أعيش الليلة تحت حمل ثقيل من عكرة مزاج وإنهاك سببه شاشة التلفزيون الملطخة بالدم وبالدمع وبالعار ، ما أفقدني القدرة على كتابة مقالٍ صادقٍ جميل ، لذلك سأذهب مذهب الكتابة التافهة السهلة غير الممتنعة ، متشبهاً ومقلداً اللوحة السخيفة المسماة الموزة المعلقة التي أنتجها الفنان الطلياني المشهور ماوريتسيو كاتيلان ، وكلفته موزة طازجة وحيدة وشبرشريط لاصق وتم تعليقها على حائط مزاد فخم بنيويورك وبيعت بستة ملايين دولار وثلاثين شدة وشدة بلغة أهل العراق بلاد ما بين القهرين العظيمين!!من دفتر كاتيلان المجنون سأكتب أن مرق الباميا والفاصوليا لهو أحسن وأطيب من مرق البطاطا والباذنجان الأبيض
.وإنَّ الإفراط في تناول شوربة العدس من دون كمّون ، قد يعرضك عزيزي القارىء إلى موقف محرج وأنت حاشر جسمك الصحيح بحافلة صامتة لنقل الركاب ، حيث ستبدأ بطنك المنفوخة بإصدار صوت قرقرة بريئة وغير إرادية ، فتتحول جنابك المسكين إلى فرجة مهذبة للقوم المكبوسين صحبتك ، وضحك مكتوم بداعي الشبهة وسوء وخبث التأويل !!سأخبركم بأن أيام الأسبوع سبعة ، وأننا نعيش آخر أوشال تشرين الثاني !!سأصنع لوحة من رغيف خبز معضوض عضة أسد ، وسأدقها على حائط بمقهى حسن عجمي برصافة بغداد ، وسأستبدل الشريط اللاصق الباهت الذي استعمله الفنان بشريط من قماش أسود ليأكل مثلث الصورة العلوي ، وبهذا الفعل البارد سأوفر لنقاد النحت والرسم مناسبة هائلة للحديث عن رمزية اللون والكتلة والفراغ في برنامج كامل الدباغ !!أما على المستوى الشخصي وحيث الشتاء يكشر عن برده الذي ينام في نخاع العظم ، فأفضّل سلق الشلغم اللفت مع إضافة قوية لدبس التمر ، ما يضفي عليه تالياً طعماً حلواً وملمساً رائعاً وعطراً مذهلاً وطاقة إيجابية رحيمة كما لو أنها شجرة برتقال راسخة تحرس باب العائلة !!