عراقجي يبدأ جولة إقليمية بزيارة دمشق وأنقرة في اعقاب التصعيد الراهن
السوداني للأسد: إستقرار سوريا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العراقي
بغداد – الزمان
أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن استقرار سوريا وأمنها يشكلان ركناً أساسياً في تعزيز الأمن القومي للعراق واستقرار المنطقة.
وقال بيان تلقته (الزمان) أمس أن (السوداني أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناول تطورات الأوضاع في سوريا والتحديات الأمنية الراهنة، إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية)، وشدد السوداني على (أهمية استقرار سوريا لما له من تأثير مباشر على الأمن العراقي والإقليمي، ولأهمية دوره في دعم جهود ترسيخ الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط)، وأضاف البيان إن (الاتصال بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات). وأكد وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام صباغ، أن الفصائل المعارضة تلقت أمراً من مشغليها وداعميها لشن هذه الهجمات على حلب وإدلب، بهدف تقويض الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأشار بيان أمس إلى عن (صباغ تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، تناول التطورات على الساحة السورية، ذلك في ضوء الهجمات التي تشنها جبهة النصرة الإرهابية والجماعات المرتبطة بها، في الشمال السوري)، واكد صباغ إن (هذه الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن والمدعومة من عناصر أجنبية تلقت أمراً من مشغليها وداعميها لشن هذه الهجمات على حلب وإدلب بهدف تقويض الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة وخدمة الأجندات الخارجية)، وأضاف إن (سوريا قيادةً وجيشاً وشعباً تتصدى لهذه الجماعات الإرهابية وإعادة بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي السورية، وقيام مؤسساتها الوطنية بواجباتها تجاه مواطنيها).
تضامن مع سوريا
من جانبه، أعرب البوسعيدي عن (تضامن سلطنة عمان مع سوريا، وتأكيدها أهمية سيادة ووحدة الأراضي السورية، وضرورة استعادة الأمن والاستقرار والحيلولة دون توسيع نطاق الصراعات). فيما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن وزيرها عباس عراقجي بدأ امس، جولة إقليمية بزيارة العاصمة السورية دمشق، يتبعها بزيارة إلى أنقرة اليوم الإثنين. وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي في تصريح أمس إن (الجولة تأتي للتشاور بشأن التطورات الأخيرة في المنطقة). وسيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل سورية حليفة لها على غالبية مدينة حلب ومطارها، وتقدمت في محافظتين مجاورتين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي ضوء التصعيد، بحثت الدول الثلاث المعنية بالنزاع السوري، روسيا وايران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة، التطور الخطر للوضع في سوريا. وبدأت الفصائل التي تشكل محافظة إدلب معقلها في شمال غرب سوريا، هجوما غير مسبوق على مناطق في محافظة حلب، وتمكنت من دخول مدينة حلب، لأول مرة منذ استعادة الجيش السوري بدعم روسي وإيراني السيطرة على المدينة بكاملها عام 2016 بعد سنوات من القصف والحصار. وباتت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) تسيطر مع فصائل معارضة حليفة على غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون، وفق تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعدما تقدمت ليل الجمعة من دون مقاومة كبيرة من الجيش السوري، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وقال رجل بثياب مدنية من دون كشف اسمه، وهو من سكان المدينة الفارين منها (هذا منزلي ومحلي، مرت عشر سنوات منذ آخر مرة كنت هنا). وأعلنت قيادة الفصائل، حظر تجول في المدينة، من الساعة الخامسة عصر السبت حتى الخامسة من عصر أمس الأحد، حفاظا على سلامة السكان. واستهدفت غارات روسية، أحياء المدينة للمرة الأولى منذ العام 2016، تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة الى الفصائل المقاتلة. وقتل 16 مدنيا، جراء غارة شنّتها القوات الروسية على الأرجح، استهدفت مركبة مدنية لدى عبورها عند دوار الباسل، إحدى النقاط التي تقدمت اليها الفصائل المقاتلة.وتمكن مقاتلو الفصائل بعد ظهر السبت من السيطرة على مطار حلب، ثاني أكبر مطار دولي بعد دمشق، ليصبح أول مرفق جوي مدني تحت سيطرتهم. فيما أسفرت العمليات العسكرية منذ الأربعاء عن مقتل 327 شخصا على الاقل، 183 منهم من هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة ومئة من عناصر الجيش السوري ومجموعات موالية له، إضافة إلى 44 مدنيا. في وقت، أقرّ الجيش السوري بدخول الفصائل المقاتلة الى مدينة حلب التي شكلت لسنوات معقلا رئيسا لفصائل المعارضة قبل طردها منها عام 2016. ونقلت وزارة الدفاع عن مصدر عسكري قوله (تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب بعدما كان الجيش نفّذ عملية “إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع).
هجوم مباغت
واكد (حدوث معارك شرسة، سبقت دخولها الى المدينة على شريط يتجاوز مئة كيلومتر، وارتقى خلال المعارك عشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء).
الى جانب حلب، تقدمت هيئة تحرير الشام والفصائل الناشطة معها الى ريفي حماة الشمالي وإدلب الشرقي، حيث سيطرت على (عشرات البلدات الاستراتيجية، بينها خان شيخون ومعرة النعمان واللطامنة ومورك وكفرزيتا).
وجاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من آذار 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب حينها هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.