جنازة وطنية لرئيس الوزراء السابق مانموهان سينغ
وفاة كاتبة باكستانية معروفة برواياتها عن تقسيم الهند البريطانية
نيودلهي, (أ ف ب) - أعلنت الهند امس الجمعة الحداد سبعة أيام ومراسم دفن وطنية بعد وفاة رئيس الوزراء السابق مانموهان سينغ الذي جعلت إصلاحاته الاقتصادية من البلاد قوة عالمية.وتوفي مانموهان سينغ الذي تولى رئاسة الحكومة في الهند بين العامين 2004 و2014، مساء الخميس في أحد مستشفيات نيودلهي بعدما فقد الوعي في منزل، على ما جاء في بيان للمعهد الهندي للعلوم الطبية.وستنظم مراسم جنازة وطنية لسينغ الذي توفي عن عمر 92 عاما.
راحل كبير
وقالت الحكومة في بيان «احتراما للراحل الكبير، نعلن الحداد الوطني مدة سبعة أيام في كل أرجاء الهند».وأوضح المصدر نفسه أن فترة الحداد الوطني بدأت الخميس وتستمر حتى الأربعاء المقبل مشيرا إلى أن الاعلام الوطنية ستنكس خلال الأيام السبعة.ولم يعلن رسميا بعد عن موعد الجنازة الوطنية. لكن مسؤولا رفيع المستوى في حزب المؤتمر الذي كان سينغ ينتمي إليه، ألمح إلى أن الجنازة قد تقام السبت.ودفع سينغ خلال ولايته الأولى باتجاه الازدهار الاقتصادي في الهند، على الرغم من أن تباطؤ النمو خلال السنوات التالية أفسد ولايته الثانية.ولد مانموهان سينغ في بلدة كاه الواقعة في باكستان راهنا ودرس الاقتصاد في جامعتي كامبريدج واكسفورد العريقتين. ولم يكن قد انتخب في أي منصب قبل توليه رئاسة الحكومة.كان حاكما للبنك المركزي وتمت الاستعانة بخبرته في العام 1991 لإخراج الهند من أسوأ أزمة مالية في تاريخها المعاصر.وخلال ولايته الأولى عرف الاقتصاد الهندي نموا نسبته 9% في السنة ما أعطى البلاد وزنا دوليا كانت تسعى إليه منذ فترة طويلة.وأبرم كذلك اتفاقا نوويا تاريخيا مع الولايات المتحدة، رأى أنه سيساعد الهند على تلبية حاجاتها الاستراتيجية.وتلطخت سمعة سينغ الذي كنا ملقبا «السيد النظيف» خلال سنوات حكمه العشرة بعد الكشف عن سلسلة من قضايا الفساد.وكان سينغ ينتقد بشدة سياسة رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي الاقتصادية محذرا أيضا من المخاطر التي تطرحها التوترات العرقية والطائفية المتنامية، على النظام الديموقراطي الهندي.
وفي توفيت الأربعاء عن 86 عاما في هيوستن بولاية تكساس في جنوب الولايات المتحدةالكاتبة الباكستانية بابسي سيدوا، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس ابنة المؤلِّفة التي عُرفت برواياتها عن تقسيم الهند البريطانية.وُلِدَت بابسي سيدوا في 11 آب/أغسطس 1938 لعائلة بارسية في كراتشي، ونشأت في لاهور، وهي مدينة تقع عند الحدود الهندية تدور فيها أحداث عدد من رواياتها.وانتقل البارسيون، وهم من أتباع الزرادشتية، إحدى أقدم الديانات في العالم، من بلاد فارس إلى شبه القارة الهندية قبل ألف عام، ولم تتبق منهم سوى أقلية صغيرة في باكستان بسبب عدم الاستقرار فيها.وكانت بابسي سيدوا أول باكستانية تكتسب شهرة بفضل مؤلفاتها المكتوبة بالإنكليزية، ممهدّة بذلك الطريق لجيل معاصر من الكتّاب الباكستانيين باللغة الإنكليزية، من أبرزهم كاملة شمسي ومحمد حنيف.وتُعَدّ “كراكينغ إنديا» Cracking India، التي كان عنوانها الأصلي “آيس كاندي مان» Ice Candy Man لدى صدورها عام 1988، روايتها الأكثر شهرة، وهي مستوحاة من ذكريات طفولتها، وتتمحور على قصة فتاة بارسية تعاني شلل الأطفال كما كانت بابسي سيدوا نفسها، خلال مرحلة تقسيم الهند البريطانية عام 1947 بين الهند وباكستان، والنزاعات الطائفية التي أعقبت ذلك.وأدرجت محطة “بي بي سي” البريطانية هذا الكتاب في قائمتها عام 2019 للروايات المئة الأكثر إلهاما.واقتُبِس من رواية “كراكينغ إنديا” لاحقا فيلم سينمائي عام 1998، من بطولة النجمين البوليووديين عامر خان ونانديتا داس.
وكتبت بابسي سيدوا أيضا “ذي كرو إيترز» The Crow Eaters عام 1978، وهو عبارة عن تهكّم لاذع بالعائلات البارسية في الهند في ظل الإمبراطورية البريطانية.في العام 1993، أصدرت سيدوا رواية «آن أميركان برات» An American Brat عن انتقال فتاة بارسية إلى الولايات المتحدة هربا من باكستان وديكتاتورية الرئيس محمد ضياء الحق العسكرية الذي شجّع نمو التطرف الإسلامي في باكستان وفرض قيودا على حقوق المرأة.
تعليم عال
وهاجرت بابسي سيدوا أيضا إلى الولايات المتحدة، حيث زاولت التدريس في مؤسسات عدة للتعليم العالي من بينها جامعتا كولومبيا وهيوستن.وحصلت مؤلفات سيدوا على عدد من الجوائز، ومنها وسام “ستارة امتياز»، وهو ثالث أعلى وسام مدني في دولة باكستان، وجائزة «مونديلو» للكتاب الأجانب عام 2007.وأدى تقسيم شبه القارة الهندية في نهاية الإمبراطورية البريطانية إلى ولادة باكستان والهند في 14 و15 آب/أغسطس 1947.