نبش الماضي
مريم كريم التميمي
تمر الأيام على عمرنا، فنعيش حياة مضطربة، فما عشناه لم نتوقع يوماً إننا سنستطيع مضغه، فنهضمه بنجاح ونتعايش معه.
وبعد مدة تأتي عاصفة دنيوية أخرى وتأخذ حالنا، وترمينا في حياة أخرى حتى نعتاد عليها، وننسى ما كنا نتمناه، أو نتذكر لكن لم يبقى طعم لأحلامنا، ولم يبقى ذاك الحلم نفسه، فقد لوثته المواقف، وشوهه الزمن.
وبعد شعور الوحدة، وهي بخيارنا، نعود بالحنين لما نحبه في الماضي، ونبدأ بالنبش في بئر الذكريات المندثر، فتخرج جروح الخيبة السامة حتى ننصدم بواقعه المرير.
وهنا ينتفض البئر ويأمرنا بالابتعاد!
كان ماضي وأحترقت المودة أو تشوهت بالمواقف الصعبة، ولا يمكنك ان تعيد بناء الثقة والعلاقات من الرماد.
أنسحب وطر بدنياك الجديدة فأنت تعيش، وأعطي لنفسك فرصة لحياة أجمل، فالماضي لو كان صادقاً وفياً كفاية، لأستمر.