الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حينما‮ ‬يتأرق النمل

بواسطة azzaman

قصة قصيرة
حينما‮ ‬يتأرق النمل


علي‮ ‬الجنابي‮ ‬

– عفواً‮ ‬سيدي،‮ ‬هلّا من دواءٍ‮ ‬عندكَ‮ ‬يَنفعُ‮ ‬مع داءِ‮ ‬أرقٍ‮ ‬على خافقي‮ ‬قد لَبَس وكَبَس؟
– أرق‮! ‬ما أسمُكِ‮ ‬يا نملتي‮ ‬المُتَأرِّقَة،‮ ‬وما حاجتكِ‮ ‬لدواءٍ‮ ‬من أرقٍ‮ ‬فيكِ‮ ‬قد إرتكَس؟ وقد تعلمينَ‮  ‬أنّ‮ ‬الأرقَ‮ (‬إكذوبةٌ‮) ‬وأنه لا‮ ‬يؤرِّقُ‮ ‬نبضَ‮ ‬خافقٍ‮  ‬إلا خافقاً‮ ‬واهناً‮ ‬في‮ ‬الجهالة قد إنتكسَ،‮ ‬وأمرُهُ‮ ‬عليهِ‮ ‬قد إلتَبَس؟
– أسمي‮ (‬بَنَّو‮) ‬وأنا نملةٌ‮ ‬صَبيّةَ،‮ ‬وحالمةٌ‮ ‬وقومي‮ ‬يَدَّعُونَ‮ ‬أنّي‮ ‬متمردةٌ‮ ‬وشقيّة،‮ ‬ولم أكُ‮ ‬بينهم لطرفةِ‮ ‬عينٍ‮ ‬في‮ ‬عَيشي‮ ‬رَضيّة،‮ ‬وأستنكفُ‮ ‬إحتِماءً‮ ‬بنملِ‮ ‬قبيلتنا العَليّة،‮ ‬وأستَلطِفُ‮ ‬إختباءً‮ ‬بين خيلِ‮ ‬قصورِكمُ‮ ‬البهيّة،‮ ‬وأَستَعطِفُ‮ ‬إنتماءً‮ ‬لمملكةٍ‮ ‬بشريّة،‮ ‬وإحتذاءً،‮ ‬بل نَسْخَاً‮ ‬الى فتاةٍ‮ ‬آدمية،‮ ‬ليس لرغبة في‮ ‬جنسِكم،‮ ‬بل لهَوَسٍ‮ ‬في‮ ‬قصورٍ‮ ‬غنيّة،‮ ‬وفي‮ ‬كثيرٍ‮ ‬من أحلامٍ‮ ‬وأمانيَّ،‮ ‬وما تمتلكُهُ‮ ‬سيداتُكم من زُخرُفٍ‮ ‬ومن قلائد هنيّة،‮ ‬وحين عثر الحمقى على كسرةِأحمرِ‮ ‬شِفاهٍ‮ ‬في‮ ‬حُجرتي‮ ‬أثناءَ‮ ‬إدامةٍ‮ ‬لهم‮ ‬يوميّة،‮ ‬حسبوها خطيئَة كبرى تَخَطَّت‮  ‬كلَّ‮ ‬صّفحٍ‮ ‬وعفوٍ‮ ‬في‮ ‬أعرافِنا القَبَليّة؟
‮-‬هَوناً‮ (‬بَنُّو‮) ‬فالأمرُ‮ ‬ليس أمر كنوزٍ‮ ‬وقَصرٍ‮ ‬وصَقْرٍ‮ ‬قائمٍ‮ ‬في‮  ‬مدخلِ‮ ‬الصالة بإنتصاب،‮ ‬ولا أمر قَصرٍ‮ ‬على رقصٍ‮ ‬لعُراةٍ‮ ‬في‮ ‬جزيرةٍ‮ ‬بلا أثواب،‮ ‬ولا أمر أحمر شفاهٍ،‮ ‬ولا أمر هجرانٍ‮ ‬لأبوابِ‮ ‬الحِكمةِ‮ ‬وفصل الخطابِ،‮ ‬ولا سخرية من نقابٍ‮ ‬و هزوٍ‮ ‬من تعففٍ‮ ‬وحِجابِ،‮ ‬بل الأمرُ‮ ‬عظيمٌ‮ ‬مُتعاظِم الأسباب،‮ ‬إنّه‮ ‬يا‮ (‬بَنُّو‮) ‬أمرُ‮ ‬خِلافةٍ‮ ‬مُطلَقةٍ‮ ‬في‮ ‬الأرضِ‮ ‬دون عِتابٍ‮ ‬مِن المستخلفِ‮ ‬أو إستجواب،‮ ‬أمانةُ‮ ‬تكليفٍ‮ ‬دونَ‮ ‬جَبرٍ‮ ‬ولا سيفٍ‮ ‬مُسَلَّطٍ‮ ‬على الرقاب،‮ ‬وأنتم‮ (‬يا بَنّو‮) ‬قد فرَرتم من الأمانةِ‮ ‬و الأختبار ومن الأنتخاب،‮ ‬وكُلٌّ‮ ‬على ظهرها قد فرَّ‮ ‬وما أناب،‮ ‬والسمواتُ‮ ‬فررنَ،‮ ‬والأرضُ‮ ‬والجبالُ‮ ‬فررنَ‮ ‬وأبَينَ‮ ‬الحملَ‮ ‬والإنتداب،‮ ‬وقد بيَّنَ‮ ‬الرَّبُّ‮ ‬ذلكَ‮ ‬في‮ ‬سورةِ‮  ‬إسمها‮ ‬” الأحزاب”? وإنما أنتم حزبٌ‮ ‬من أولئكَ‮ ‬الأحزاب،‮ ‬وما خلا أبن آدمَ‮ ‬فكلُّ‮ ‬ما على ظهرها همُ‮ ‬أحزابٌ‮ ‬وشيعٌ‮ ‬مستنفرة من أولئك الأحزاب،‮ ‬أبيتمُ‮ ‬الحملَ‮ ‬وحملنَاها نحنُ‮ ‬رغبةً‮ ‬بإنتدابٍ،‮ ‬لا رهبةً‮ ‬من إنتساب،‮ ‬طَوعاً‮ ‬بإنسياب لا كَرْهاً‮ ‬بإستقطاب،‮ ‬ثمّ‮ ‬إنّ‮ ‬قليلاً‮ ‬مِنّا‮ ‬يا‮ (‬بَنُّو‮) ‬من أدَّى الأمانةَ‮ ‬فتَبارَكَ‮ ‬بها،‮ ‬وما قَلَّتْ‮ ‬أموالُهُ‮ ‬بإقتضاب‮ ‬،‮ ‬بل قد ذُلِّلَت له ميادين الصعاب،‮ ‬وما ضَلَّت أحوالُهُ،‮ ‬بل كُلَّلَتْ‮ ‬له رياحين الصّواب،‮ ‬و إنّ‮ ‬أكثرَنا تعجّلَ‮ ‬المتعَ‮ ‬والمتاعَ‮ ‬وضربَ‮ ‬صفحاً‮ ‬بالأسباب،‮ ‬فأجَّلَ‮ ‬عن السؤالِ‮ ‬الجوابَ،‮ ‬فكانَ‮ ‬لسؤالِ‮ ‬الأمانةِ‮ ‬خائناً‮ ‬بغلوٍ‮ ‬وألقى معاذيرَه بإطناب،‮ ‬والخونةِ‮ ‬منّا‮ ‬يا‮ (‬بَنُّو‮) ‬على موعدٍ‮ ‬مع شَرّ‮ ‬مآب،‮ ‬وَحيثُ‮ { ‬الْمَوَازِينَ‮ ‬الْقِسْطَ‮ ‬لِيَوْمِ‮ ‬الْقِيَامَةِ‮ ‬فَلَا تُظْلَمُ‮ ‬نَفْسٌ‮ ‬شَيْئًا‮} ‬وإنّ‮ ‬المستخلِفَ‮ ‬لسريعُ‮ ‬الحساب،‮ ‬وسيجمعُ‮ ‬الأولينَ‮ ‬والأخرينَ‮ ‬وما ستلدُ‮ ‬الأرحامُ‮ ‬في‮ ‬قادم الأحقاب،‮ ‬على مائدةٍ‮ ‬من ثواب،‮ ‬أو على وائِدةٍ‮ ‬من عقاب،‮ ‬وسيعلمُ‮ ‬أبنُ‮ ‬آدم أنّ‮ ‬أحزانَ‮ ‬الزمانِ‮ ‬كلُّها ما كانت لتعدل ذبذبةً‮ ‬في‮ ‬سراب،‮ ‬وميزانَ‮ ‬المكانِ‮ ‬كله ما كانت لتعدل قَبْقَبةً‮ ‬في‮ ‬قَبقَاب،‮ ‬لكنَّكم‮ ‬يا‮ (‬بَنُّو‮) ‬في‮ ‬حِلِّ‮ ‬من تلك الحسرةِ‮ ‬ومن ذاكَ‮ ‬الحسابِ،‮ ‬وستُمسونَ‮ ‬تراباً‮ ‬بعد الموتِ‮ ‬فلا عقاب ولا تَباب‮. ‬إنَّما نفسُ‮ ‬أبن آدم‮ ‬– يا جميلتي‮ ‬يا ذا أرقٍ‮- ‬متماوجةٌ‮ ‬في‮ ‬أربعةِ‮ ‬عوالمِ،‮ ‬أُنِيطَ‮ ‬لنا منها بعالمٍ‮ ‬واحدٍ‮ ‬ظاهرٍ‮ ‬معلومٍ،‮ ‬وذاك عالَمٌ‮ ‬ملموسٌ‮ ‬والنّفسُ‮ ‬فيهِ‮ ‬مُتَقَلِّبةٌ‮ ‬في‮ ‬كبدٍ‮ ‬وهموم،‮ ‬وثلاثة عوالمٍ‮ ‬أحيطَت ببرزخٍ‮ ‬باطنٍ‮ ‬قاهرٍ‮ ‬مَخْتُوم،‮ ‬عَالَمُ‮ ‬أجنةٍ‮ ‬قد مضى،‮ ‬وعالَمُ‮ ‬برزخٍ‮ ‬سيُقضى ليُفضى لعالَمٍ‮ ‬أبديُّ‮ ‬مقضيُّ‮ ‬مَرقوم‮. ‬تلكَ‮ ‬عوالمٌ‮ ‬غُلِّفَت بغيبٍ‮ ‬مطلقٍ‮ ‬مُحكَمٍ‮ ‬مَكتوم،‮ ‬فلا تعلمُ‮ ‬نفسٌ‮ ‬شيئاً‮ ‬كيف كانت خلجاتُها إذ هي‮ ‬جنينٌ،‮ ‬وكيف ستكونُ‮ ‬مُخرجاتُها والأنين في‮ ‬عَالَمٍ‮ ‬قادمٍ‮ ‬مَعصوم‮. ‬عوالمٌ‮ ‬ثلاثةٌ‮ ‬النّفسُ‮ ‬لا تُلقي‮ ‬لها بالاً،‮ ‬وغيرَ‮ ‬ذي‮ ‬شأنٍ‮ ‬عندها مَفهوم،‮ ‬لأنّها جُبِلَت على أن تُقَيّدَ‮ ‬مُتَعَها ومَتاعَها بِقيّدِ‮ ‬يومٍ‮ ‬مُجَسَّمٍ‮ ‬موسوم،‮ ‬تعيشُهُ‮ ‬ما بين شروقِ‮ ‬بازغٍ‮ ‬مرسومٍ،‮ ‬وغروبٍ‮ ‬مُقَدرٍ‮ ‬مَحتوم ومَبرُوم،‮ ‬وتشتغلُ‮ ‬في‮ ‬جَمعِ‮ ‬مُتعٍ‮ ‬من عَصير برتقالٍ‮ ‬يَعبُرُ‮ ‬البلعوم،‮ ‬أو مصيرٍ‮ ‬يقبرُ‮ ‬الفقرَ‮ ‬بظلالٍ‮ ‬من ثراءٍ‮ ‬مَدعوم،‮ ‬أو شطيرةِ‮ ‬لحمٍ‮ ‬تسبرُ‮ ‬الحلقوم،‮ ‬أو أميرةِ‮ ‬تجبرُ‮ ‬الخاطرَ‮ ‬بجاهٍ‮ ‬مُتَوَسَّمٍ‮ ‬مزعوم‮. ‬إنَّها النّفسُ‮ ‬التي‮ ‬أستلطَفَت دورانَها في‮ ‬فلكِ‮ ‬عالَمٍ‮ ‬ملموسٍ‮ ‬ومفهوم،‮ ‬تحسُّهُ‮ ‬وتلمسُهُ،‮ ‬أو خُيِّل إليها أنّها تفهمُهُ‮ ‬فتَعْلمُهُ،‮ ‬فَرَكنَت إليهِ‮ ‬بفَمٍ‮ ‬أبكمٍ‮ ‬مَكموم،‮ ‬و فَصَلت بَينها وبينَ‮ ‬عوالمِها الثلاثةِ‮ ‬بِبَرزخٍ‮ ‬مُبهمٍ‮ ‬مَلغوم.مهلاً‮ (‬بَنُّو‮)! ‬فلرُبَما تكونُ‮ ‬النفسُ‮ ‬قد دَنَتْ‮ ‬ذاتَ‮ ‬مرّةٍ،‮ ‬فدَلَّتْ‮ ‬بدلوِها لكشفِ‮ ‬بئرِ‮ ‬تلكَ‮ ‬العوالمِ،‮ ‬فَتَرَينَها قد كَلَّتْ‮ ‬فَمَلَّتْ‮ ‬فَوَلَّت هاربةً‮ ‬بَسَأمٍ‮ ‬مذموم؟ ولَرُبَما قد حَلَّتْ‮ ‬عندَ‮ ‬البئرِ‮ ‬كرةً‮ ‬أخرى،‮ ‬فَغَلَّتْ‮ ‬في‮ ‬غياهِبِهِ،‮ ‬فَمَلَّتْ‮ ‬فَضَلَّتْ،‮ ‬فَكَرَّتْ‮ ‬عَوداً‮ ‬لعالَمِها المَقسوم،‮ ‬فإستسلمَت فنَفَتِ‮ ‬الغيبَ‮ ‬وحَفَت فَغَفَت عند مائهِ،‮ ‬رغمَ‮ ‬أنّهُ‮ ‬ماءٌ‮ ‬مُتَبَخِّرٌ‮ ‬زائلٌ‮ ‬مأثوم،‮ ‬أمَدُهُ‮ ‬في‮ ‬سجلِّ‮ ‬الزّمانِ‮ ‬يومٌ‮ ‬أو بعضُ‮ ‬يومٍ،‮ ‬إغفاءةٌ‮ ‬من نوم،‮ ‬ما بين آهاتِ‮ ‬شهيقٍ‮ ‬مهضومٍ،‮ ‬وواهاتِ‮ ‬زفيرٍ‮ ‬مظلوم.ذاكَ‮ ‬هو بئرُ‮ ‬عالَمِها،‮ ‬بئرٌ‮ ‬ترتيبُهُ‮ ‬الثاني‮ ‬في‮ ‬متواليةِ‮ ‬آبارٍ‮ ‬أربعة،‮ ‬وذاكَ‮ ‬ترتيبٌ‮ ‬ظاهِرٌ‮ ‬غيرُ‮ ‬معدوم‮. ‬آبارٌ‮ ‬كأنّها أستحوذَت لنفسِها قمّةَ‮ ‬الأرقام‮: ‬“تسعةً” وذاك رقمٌ‮ ‬مُكَرَّم محشوم‮: ‬فتسعةُ‮ ‬أشهرٍ‮ ‬عُمُر النفسِ‮ ‬قَبيلَ‮ ‬مهدِها،‮ ‬فتسعونَ‮ ‬عامٍ‮ ‬عُمُرها قبيلَ‮ ‬لحدِها،‮ ‬فتسعةٌ‮ ‬بعدَ‮ ‬اللحدِ‮ ‬وبأصفارٍ‮ ‬مجهولٍ‮ ‬عددها،‮ ‬لكنّهُ‮ ‬مُحَدّدٌ‮ ‬ملزوم،‮ ‬ثم تأتي‮ ‬تسعةُ‮ ‬الختامِ‮ ‬التي‮ ‬تَفَتَّحَت نوافذِ‮ ‬أصفارِها شطرَ‮ ‬بحرٍ‮ ‬سرمديٍّ،‮ ‬في‮ ‬عُمُرٍ‮ ‬أبديّ‮ ‬رغيدٍ‮ ‬أو لعلّهُ‮ ‬مَغموم‮. ‬ترتيبٌ‮ ‬تَتضاعفُ‮ ‬آمادُ‮ ‬أصفارِ‮ ‬تسعتهِ‮ ‬بتعجيلٍ‮ ‬رهيبٍ‮ ‬مُقَدَّرٍ‮ ‬محسوم‮..‬
– لرُبَّما‮ ‬يا سيدي‮ ‬سأحملُ‮ ‬الأمانةَ‮ ‬كما حَمَلَها حضرتُك الأوّاب،‮ ‬ولن أنبذَها وراءَ‮ ‬ظهري‮ ‬كما فَعَلَ‮ -‬ولا مؤاخدةً‮- ‬كثيرٌ‮ ‬من جنسِكُم مُرتاب؟
– (أوّاب‮)! ‬ومَن أدراكِ‮ ‬أنّي‮ ‬أوّابٌ‮ ‬ولها حاملٌ‮ ‬بترحاب؟ بل‮ ‬ياليتني‮ ‬كنتُ‮ ‬ذرةً‮ ‬من تراب‮. ‬قد سَبَقناكِ‮ ‬نحنُ‮ ‬في‮ ‬ذاتِ‮ ‬القولِ‮ ‬في‮ ‬غابرِ‮ ‬الأحقاب،‮ ‬حينما كُنّا في‮ ‬عالمِ‮ ‬الذرِ‮ ‬في‮ ‬الأصلاب،‮ ‬لمّا أشهدَنا ربُّنا على أنفسِنا؛ ألستُ‮ ‬بِربِّكم؟ فقُلنا‮: ‬بلى،‮ ‬ثم نُكِسنا على رؤوسِنا بتَغطرسٍ‮ ‬وإعجاب،‮ ‬وإذ بكلٍّ‮ ‬منّا لربِّ‮ ‬السمواتِ‮ ‬والأرض خَصيم مُبينٌ‮ ‬ومُسرِفٌ‮ ‬كذّاب‮. ‬أفلا تَرَينَ‮ ‬يا‮ (‬بَنُّو‮) ‬إبنَ‮ ‬آدم وكيفَ‮ ‬يجادلُ‮ ‬بآيات اللهِ‮ ‬العزيزِ‮ ‬الوهّاب،‮ ‬عالمِ‮ ‬الغيبِ‮ ‬والشهادةِ‮ ‬سبحانَهُ‮ ‬وإذ هو الآن‮ ‬يسمعُ‮ ‬ويَرى همسي‮ ‬وإيّاكِ،‮ ‬وما نحنُ‮ ‬فيهِ‮ ‬من حالٍ‮ ‬ضَباب‮.‬
– نعم سيدي،‮ ‬وَضَحَ‮ ‬الأمرُ‮ ‬الآنَ،‮ ‬وأحمَدُ‮ ‬اللهَ‮ ‬ربّي‮ ‬أن فَطَرني‮ ‬نملةً،‮ ‬وعلى الأقلِّ‮ ‬لم‮ ‬يجعلني‮ ‬قملةً،‮ ‬تَتَطَفَّلُ‮ ‬على رؤوسِ‮ ‬صبيةِ‮ ‬لاهينَ‮ ‬في‮ ‬ريفٍ‮ ‬على كُثَيِّبِ‮ ‬رَملة‮. ‬وإنّي‮ ‬أستغفرُ‮ ‬اللهَ‮ ‬ربَّ‮ ‬كلِّ‮ ‬نملة،‮ ‬ربِّي‮ ‬ورَبَّ‮ ‬الدّجاج ورَبَّ‮ ‬النخلة،‮ ‬وهو العليمُ‮ ‬بما نَدِّخِرُ‮ ‬من مؤونةٍ‮ ‬في‮ ‬بطونِ‮ ‬حُجُراتِنا ويعلمُ‮ ‬مقدارَ‮ ‬الشَّرابِ‮ ‬في‮ ‬بطنِ‮ ‬كلِّ‮ ‬نحلة،‮ ‬ويعلمُ‮ ‬متى أنتَ‮ ‬تُشعِلُ‮ ‬السيجارَ‮ ‬ومتى تَسعلُ‮ ‬السَّعلة،‮ ‬وأعوذُ‮ ‬به من سَخَطِهِ،‮ ‬وأسألُهُ‮ ‬ألّا‮ ‬يُسلّطُ‮ ‬عليَّ‮ ‬عدوّاً‮ ‬من سوءِ‮ ‬فِعلة،‮ ‬سواءً‮ ‬أكانَ‮ ‬عُصفوراً،‮ ‬أم دِيكاً،‮ ‬أم كانت دجاجةً‮ ‬مُتَجحفِلةً‮ ‬مع أفراخِها‮ ‬يبغونَ‮ ‬غداءً‮ ‬من أفخاذِ‮ ‬نملة‮.‬
إنّهُ‮ ‬سبحانَهُ‮ ‬قدّرَ‮ ‬فكالَ‮ ‬بموازين القِسط كَيلَه‮.‬

 


مشاهدات 868
أضيف 2021/12/05 - 10:34 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 7:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 415 الشهر 7983 الكلي 9370055
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير