رمزيات فنية وفكرية في 30 لوحة لشمهود
جرنيكا العراق ترصد الدمار والتنكيل
بغداد – علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في بغداد، أفتتح في 12 كانون الاول الجاري، المعرض الشخصي للفنان المغترب كاظم شمهود، تحت عنوان (جرنيكا العراق)، الذي ضم أكثر من ثلاثين لوحة بقياسات مختلفة، رسمت جميعها بمادة الأكريليك، وعمليات التلصيق (الكولاج).. وكل لوحة في المعرض تحتاج إلى قراءة نقدية مطولة خاصة، بما تضمنت من رمزيات فنية وفكرية عالمية عامة.
وتقدمت لوحة (الجرنيكا) التي رسمها شمهود واجهة معرضه، وهي بقياس 3.5 × 2,5م، لتكون شاهد عيان على رسالته الإنسانية والفنية.
ولوحة «الجرنيكا» الشهيرة التي رسمها الفنان الإسباني «بيكاسو»، في ايار من العام 1937، والتي جسد فيها مأساة بلدته الآمنة «جرنيكا» في أقليم الباسك شمالي إسبانيا، عندما دمرتها الطائرات الألمانية والإيطالية أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي دارت رحاها من عام 1936 إلى عام 1939. رغم من أن «بيكاسو» في حينها كان يعيش (جسداً) في «فرنسا»، ولكن (روحه) ووجدانه وإنتمائه الإنساني لوطنه جعله أن يؤدي رسالته إتجاه هذا الحدث الجلل.
وقد أصبحت «الجرنيكا» فيما بعد إيقونة رمزية للمشهد التشكيلي في العالم، تثير فينا العواطف الإنسانية العميقة في كل مكان وزمان. وقد أستلهم معانيها الفنية العديد من الفنانين في المعمورة.
وإذ يستلهم شمهود، في معرضه هذا، الرمزية الإنسانية، من «الجرنيكا» حيث تعرض العراق أيضاً ما يشبه مدينة الجرنيكا، إلى أبشع صور الدمار والتنكيل، بسبب حروب الاحتلال والمجاميع الإرهابية، منذ العام 2003.. وما زال!
مأساة عظيمة جداً، حدثت وتحدث ضد الإنسانية في العراق، وفي البنى التحتية والفوقية، وعلى حضاراته ووجوده وكيانه، وفي كل شيء يخص (الإنسان).
صور ومشاهد بصرية واقعية رهيبة، حصلت على أرض العراق، يشيب لها الطفل الرضيع، من هولها الكبير، أختزلها شمهود بشكل رمزي/ تجريدي، لغرض إيصال رفضه القاطع وإدانته لهذه المأساة المؤلمة جداً.
رموز حضارية
شمهود، استوحى أكثر الرموز الحضارية للعراق ومزجها مع صور معاصرة في الفن التشكيلي العالمي، من خلال عملية تلصيقها وفق رؤية فنية وفلسفية خالصة، من أجل الخروج بمشاهد إنسانية متــــــــــــــــــوازنة على قماشة لوحاته المعروضة.
التشكيلي كاظم شمهود مواليد مدينة العمارة عام 1950، أكمل دراسته في البصرة، وتخرج في معهد الفنون الجميلة/ قسم الرسم ببغداد في العام 1971، وفي العام 1975 تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة/ فرع الرسم ببغداد.
عمل في دار ثقافة الأطفال وتخصص في رسوم الأطفال ومن أوائل العاملين في مجلتيّ (مجلتي والمزمار) منذ العام 1969 لغاية 1976، كما عمل في تلفزيون بغداد في إنتاج أفلام الكارتون، سافر إلى إسبانيا لغرض الدراسة، ودرس فن الكرافيك/ حفر ، في كلية الفنون الجميلة/ جامعة مدريد لمدة ثلاث سنوات بالإضافة إلى دراسة الجداريات والحفر البارز، عمل في مجلات ABC و EL YA الإسبانيتين بصفة رساماً لقصص الأطفال والرسوم الفكاهية، كما ساهم في صناعة أفلام كارتون في بعض المؤسسات الإسبانية. دكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي/ جامعة مدريد المستقلة. أقام أكثر من 40 معرضاً شخصياً، وعشرات المشاركات المحلية والعالمية، أصدر 14 كتابا فنيا، فضلاً عن أصداره أول مجلة عربية الكترونية للأطفال في إسبانيا.