يعيش في الفضاء الثقافي العربي عموماً ما يقرب من النصف مليار نسمة ( بما فيهم المهاجرين والمغتربين)، ينحدرون في الغالب من أصول عربية، تشاركهم اقليات أخرى من اصول غير عربية في لغاتهم أو انحدارهم الاثني. كما ان الغالبية العظمى من سكان الوطن العربي هم من المسلمين والمذهب السني في الغالب. هؤلاء السكان انتظموا في ما يزيد عن عشرين دولة من ممالك وجمهوريات وامارات وسلطنات، لها اعلامها وانظمتها السياسية، وبالطبع سياداتها الوطنية على الاقل من الناحية الرسمية.
ورغم ما بتمتع به العرب الأصلاء، تمييزاً لهم عن الأعراب من المنافقين والغوغاء، الحفاة العراة في عقولهم ونفوسهم، فإن للعرب كذلك مما يضعف في قوتهم ويجرهم الى مستنقعات التردي والهزيمة. ومن هذه الصفات، رغم وجودها كذلك في شعوب أخرى، الا انها قد تزيد عنها ولا يراعى حذر التعامل مع حدودها، هي:
-النزوع الى المشيخة والسلطة والقتال من أجل الحصول والحفاظ عليها والاحتفاظ بها، حتى انها قد تسببت أحياناً في الاقتتال بين الاخ وأخيه، ودفعت بالبعض الى العمالة والخيانة والظلم والاستبداد في سبيلها. وللأسف فإن هذه الصفة والرغبة قد عززتها قيمنا وعاداتنا الاجتماعية وتغنى بها التاريخ. يضاف الى ذلك ما يتمتع به الشيخ أو الرئيس بمختلف تسمياته، من سلطات قضائية وتنفيذية مطلقة تقريباً، بغض النظر عن تسمية الشيخ أو الرئيس وتوصيفه الدستوري.
- الشهوات الجسدية التي لا تتوقف عند حد في اشباعها، لا بل وانها تزداد شبقية في المبالغة في ذلك الاشباع واعتباره تعبيراً عن صفات رجولية متميزة. ونعني بهذه الشهوات شهوات الجنس والطعام والشراب.
-الامتلاكية بكل ما تعنيه من ممتلكات عقارية أو مادية أخرى، وحتى امتلاكية معنوية المتمثلة بالصيت والجاه.
- الغلبة والكسب المريح والكثير في تعاطيهم التجاري من بيع وشراء واستحواذ.
-القيم والأعراف السائدة التي تفعل بالعرب في مواقفهم وتصرفاتهم مواقف الشهوات وأكثر. وهنا لا بد من الاشارة الى نبل قسم كبير من هذه القيم والأعراف.
ان ما تقدم ذكره من شهوات متميزة عند العرب قد ساهمت أحياناً كثيرة والى حد كبير في:
-سوء الإدارة السياسية
- اللا عدالة واللا مساواة الاجتماعية والاقتصادية
-الصراعات الدموية على السلطة والثروة
- العمالة والخيانة
- انتشار الفساد والرذيلة
- على متن الطائرة من العراق الى برلين