اللـه بالخير رياضة
إحترافية اتحاد الكرة
اكرام زين العابدين
كنت وما زلت من المؤيدين لبعض خطوات الاتحاد العراقي لكرة القدم والخاصة بالمنظومة الاحترافية ، لاسيما من خلال العمل مع رابطة الدوي الاسباني اللاليغا.
لكن بعض خطوات الاتحاد تدل على انه يعاني من عدم معرفة خطوات الاحتراف التي توازن بين المال المصروف للوصول الى الهدف والمكتسبات التي يجنيها الاتحاد .
لا يخفى على احد الدعم المالي الكبير الذي حصل عليه الاتحاد العراقي لكرة القدم بقيادة عدنان درجال من دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني ، والذي اسهم في احداث نقلة نوعية في بعض مفاصل عمل الاتحاد كان يفتقد اليها في زمن الاتحادات السابقة والتي كانت تعاني من قلة الملاعب وعسر المال .
اجور التحكيم مهمة لنجاح المسابقات لكن الحكام لم يستلموا اجورهم منذ فترة ، وكذلك بعض العاملين في الاتحاد ومنهم المنسقين للمباريات لم يستلموا اجورهم ايضاً ، واتوقع ان شركة عشتار التي تنتج مباريات دوري نجوم العراق لم تحصل على اجورها ايضاً .
وقد تضاف شركات الطيران وشركات تجهير الملابس والمطاعم والامور التي تخص المنتخبات الوطنية الى قائمة دائني الاتحاد والتي لم يعلن عنها لحد الان.
ومع كل هذه المديونيات يصر رئيس الاتحاد والاعضاء على مواصلة السفر والدخول في معسكرات تدريبية خارجية بحجة الابتعاد عن ضغوطات الاعلام ، وكأن الاعلام الرياضي اصبح احد اسباب الضغط النفسي الذي تعاني منه المنتخبات الوطنية .
بعد 2004 ولغاية 2017 كان العراق يعاني من الحظر الدولي وقلة الملاعب الدولية التي تستضيف المباريات الودية والرسمية ، ولكن بتعاون الحكومات ووزارة الشباب والرياضة والاتحاد ،وبعد صرف مبالغ مالية كبيرة تم افتتاح ملاعب البصرة والنجف وكربلاء وبعدها الكوت وكذلك ملاعب اربيل ودهوك والسليمانية وزاخو وصولا الى ملاعب المدينة والزوراء والعمارة.
هذه الملاعب اصبحت جاهزة ومهمة لاقامة معسكرات المنتخبات الوطنية فيها او حتى استقبال اندية عالمية خلال فترة التوقف الشتوي ومن خلال الاتفاق مع شركات تنظم هذه المعسكرات ومنها شركة (ذا برو)التي تعاقد الاتحاد معها خلال العام الحالي.
واعترض الوسط الرياضي على اقامة معسكر تدريبي للمنتخب في الدوحة استعداداً للمشاركة في خليجي الكويت ، والغريب ان اجواء البصرة اقرب الى اجواء الكويت ، وبدلا هدر الاموال والسفر الى قطر وصرف مبالغ مالية على تذاكر الطيران والاقامة في الفنادق والتنقل وتاجير ملاعب التدريب كان من المفترض تسديد ديون الاتحاد قبل انتهاء العام الحالي واستغلال ملاعب البصرة واقامة معسكرات تدريبية والترويج لها بشكل افضل.
وكان من المفترض على الاتحاد الحالي ان يروج للبصرة مثلما حصل في خليجي 25
، وان يشجع الآخرين للقدوم واقامة معسكراتهم التدريبية فيها ، بدلاً من نقلهم لصورة سلبية عن العراق واختيار الدوحة للاستعداد فيها ، علما اننا لم نرى اي منتخب خليجي ما عدا اليمني يعسكر خارج بلده استعداداً لخليجي 26 . اما لجان الاتحاد العاملة فهي غير فعالة او مغيبة بشكل مقصود مثل لجنة الاخلاقيات التي لم نراها ضمن تشكيلة لجان الاتحاد لان مهمتها صعبة وقد تسهم في محاسبة الاتحاد ، وكذلك لجنة التراخيص التي جاملت ورخصت كل الاندية بالرغم من عدم تسديد ديونها المالية، كذلك عدم صلاحية ارضية بعض الملاعب لاقامة المباريات عليها.
اما لجنة الاستثمار والرعاية لا اعرف ان كانت موجودة او لا ، واذا كانت موجودة فما هي الاعمال التي قامت بها من اجل تعظيم موارد الاتحاد وتقليل الاعتماد على المال الحكومي ، كما قال قبل سنوت رئيس اللجنة المؤقتة (اياد بنيان) في تصريح ناري بان موارد الاتحاد كبيرة وقد يستغني في سنوات لاحقة عن الدعم الحكومي ، وبالتاكيد لم يحصل ذلك.