الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رئيسهم‭ ‬رئيسنا

بواسطة azzaman

رئيسهم‭ ‬رئيسنا

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬فالذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬سلام‭ ‬بعد‭ ‬حروب‭ ‬يعلقون‭ ‬الآمال،‭ ‬والذين‭ ‬يعيشون‭ ‬الكساد‭ ‬يراهنون‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬المتسابقين،‭ ‬والذين‭ ‬يطمعون‭ ‬باتفاقيات‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬يعولون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬الانتخابي‭ ‬المثير‭. ‬والزعماء‭ ‬الخائفون‭ ‬من‭ ‬شعوبهم‭ ‬والمُعلّقة‭ ‬مصائرهم‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬أمريكية‭ ‬وقت‭ ‬الضيق‭ ‬قد‭ ‬حزموا‭ ‬حقائبهم‭ ‬يعدون‭ ‬الأيام‭ ‬التعيسة‭ ‬أو‭ ‬فرشوا‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬قصورهم‭.‬

أمّا‭ ‬الذين‭ ‬يميلون‭ ‬حيثما‭ ‬الريح‭ ‬مالت‭ ‬فهم‭ ‬مستقرون‭ ‬لأنّ‭ ‬بلدانهم‭ ‬ومصائرهم‭ ‬وثرواتهم‭ ‬رهن‭ ‬اليد‭ ‬الامريكية‭ ‬اليسرى‭ ‬أو‭ ‬اليمنى،‭ ‬لا‭ ‬فرق‭.‬

وهؤلاء‭ ‬الزعماء‭ ‬يشبهون‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشكلية‭ ‬شعوبهم‭ ‬المقهورة‭ ‬بظلم‭ ‬سياساتهم‭ ‬الجائرة‭ ‬فالشعوب‭ ‬لا‭ ‬تنتظر‭ ‬خيرا‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬جمهوري‭ ‬او،‭ ‬رئيس‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬اليقين‭ ‬العام‭ ‬بأنّ‭ ‬الأمريكان‭ ‬لهم‭ ‬الكلمة‭ ‬الأولى‭ ‬والأخيرة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬الأوطان‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬اليها‭ ‬ويعيشون‭ ‬وعلى‭ ‬ارضها‭.‬

‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدولة‭ ‬الأعظم‭ ‬التي‭ ‬يخطب‭ ‬الجميع‭ ‬ودها،‭ ‬حتى‭ ‬الخصوم‭ ‬الكبار‭ ‬يغازلونها‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وكوريا‭ ‬الى‭ ‬روسيا‭ ‬وكوبا‭. ‬

الاعتراض‭ ‬المستحق‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬العلاقات‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬الامريكان‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬العراق،‭ ‬بوصفه‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬خاضت‭ ‬من‭ ‬‮«‬أجله‮»‬‭ ‬الجيوش‭ ‬الامريكية‭ ‬اعظم‭ ‬الحروب‭ ‬وصنعت‭ ‬له‭ ‬نظاما‭ ‬سياسيا‭ ‬ودستورا‮»‬‭ ‬طبعا‭ ‬بنسخة‭ ‬عراقية‮»‬،‭ ‬انّما‭ ‬هي‭ ‬دول‭ ‬اضاعت‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الإفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فليس‭ ‬المطلوب‭ ‬تعزيز‭ ‬الجيوش‭ ‬التي‭ ‬يقاتل‭ ‬العرب‭ ‬بها‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضا‭ ‬أو‭ ‬يدوسون‭ ‬بسرفات‭ ‬دباباتهم‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬شعوبهم،‭ ‬وليس‭ ‬المطلوب‭ ‬ان‭ ‬يعمل‭ ‬الامريكان‭ ‬كإنذار‭ ‬مبكر‭ ‬للأنظمة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنقلب‭ ‬عليهم‭ ‬شعوبهم‭ ‬المظلومة‭ ‬وتقتلعهم‭ ‬من‭ ‬كراسيهم،‭ ‬ولكن‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬تسخير‭ ‬العلاقات‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬مناخات‭ ‬وطنية‭ ‬للإفادة‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬الأمريكي،‭ ‬مقابل‭  ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬في‭ ‬البنوك‭ ‬والأراضي،‭ ‬لكي‭ ‬يرى‭ ‬المواطنون‭ ‬العاديون‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬المميزة،‭ ‬ولكي‭ ‬تستقر‭ ‬اشكال‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البلدان،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تستغل‭ ‬قوى‭ ‬إقليمية‭ ‬تنزع‭ ‬للهيمنة‭ ‬والنفوذ‭ ‬فتتسلل‭ ‬من‭ ‬ثغرات‭ ‬التحامل‭ ‬على‭ ‬الامريكان‭ ‬بوصفهم‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬سوى‭ ‬الوجه‭ ‬البشع‭ ‬وحده‭.‬

النتيجة‭ ‬بصراحة‭ ‬مطلقة،‭ ‬هل‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نفيد‭ ‬من‭ ‬معادلة‭  ‬رئيسهم‭ ‬رئيسنا‭ ‬أم‭ ‬نبقى‭ ‬ضائعين‭ ‬مهمشين؟

 

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 164
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2024/11/05 - 5:58 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 3:23 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 54 الشهر 9972 الكلي 10053116
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير