، مشيرا إلى "أنه أمر لا مفر منه والاعتقاد بخلاف ذلك هو هراء". وختم "أعتقد أن ميثاق اللجنة الأولمبية الدولية - صدق أو لا تصدق، سواء أحببته أم لا، احترمته أم لا - يستند إلى مبادئ تختلف عن الخطاب الجيوسياسي الشعبي".