فاتح عبد السلام
العالم من دون أن يشعر يدخل في دوامة الانتخابات الامريكية في كل مرة، فالذين يبحثون عن سلام بعد حروب يعلقون الآمال، والذين يعيشون الكساد يراهنون على احد المتسابقين، والذين يطمعون باتفاقيات التجارة الحرة يعولون على هذا السباق الانتخابي المثير. والزعماء الخائفون من شعوبهم والمُعلّقة مصائرهم على كلمة أمريكية وقت الضيق قد حزموا حقائبهم يعدون الأيام التعيسة أو فرشوا مزيدا من الضحايا على طريق قصورهم.
أمّا الذين يميلون حيثما الريح مالت فهم مستقرون لأنّ بلدانهم ومصائرهم وثرواتهم رهن اليد الامريكية اليسرى أو اليمنى، لا فرق.
وهؤلاء الزعماء يشبهون من الناحية الشكلية شعوبهم المقهورة بظلم سياساتهم الجائرة فالشعوب لا تنتظر خيرا من رئيس جمهوري او، رئيس ديمقراطي، بالرغم من اليقين العام بأنّ الأمريكان لهم الكلمة الأولى والأخيرة في القضايا الاستراتيجية التي تخص الأوطان التي ينتمون اليها ويعيشون وعلى ارضها.
في النهاية الولايات المتحدة الدولة الأعظم التي يخطب الجميع ودها، حتى الخصوم الكبار يغازلونها من الصين وكوريا الى روسيا وكوبا.
الاعتراض المستحق هنا هو ان الدول العربية من ذوي العلاقات الخاصة مع الامريكان وفي مقدمتها العراق، بوصفه البلد الذي خاضت من «أجله» الجيوش الامريكية اعظم الحروب وصنعت له نظاما سياسيا ودستورا» طبعا بنسخة عراقية»، انّما هي دول اضاعت الطريق الصحيح في تحقيق الإفادة القصوى من إمكانات الولايات المتحدة، فليس المطلوب تعزيز الجيوش التي يقاتل العرب بها بعضهم بعضا أو يدوسون بسرفات دباباتهم على صدور شعوبهم، وليس المطلوب ان يعمل الامريكان كإنذار مبكر للأنظمة قبل أن تنقلب عليهم شعوبهم المظلومة وتقتلعهم من كراسيهم، ولكن المطلوب هو تسخير العلاقات الإيجابية في مناخات وطنية للإفادة من التقدم الأمريكي، مقابل ما يمتلكه العرب من ثروات في البنوك والأراضي، لكي يرى المواطنون العاديون فائدة من العلاقات المميزة، ولكي تستقر اشكال الحياة السياسية في البلدان، وحتى لا تستغل قوى إقليمية تنزع للهيمنة والنفوذ فتتسلل من ثغرات التحامل على الامريكان بوصفهم لا يمتلكون سوى الوجه البشع وحده.
النتيجة بصراحة مطلقة، هل لنا أن نفيد من معادلة رئيسهم رئيسنا أم نبقى ضائعين مهمشين؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية