الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حلم بعين مفتوحة

بواسطة azzaman

نقطة ضوء

حلم بعين مفتوحة

محمد صاحب سلطان

 

هل يحلم الإنسان مفتوح العينين؟ قد يبدو الأمر غريباً، لان مجرد التفكير في ذلك، يجعلنا نرتعش وتستنفر قوانا، ما علاقة الحلم بالعين المفتوحة؟، فالأحلام لا تأت إلا في نوم عميق -هكذا يعتقد المختصون- لكن أقول لكم، الآباء والامهات، هم وحدهم من يحلمون مفتوحي الأعين، بحلم يرافقهم مذ بذرة النشوء الأولى لإبنائهم، يحلمون بتربيتهم، ويحلمون بكسوتهم وبمدارسهم وبتكبيرهم، وباحفاد المستقبل بعد تزويجهم وو.. القائمة تطول، وهذا ما يدفعني الى القول،بأن الآباء والامهات لا يعوضون حتى لو إمتلكنا مباهج الدنيا كلها!، لنتذكر لوعتهم، وحرقة قلوبهم وهلعهم وخشيتهم، إذا ما مرضنا أو أصابنا أي مكروه لا سمح الله، هم يحلمون كي يجعلوا من أحلامهم حقيقة في عيون ابنائهم، ليس حلما عابرا بل خريطة طريق، ترسمها دموعهم وسهرهم وتعبهم وكدهم،، يبردون كي نتدفأ،،يجوعون كي نتغذى ،كم مرة سمعت الوالدة وهي تقدم (صينية) الأكل، بإبتسامة لا يعادلها فرح الكون، وتردفها (كلوا بالعافية)، وتنزوي مكتفية، يشبعها كلام رضاكم!.. وكم مرة،يأخذك الأب ليشتري ما تحتاجه من أفخر الملابس، ولا ترض الإ بالماركات طبعا، ولا تسمع منه سوى (حاضر حبيبي)، بينما هو عود نفسه على سوق (البالات) والمستعمل لإقتناء ما يحتاجه!.. ولأكن صريحا وأضرب تحت الحزام، وأدعوا الأبناء_بنين وبنات - لملاحظة خزانات والديهم إن كانوا ساكنين معهم أو مستقلين عنهم، ماذا سيكتشفون؟ وانا واثق، لن يجدوا جديدا إلا ما ندر!، ليس لبخل، بل لقناعة، بان ما عندهم هو لأبنائهم، حتى الدواء يسترخصونه على أنفسهم، ناهيك عن الاحتياجات الضرورية الأخرى لكبار السن، ومن يدري ما إذا كان المريض، لا يرى حوله إلا الناس المرضى، فيما المعافون يحسون باشياء مختلفة تماما..على أمل أن ينتبه الابناء الى والديهم، عندما يصبحوا آباء أيضا، ولكن بعض الأبناء ولا أقول كلهم، تنصرف عاطفتهم نحو اولادهم وهذا شئ طبيعي لكنهم ينسون والديهم -للاسف الشديد- حتى التواصل الهاتفي يتباعد، والمجئ يتقلص شيئا فشيئا، ويقتصر على المناسبات وبعضها أبعد، بحجة مشاغل العمل والحياة ومتطلباتها، وينسون من كانوا وما زالوا، يحلمون نيابة عنهم، وعندما تسألهم يختلقون الاعذار لابنائهم (مشغولون الله يساعدهم) وكأنها تأتي من تلقاء ذاتها! مؤكد إن ما يريده الكبار هو قليل من الاهتمام والثناء الذي يمس شغاف القلوب، فهم ينسون متاعب يومهم وامراضهم، عندما يلتقون أحبتهم بروح تغسل الغبطة كل عنائها.. بيد أن احد الاعزاء ذكرني بشخص فاضل، سئل عن ندم لا يعوض في حياته، فذكر قصة معاناة والدته وهو مريض في المستشفى، بقوله/نصيحتي لا تجد لنفسك العذر، في عدم التواجد معهم، فأستغلوا بركة وجود والديكم، فهم مدخل للجنة.

وهذا ما  نأمله من الأبناء الطيبين!

 


مشاهدات 162
الكاتب محمد صاحب سلطان
أضيف 2024/11/16 - 1:04 AM
آخر تحديث 2024/11/23 - 8:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 56 الشهر 9974 الكلي 10053118
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير