الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زمان‭ ‬موزة‭ ‬كاتيلان

بواسطة azzaman

زمان‭ ‬موزة‭ ‬كاتيلان

علي السوداني

 

أعيش‭ ‬الليلة‭ ‬تحت‭ ‬حمل‭ ‬ثقيل‭ ‬من‭ ‬عكرة‭ ‬مزاج‭ ‬وإنهاك‭ ‬سببه‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬الملطخة‭ ‬بالدم‭ ‬وبالدمع‭ ‬وبالعار‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬أفقدني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬مقالٍ‭ ‬صادقٍ‭ ‬جميل‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬سأذهب‭ ‬مذهب‭ ‬الكتابة‭ ‬التافهة‭ ‬السهلة‭ ‬غير‭ ‬الممتنعة‭ ‬،‭ ‬متشبهاً‭ ‬ومقلداً‭ ‬اللوحة‭ ‬السخيفة‭ ‬المسماة‭ ‬الموزة‭ ‬المعلقة‭ ‬التي‭ ‬أنتجها‭ ‬الفنان‭ ‬الطلياني‭ ‬المشهور‭ ‬ماوريتسيو‭ ‬كاتيلان‭ ‬،‭ ‬وكلفته‭ ‬موزة‭ ‬طازجة‭ ‬وحيدة‭ ‬وشبرشريط‭ ‬لاصق‭ ‬وتم‭ ‬تعليقها‭ ‬على‭ ‬حائط‭ ‬مزاد‭ ‬فخم‭ ‬بنيويورك‭ ‬وبيعت‭ ‬بستة‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ ‬وثلاثين‭ ‬شدة‭ ‬وشدة‭ ‬بلغة‭ ‬أهل‭ ‬العراق‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القهرين‭ ‬العظيمين‭!!‬من‭ ‬دفتر‭ ‬كاتيلان‭ ‬المجنون‭ ‬سأكتب‭ ‬أن‭ ‬مرق‭ ‬الباميا‭ ‬والفاصوليا‭ ‬لهو‭ ‬أحسن‭ ‬وأطيب‭ ‬من‭ ‬مرق‭ ‬البطاطا‭ ‬والباذنجان‭ ‬الأبيض‭

.‬وإنَّ‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬شوربة‭ ‬العدس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬كمّون‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬يعرضك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارىء‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬محرج‭ ‬وأنت‭ ‬حاشر‭ ‬جسمك‭ ‬الصحيح‭ ‬بحافلة‭ ‬صامتة‭ ‬لنقل‭ ‬الركاب‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬ستبدأ‭ ‬بطنك‭ ‬المنفوخة‭ ‬بإصدار‭ ‬صوت‭ ‬قرقرة‭ ‬بريئة‭ ‬وغير‭ ‬إرادية‭ ‬،‭ ‬فتتحول‭ ‬جنابك‭ ‬المسكين‭ ‬إلى‭ ‬فرجة‭ ‬مهذبة‭ ‬للقوم‭ ‬المكبوسين‭ ‬صحبتك‭ ‬،‭ ‬وضحك‭ ‬مكتوم‭ ‬بداعي‭ ‬الشبهة‭ ‬وسوء‭ ‬وخبث‭ ‬التأويل‭ !!‬سأخبركم‭ ‬بأن‭ ‬أيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬سبعة‭ ‬،‭ ‬وأننا‭ ‬نعيش‭ ‬آخر‭ ‬أوشال‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ !!‬سأصنع‭ ‬لوحة‭ ‬من‭ ‬رغيف‭ ‬خبز‭ ‬معضوض‭ ‬عضة‭ ‬أسد‭ ‬،‭ ‬وسأدقها‭ ‬على‭ ‬حائط‭ ‬بمقهى‭ ‬حسن‭ ‬عجمي‭ ‬برصافة‭ ‬بغداد‭ ‬،‭ ‬وسأستبدل‭ ‬الشريط‭ ‬اللاصق‭ ‬الباهت‭ ‬الذي‭ ‬استعمله‭ ‬الفنان‭ ‬بشريط‭ ‬من‭ ‬قماش‭ ‬أسود‭ ‬ليأكل‭ ‬مثلث‭ ‬الصورة‭ ‬العلوي‭ ‬،‭ ‬وبهذا‭ ‬الفعل‭ ‬البارد‭ ‬سأوفر‭ ‬لنقاد‭ ‬النحت‭ ‬والرسم‭ ‬مناسبة‭ ‬هائلة‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬رمزية‭ ‬اللون‭ ‬والكتلة‭ ‬والفراغ‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬كامل‭ ‬الدباغ‭ !!‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬وحيث‭ ‬الشتاء‭ ‬يكشر‭ ‬عن‭ ‬برده‭ ‬الذي‭ ‬ينام‭ ‬في‭ ‬نخاع‭ ‬العظم‭ ‬،‭ ‬فأفضّل‭ ‬سلق‭ ‬الشلغم‭ ‬اللفت‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬قوية‭ ‬لدبس‭ ‬التمر‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬يضفي‭ ‬عليه‭ ‬تالياً‭ ‬طعماً‭ ‬حلواً‭ ‬وملمساً‭ ‬رائعاً‭ ‬وعطراً‭ ‬مذهلاً‭ ‬وطاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬رحيمة‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬شجرة‭ ‬برتقال‭ ‬راسخة‭ ‬تحرس‭ ‬باب‭ ‬العائلة‭ !!‬


مشاهدات 180
الكاتب علي السوداني
أضيف 2024/11/26 - 5:35 PM
آخر تحديث 2024/12/23 - 11:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 297 الشهر 11366 الكلي 10067461
الوقت الآن
الخميس 2024/12/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير