الأول :
شاشة عملاقة مقسمة إلى إثنين وعشرين مربعاً .
على كل مربع صغير يظهر حاكمٌ عربيٌّ وهو يحتضن مائدة طعام فخمة ، تسورها زوجته وأبناؤه وبناته وأمه وأبوه والجدة المركونة على سجادة صلاة .
العائلة الكبيرة ترش الزعيم الساكت المشدوه بنظرات عتب وحزن عظيم ، لكنه يواصل دس اللحم بفمه الكبير .
الثاني :
شاشة كبيرة يُرى فوقها ثائر عظيم اسمه يحيى السنوار ، متكئاً على بقاياه الطائرة ، وبشماله عصاً هي ما تبقى من ركام غرفة الضيوف المهاجرين ، يهش بها طائرة زنانة ماكرة ، فيمكر ويلوّح لها برفق كما لعبة مستلة من زمان الطفولة ، فتقنص منه صورةً أخيرة ستتحول لاحقاً إلى أيقونة كونية مذهلة فيها أسوة حسنة للعالمين .
الثالث :
شاشة تظهر صورة جثة طازجة مدماة ورأسها بنصف لثام ، يحوم حولها كلب أبيض مبقع بالسخام ليس برقبته دائرة جلد وبقايا حبل .
الكلب بدا حائراً وهو يمسد الجسد المسجى ، ثم يركض عائداً إلى ركام الدار .
يغيب دقيقة أو بعضها ويرجع إلى دائرة الجثة الضيقة .
يتكرر المشهد عشرين مرة ومرة ، حتى يفقد المصور كلًّ أملٍ بلقطة مثيرة تظهر كلباً أبيض مرقعاً بالرماد وهو ينهش لحم شهيد .