الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الضيوف اللبنانيون والنازحون العراقيون

بواسطة azzaman

الضيوف اللبنانيون والنازحون العراقيون

عبد الستار رمضان

 

ان العنوان الصحيح لهذا المقال يجب ان يكون (النازحون العراقيون والضيوف اللبنانيون) لان مشكلة ومعاناة ومصيبة النازحين العراقيين هي أقدم وأسبق وأكبر وأكثر تأثيرا وعذابا لعشرات  الآلاف من العراقيين الذي يمتلكون هوية الاحوال المدنية الاصلية أم النخلة والفسفور وشهادة الجنسية العراقية، اللتان تطورتا في الزمن والعهد الجديد الى البطاقة الوطنية التي لا يستطيع المواطن الحصول عليها الا بعد محاولات ومراجعات وتحقيقات وبصمات للأصابع العشرة والعيون، ولكن مع ذلك فقد استقر بهم المقام في مخيمات ومجمعات وعشوائيات على اطراف المدن واماكن الاهمال من دون حلول او بدائل تقدم لهؤلاء العراقيون المعذبون في بلدهم وعلى ارضهم وبين اهاليهم وذويهم.

اما الضيوف اللبنانيون فأهلا وسهلا بهم وكما يقول الشاعر(يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل) وهو ما دعا الجهات الرسمية على اطلاق وصف الضيوف، حتى لا تتخدش مسامعهم من كلمة نازح او لاجي، رغم ان التوصيف القانوني لهم في القانون العراقي والقانون الدولي هم لاجئون، ولا عيب او عار في هذه التسمية التي يحملها ملايين العراقيين ومنهم الكثير من الطبقة السياسية الحاكمة الذين لم يكونوا سواحاً أو ضيوفاً في بلاد الهجرة والنزوح .

جانب صحي

لكن يبقى العراقي يُبالغ في كل شيء في المحبة والكره والتأييد والرفض والموالاة و.. والّا ما هو تفسير كل هذا الاهتمام الرسمي الحكومي والشعبي وغيره (بالضيوف اللبنانيين) وتشكيل لجان تعمل باتجاهات ومهام مختلفة، بالجانب الصحّي بإرسال فرق طبّية إلى لبنان للوقوف على الحالات الموجودة في المستشفيات اللبنانيَّة وتقديم الدعم لها وتوفير الأجهزة والمستلزمات والعلاجات لها، ونقل بعض الجرحى لتلقي العلاجات في المستشفيات العراقية واجراء العمليات وكامل الرعاية الطبيَّة.

والجانب الغذائي بإرسال مواد غذائيَّة ولوجستيَّة إلى سوريا بعد فتح مكتب هناك لتقديم السلال الغذائيَّة ونقل بعض الأسر إلى العراق، وبعد توقف النقل تم استئجار فنادق في سوريا لإسكان الأسر هناك، وتوفير السكن للضيوف في العراق واستئجار فنادق وشقق للأسر اللبنانيَّة، وتقديم وجبات الطعام لهم والرعاية الصحيَّة للضيوف الذين تجاوز عددهم (13) ألف، وأصبح عددها في محافظة عراقية واحدة أكثر من (3) آلاف و(750) ضيفا، وهو ما أضاف مهاماً ومسؤوليات جديدة الى الحكومة العراقية ووزارة المهجرين العراقية التي لم يعد يشغلها او يهمها الا التشديد على تضافر الجهود وتقديم أفضل الخدمات لضيوف العراق واعلانها(سنبني مجمعات سكنية خاصه‌ اذا طال مكوثهم فی البلاد مع توفير جميع احتياجاتهم اليومية) كما أعلنت احدى الجامعات الاهلية عن منحة لكل الطلاب لمدة اربع سنوات مع سكن ومصاريف للأشقاء الضيوف.

بالمقابل يعيش حوالي(3.6) ثلاثة ملايين وستمائة الف عراقي في المناطق العشوائية والتي تسمى بأحياء (التجاوز) باللهجة المحلية، بحسب وزارة التخطيط العراقية، وان عدد المساكن بالمناطق العشوائية في عموم العراق يبلغ 560 الف مسكن، يعيشون فيه3.6 مليون مواطن.

ويضاف الى العدد اعلاه عشرات الآلاف من النازحين في المجمعات داخل وخارج العراق، وملايين الفقراء والمحتاجين للسلة الغذائية، وملايين العاطلين والشباب الذين يبحثون عن أمل او فرصة للحياة والمستقبل والذين هم بأمس الحاجة الى عناية واهتمام الحكومة والجهات الرسمية والشعبية والدينية والمجتمعية والمتلهفين الى شمولهم بجزء قليل او يسير مما يتمتع به الضيوف اللبنانيون!.


مشاهدات 106
الكاتب عبد الستار رمضان
أضيف 2024/10/26 - 3:28 PM
آخر تحديث 2024/10/28 - 12:59 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 280 الشهر 11903 الكلي 10041626
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير