الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العرب‭ ‬ومصائد‭ ‬الشهوات

بواسطة azzaman

العرب‭ ‬ومصائد‭ ‬الشهوات

نزار محمود

 

يعيش‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬عموماً‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬النصف‭ ‬مليار‭ ‬نسمة‭ ‬‭( ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬المهاجرين‭ ‬والمغتربين‭)‬،‭ ‬ينحدرون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عربية،‭ ‬تشاركهم‭ ‬اقليات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬اصول‭ ‬غير‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬لغاتهم‭ ‬أو‭ ‬انحدارهم‭ ‬الاثني‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬والمذهب‭ ‬السني‭ ‬في‭ ‬الغالب‭. ‬هؤلاء‭ ‬السكان‭ ‬انتظموا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬عشرين‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬ممالك‭ ‬وجمهوريات‭ ‬وامارات‭ ‬وسلطنات،‭ ‬لها‭ ‬اعلامها‭ ‬وانظمتها‭ ‬السياسية،‭ ‬وبالطبع‭ ‬سياداتها‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الرسمية‭.‬

ورغم‭ ‬ما‭ ‬بتمتع‭ ‬به‭ ‬العرب‭ ‬الأصلاء،‭ ‬تمييزاً‭ ‬لهم‭ ‬عن‭ ‬الأعراب‭ ‬من‭ ‬المنافقين‭ ‬والغوغاء،‭ ‬الحفاة‭ ‬العراة‭ ‬في‭ ‬عقولهم‭ ‬ونفوسهم،‭ ‬فإن‭ ‬للعرب‭ ‬كذلك‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬في‭ ‬قوتهم‭ ‬ويجرهم‭ ‬الى‭ ‬مستنقعات‭ ‬التردي‭ ‬والهزيمة‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الصفات،‭ ‬رغم‭ ‬وجودها‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬شعوب‭ ‬أخرى،‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬قد‭ ‬تزيد‭ ‬عنها‭ ‬ولا‭ ‬يراعى‭ ‬حذر‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حدودها،‭ ‬هي‭:‬

‭-‬النزوع‭ ‬الى‭ ‬المشيخة‭ ‬والسلطة‭ ‬والقتال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بها،‭ ‬حتى‭ ‬انها‭ ‬قد‭ ‬تسببت‭ ‬أحياناً‭ ‬في‭ ‬الاقتتال‭ ‬بين‭ ‬الاخ‭ ‬وأخيه،‭ ‬ودفعت‭ ‬بالبعض‭ ‬الى‭ ‬العمالة‭ ‬والخيانة‭ ‬والظلم‭ ‬والاستبداد‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭. ‬وللأسف‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬والرغبة‭ ‬قد‭ ‬عززتها‭ ‬قيمنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتغنى‭ ‬بها‭ ‬التاريخ‭. ‬يضاف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬الشيخ‭ ‬أو‭ ‬الرئيس‭ ‬بمختلف‭ ‬تسمياته،‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬قضائية‭ ‬وتنفيذية‭ ‬مطلقة‭ ‬تقريباً،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تسمية‭ ‬الشيخ‭ ‬أو‭ ‬الرئيس‭ ‬وتوصيفه‭ ‬الدستوري‭.‬

‭- ‬الشهوات‭ ‬الجسدية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬في‭ ‬اشباعها،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬وانها‭ ‬تزداد‭ ‬شبقية‭ ‬في‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاشباع‭ ‬واعتباره‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬صفات‭ ‬رجولية‭ ‬متميزة‭. ‬ونعني‭ ‬بهذه‭ ‬الشهوات‭ ‬شهوات‭ ‬الجنس‭ ‬والطعام‭ ‬والشراب‭.‬

‭-‬الامتلاكية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬من‭ ‬ممتلكات‭ ‬عقارية‭ ‬أو‭ ‬مادية‭ ‬أخرى،‭ ‬وحتى‭ ‬امتلاكية‭ ‬معنوية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالصيت‭ ‬والجاه‭.‬

‭- ‬الغلبة‭ ‬والكسب‭ ‬المريح‭ ‬والكثير‭ ‬في‭ ‬تعاطيهم‭ ‬التجاري‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬واستحواذ‭.‬

‭-‬القيم‭ ‬والأعراف‭ ‬السائدة‭ ‬التي‭ ‬تفعل‭ ‬بالعرب‭ ‬في‭ ‬مواقفهم‭ ‬وتصرفاتهم‭ ‬مواقف‭ ‬الشهوات‭ ‬وأكثر‭. ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاشارة‭ ‬الى‭ ‬نبل‭ ‬قسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬والأعراف‭.‬

ان‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬ذكره‭ ‬من‭ ‬شهوات‭ ‬متميزة‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬قد‭ ‬ساهمت‭ ‬أحياناً‭ ‬كثيرة‭ ‬والى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭:‬

‭-‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬السياسية

‭- ‬اللا‭ ‬عدالة‭ ‬واللا‭ ‬مساواة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية

‭-‬الصراعات‭ ‬الدموية‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬والثروة

‭- ‬العمالة‭ ‬والخيانة

‭- ‬انتشار‭ ‬الفساد‭ ‬والرذيلة

‭- ‬على‭ ‬متن‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬الى‭ ‬برلين


مشاهدات 90
الكاتب نزار محمود
أضيف 2024/10/30 - 5:34 PM
آخر تحديث 2024/10/31 - 12:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 240 الشهر 13260 الكلي 10042983
الوقت الآن
الخميس 2024/10/31 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير