ابي لن أقول وداعاً
في رحيل المعلم الكبير الأب نجم عبداللـه رفيش محمد
اسماء نجم عبداللـه
ابي ؛ ها انت تخلد اليوم ، يتوقف نبض قلبك ويختفي نور عينيك وقلب العراق يرتجف ونوره تتهددهُ الظلمات،
ابي؛وانا ، من على الخارطة وراء الحدود وخلف المحيطات ، أودعك (يا وطني) اغلى وطن أحببته وحملته في معك كل نبضة من كيانك ،
ابي ؛انت ترحل وقد تركت على ساعديّ النحيلتين وجسدي الجريح وديعة بحجم العراق وعهدا يتحدى أقسى الظروف ،
ابي ؛ رحلت وانت تهمس لي بآخر كلمات نطقت بها لتوصيني ان اظل وفية للعراق البلد الذي دائما تذكرني ان عمره اكثر من 7000 سنة والذي تسميه( ارض النخيل )مدافعة عن ارضه و سمائه و مائه.
ابي ؛وانت المعلمُ الاكبرُ ، وهبتَ عائلتك الكبيرة - العراق اكثر مما وهبت عائلتك الصغيرة وأبنائك مؤمنا ان سعادة وازدهار الافراد تاتي من سعادة البلد لا العكس ،
الضوء الاعظم
ابي،ايها المعلمُ الاول الذي ادرك بقلبه قبل وعيه ان التعليم هو الضوء الأعظم والسند الاقوى وهو مدرسة الشعوب التي لا يمكن ان تحيا الامم إلا بها ولا تحتمي المصائر إلا بخنادقها ولا تستقيم الحياة إلا بتعاليمها..
ولهذا كنت ابا لكل تلاميذك ومحبيك ، كرّست كل سنوات عمركَ وخلاصة تجاربك لبناء عراق حضاري إنساني وعصري..وقد فعلت كل شيء بعطاء لا ينتظر اعترافاً ولا ثمناً وكان كل ما تطمح اليه هو ان ترى الفرح في عيون العراقيين …
ابي ؛سأحمل وديعتك مع اخواتي و اخواتي نبراسا في القلب وضوءً للطريق الطويل المعتم الذي ينتظرنا ، فأنت تغادرنا اليوم والعراق في وجه المجاهيل والأخطار التي تهدده من كل صوب بعد ان عملتَ كل ما في وسعك لاجل ان تحميه وتضمّد جراحه…
ابي ؛ان السلام والأمني و التنمية التي حلمت بها لعراقنا وعملت من اجله و أفنيت عمرك سعيا للوصول اليها ستبقى رسالتي وغايتي القصوى التي لن أحيد عنها مهما كان الثمن…
ابي؛انت الوعدُ من اجل الحق .. لذا كان الحق الغاية الأعظم لسنوات عمرك ولمبادراتك وجهودك التي اكبر من طاقتك لم تهدأ حتى اللحظة التي أسلمت فيها الروح إلى الحق الأعلى..ابي؛ان حبك لعراقكَ غامر ٌوعظيمٌ بحيث أردت ان تشارك حتى الدول الاخرى النامية والشعوب التي تكابد مثل العراق الام وماسي الجهل والأحقاد ،بعطائك وتجاربك..ابي؛انت ادركت مبكرا ان التعليم والتربية هي علّة هذا الوطن ووضعت اصبعك على جرحه ولم تكتف بالقول والادعاء لذا وهبت الغالي والرخيص وفي احلك الظروف كلّ ما بوسعك من اجل رفع شأن التعليم والتأكيد ان البناء والتنمية والحضارة كلها تصدر عن ينبوع المعرفة لبناء الأجيال والدفاع عن وجود الكيان باكمله ،ابي ؛معلمي ومصباح وجودي قبل رحيلكَ وبعد رحيلك ..اجل انت علّمتني حب هذا الوطن وفدائه اخذت بيدي في طرقاته الوعرة وعبرت بي مخاطره الكبيرة وزرعت في قلبي أفراحه ومخاوفه واوصيتني ان اقف صامدةً تحت رايته في كل الجبهات وفي أقسى الظروف،ابي ؛سيمتدُّ صوتكَ ابعد من الموت وأعلى من أسوار المقبرة لاني سأحمله ومعي الالاف من ابناء ومحبي عراقك الكبير ليكون هاديا للمسيرة التي بدأها شعبنا ودفع من اجلها اغلى الأثمان ..ابي؛ستبقى رسالتك في رفع شأن التعليم وبناء صرح المعرفة و التنمية عالية تفتح الطريق امام الأجيال التي وضعتَ فيها املك ووعدكَ ووصيتك الأغلى…
ابي ، نجم لن اقول وداعاً…
ابنتك وشظية روحك